مع دخول البلد في عطلة عيد الأضحى المبارك التي تستمر حتى صباح الجمعة، لم يسجل أي تطور في الملف الحكومي يمكنه أن يحرّك المياه الراكدة ويبعث على الأمل بقرب الفرج، رغم دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للاستشارات الملزمة يوم الاثنين المقبل، إلا ان اتصالات الكواليس لم تصدر بعد أي إشارات حول هوية الرئيس المكلف المقبل وشكل الحكومة العتيدة بانتظار تصاعد الدخان الأبيض قبل موعد الاستشارات كي لا تكون عرضة للتأجيل.
في هذا الوقت، كانت تجري عملية تعبئة الوقت الضائع بلقاءات جانبية مع عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال ومناقشة أمور حياتية وخدماتية تتعلق بمعيشة اللبنانيين الذين نغّص عليهم الارتفاع الجنوني للدولار بهجة هذا العيد، وأدى إلى التفلت في أسعار المواد الغذائية واللحوم وتلك المخصصة لصناعة الحلوى في مثل هذه المناسبة، ولكن من دون أن يرشح عن هذه الاجتماعات واللقاءات ما يبعث على الارتياح، فلا أزمة المحروقات قد حُلت كما وُعِد بها الشعب اللبناني قبل أسبوع، لا بل عاد مشهد طوابير الذل أمام محطات الوقود الى ما كان عليه قبل أيام، كما عاد الحديث عن انقطاع مادة المازوت ليتعطل معها عمل المولدات الكهربائية حتى “يتم النقل بالزعرور” ويعيش اللبنانيون في العتمة التي لم يعرفونها حتى في عز الحرب الأهلية والاجتياح الاسرائيلي.
في الشأن الحكومي، تنقسم آراء القوى السياسية، فتيار المستقبل مثلا يرى نفسه خارج السباق بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يشددان على التسوية وعلى حكومة إختصاصيين تتمثل بها كل القوى السياسية بما فيها تيار المستقبل.
مصادر سياسية كشفت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية ان “الرئيس بري أبلغ حزب الله رفضه العودة لتجربة حسان دياب، وأن جنبلاط يشاطره هذا الرأي”، معتبرة أن “الحزب بات محرجاً بين حليفيه بري وعون”، إذ يميل الأخير بحسب المصادر الى حكومة على شاكلة حكومة دياب، ومن بين الأسماء المقترحة فيصل كرامي وجواد عدرا وفؤاد مخزومي، في حين ان هناك مساع تبذل مع حزب الله لإقناعه القبول بتكليف السفير نواف سلام نظرا لعلاقاته الدولية، لكن لغاية الآن لم يعلن الحزب رأيه بالموضوع سلبًا أم إيجاباً.
بدوره، أسف عضو كتلة المستقبل النائب وليد المرعبي “للحال الذي وصل اليه اللبنانيون الذين كانوا ينتظرون تشكيل الحكومة بفارغ الصبر علها تخفف عنهم عبء الحياة ومرارتها، لكن أوجاع الناس لم تجد آذاناً صاغية لدى من يمارسون الجلوس على كرسي الحكم وفوق هموم الناس”.
ولفت المرعبي عبر جريدة “الانباء” الالكترونية إلى أن “الحريري كان هدفه من قبول التكليف إنقاذ لبنان الذي وصل الى وضع صعب باتت معه الدولة تتحلل والمؤسسات تنهار الواحدة تلو الاخرى والناس لا تجد أبسط مقومات الحياة فيما الطرف الآخر المعني غير معني الا بمصالح ومكاسب شخصية ويلعب لعبة الوقت على حساب الشعب”.
الأنباء