السبت, أكتوبر 5

بلد المليون عاطل يستغيث

نور يزبك

يقرع لبنان اليوم أجراس عوزه على مسمع مجتمعٍ دولي يقترن الإنقاذ بالاصلاحات. فعلياً، كل الأبصار تترقب ولادة حكومة إنقاذية جديرة باستعادة الثقة الدولية: حكومة تضع نصب أولوياتها إصلاحات مالية واقتصادية فاعلة. بيد أنّ العرقلة هي دائماً سيدة التكليف أو التأليف بينما يرزح اللبنانيون تحت وطأة الغلاء المعيشي والتردي الاقتصادي. فبحسب دراسة أعدتها “الإسكوا”، تضاعفت نسبة الفقراء لتصل إلى 55% عام 2020، بعد أن كانت 28% في العام 2019، فضلاً عن ارتفاع نسبة الذين يعانون فقراً مدقعاً بـ3 أضعاف من 8 إلى 23% خلال الفترة نفسها. وتشير هذه الدراسة الى أنّ انفجار مرفأ بيروت والتزايد المتسارع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، شلاّ لبنان الذي يعاني أصلاً آثار صدمات متداخلة أنهكت اقتصاده لأعوام وتسببت في قفزة غير مسبوقة في معدلات الفقر.

وجديد مصائبنا، انقطاع معظم الأدوية الضرورية من الأسواق. فبعد أن ترددت أصداء رفع الدعم عنها، تهافت اللبنانيون لتخزين الأدوية قبل رفع أسعارها، ففُقد الدواء. أمّا عن شحّ البنزين، فهو موضوع احتكارٍ ليس إلاّ، في ظل غياب الرقيب المحاسب. وعن معدلات البطالة، تشير إلى إمكانية ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في الأشهر المقبلة، إلى نحو مليون عاطل عن العمل أي بنسبة 65%.

أمام قفزات الدولار المتأرجحة ومعدلات البطالة المتزايدة، باتت الهجرة حلمَ لبناني تؤرقه أبواب سفاراتٍ بمعظمها موصدة بفعل فيروس كورونا. طائر الفينيق اليوم مبتور الجناحين، يتكئ على رماد العاصمة، يلتفظ من الأنفاس آخرها، والعالم يتفرّج.

Comments are closed.