حكوميا : الاتفاق على التوزيع الطائفي للحقائب الخدماتية للانتقال لاحقا للسيادية
جاء في صحيفة “الديار” : اطلق حزب الله 21 صاروخا ردا على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت منطقة رباع التين وبسطرة والسدانة والعرقوب تثبيتا لتوازن الردع الذي ارساه مع العدو الاسرائيلي منذ حرب تموز 2006 . هكذا واجهت المقاومة بضربات عدة العدو الاسرائيلي الذي اراد توسيع المواجهة الا ان حزب الله رد الصاع صاعين مما جعل الكيان الصهيوني “يفرمل” هجومه ويعطي مؤشرات بانه لا يسعى الى التصعيد. وعليه، اعتقدت اسرائيل ان بامكانها الاعتداء على لبنان دون رد من المقاومة ظنا منها ان الاخيرة في موقع محرج نظرا للحالة الاقتصادية والمالية السيئة التي يمر بها لبنان وبالتالي لن يدخل حزب الله في مواجهة ستؤدي الى تفاقم الوضع اللبناني انما ظهر ان حسابات العدو الاسرائيلي ارتكزت على رهانات خاطئة.
وتاكيدا على ذلك، علق الاعلام الاسرائيلي العدو على تمكن حزب الله من اطلاق صواريخ دون معرفة الاستخبارات الاسرائيلية بانه امر يجب ان يقلق الجيش الاسرائيلي حيث ان الاخير توقع عدم رد حزب الله على الغارات الاسرائيلية. وبمعنى اخر، هذا الكلام يؤكد ان حزب الله لا يزال يملك عنصر المفاجأة في المواجهة مع العدو ولا يزال يربك الكيان الصهيوني وان اسرائيل لم تستخرج العبر من حرب تموز 2006 ناهيك عن عدم تمكنها من معرفة نهج “عدوها” حزب الله. اضف الى ذلك، عجز الاستخبارات الاسرائيلية في توقع تحركات المقاومة اضعف من هيبتها بما انها تدعي انها من افضل الاستخبارات اقليميا وعالميا.
حزب الله : قمنا بواجبنا الوطني وهو الدفاع عن سيادة لبنان
وردا على سؤال اذا كانت المقاومة ستذهب الى التصعيد بما انها تبنت اطلاق الصواريخ ضد العدو الصهيوني، قال مصدر في حزب الله للديار بأن اسرائيل هي التي بادرت الى اطلاق النار وقصفت مناطق مفتوحة وعليه ردت المقاومة بقصف ايضا على مناطق مفتوحة لمواجهة هذا العدوان السافر على سيادة لبنان. ولفت المصدر في حزب الله ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة ارادت من خلال عدوانها على مناطق لبنانية تغيير قواعد الاشتباك لارساء معادلة جديدة تنسف توازن الردع الا ان محاولتها باءت بالفشل بعد رد المقاومة عليها. وتابع المصدر انه في تقديره ان العدو الاسرائيلي انكفأ وتراجع عن المواجهة مع حزب الله.
وعن القوى السياسية التي دانت ما قامت به المقاومة في الجنوب رابطة اياه بصراعات اقليمية، اعتبر المصدر في حزب الله ان هناك دائما من يحاول ربط اي حدث اقليمي باي حدث لبناني يحصل ويحاولون الايحاء بان كل ما يقوم به حزب الله مرتبط بمصالح خارجية في حين ان المقاومة تقوم بواجبها الوطني وهو الدفاع عن ارض لبنان وحدوده وسيادته. واضاف ان الاجندة الوحيدة التي يتبعها حزب الله هو الحفاظ على كرامة لبنان ووحدة اراضيه مشيرا الى انه من المؤسف ان هؤلاء الذين يتهمون المقاومة باجندات خارجية لا يوجهون اي انتقاد او ادانة للاعتداء الاسرائيلي على وطنهم ويتعاملون مع ذلك على انه امر عادي جدا.
هل ستشكل الحكومة؟
حكوميا، اعلن الرئيس المكلف بعد لقائه رئيس الجمهورية ان الامور اصبحت في خواتيمهاوتعقيبا على ذلك، رأت اوساط سياسية ان الاجواء ايجابية حتى اللحظة وان بعض العقد التي تعرقل ولادة الحكومة يتم العمل على تذليلها.
في الوقت ذاته، تؤكد اوساط في “الثنائي الشيعي” ومطلعة على الملف الحكومي ان “الثنائي الشيعي” لن يقبل بالمدوارة او بالتخلي عن المالية ليس طمعاً بالحقيبة بل لانها تكرس عرفاً ميثاقياً وتمنح الطائفة الشيعية الامضاء الثالث واشراكها في القرار الوطني.
وكان جمع لقاء هو السادس امس في بعبدا الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي قال :”هناك اتصال غدا بيني والرئيس عون لنتفق على موعد جديد”.
من جهته، اعلن قصر بعبدا تخلي رئيس الجمهورية عن وزارة الداخلية رسميا الامر الذي يشير الى ان الامور فعلا تتجه الى الحلحلة والى فرصة حقيقية في ولادة الحكومة.
اما عن المداورة فلن تحصل في هذه الحكومة المرتقبة بما ان الثنائي الشيعي متمسك بالمالية وانطلاقا من كلام ميقاتي بانه اذا اتخذ قرار عدم المداورة فهذا الامر سينسحب على جميع الوزارات. وبمعنى اخر، سيكون التوزيع الطائفي على الحقائب الوزارية على غرار حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب.
في سياق متصل، لفتت مصادر مطلعة ان هناك رغبة عند الرئيسين عون وميقاتي بالوصول الى نتيجة وتاليف حكومة في وقت قريب. واشارت الى ان اجتماع امس الذي حصل بين الرئيسين ارتكز على متابعة توزيع الحقائب على الطوائف بعد ان بدأوا بهذا الامر الخميس الماضي كاشفة ان بعض التعديلات طرأت على التوزيع في الوزارات الخدماتية الامر الذي قد ينعكس على الوزارات السيادية. واضافت هذه المصادر المطلعة ان النقاش تمحور على الصيغة الحكومية الذي سيواصل الرئيسان منقاشتها والتشاور في ما بينهم للتوصل الى صيغة متكاملة بعد الاخذ بالملاحظات والتي تشمل الحقائب الخدماتية والاساسية ليتم لاحقا الانتقال الى النقاش حول الوزارات السيادية التي يفترض ان يكون وضعها على ضوء التوزيع في الحقائب الخدماتية. وتحدثت هذه المصادر عن الملاحظات التي تناولها الرئيسان خلال الاجتماع منها تمسك الثنائي الشيعي بوزارة الزراعة واختيارهم ليوسف خليل ليكون وزير المالية علما ان الاخير مرتبط بمصرف لبنان وذلك قد يؤثر على التدقيق الجنائي. كما تناول الاجتماع البحث في اصرار الحزب التقدمي الاشتراكي على وزارة الشؤون الاجتماعية وعليه كيفية التوزيع الطائفي على الوزارات الخدماتية حيث اصبحت الامور شبه محسومة.
تحذير من هدر 850 مليون دولار مساعدة من صندوق النقد للبنان
على صعيد اخر، سيحول صندوق النقد الدولي في 23 اب 850 مليون دولار لمساعدة لبنان وهي مساعدة غير مشروطة انما في الوقت ذاته حذرت اوساط سياسية لبنانية من استغلال هذه المساعدة للانتخابات النيابية او لمصلحة المنظومة الحاكمة وليس لمعالجة الازمة المالية بعد وضع خطة اصلاحية تتماشى مع شروط صندوق النقد. وشددت هذه الاوساط ان لبنان سيحصل على ثلاث مليارات دولار خلال السنتين المقبلتين وعليه اذا هدرت القوى السياسية المليار الدولار الذي ستحصل عليه في هذا الشهر الحالي ولم توظفه لتخفيف وطأة الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي فان القيمة المالية التالية التي سيقدمها الصندوق ستذهب هدرا ايضا ولن يستفيد لبنان من هذه المساعدة رغم ان الدولة اليوم في امس الحاجة لاي مساعدة مالية. ولذلك يجب استعمالها لمعالجة الازمة ضمن خطة اصلاحية وشروط الصندوق للحصول على 3 مليارات دولار على مدة سنتين لانقاذ لبنان. باختصار، دعت هذه الاوساط الشعب اللبناني الى متابعة كيفية صرف 850 مليار دولار كي لا تستغل المنظومة الحاكمة هذه الاموال لمصلحتها وتهدرها على غرار ما كانت تفعله في الماضي القريب.
القوات اللبنانية: نرفض اقحام لبنان بصراعات لا تخدم مصلحة شعبه
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان التصعيد الذي حصل في الجنوب اتى تزامنا مع التعصيد الحاصل في المنطقة بين ايران والولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وبالتالي المنطقة تشهد سخونة وردود وما حصل في جنوب لبنان يندرج في هذه الخانة وهنا الخطورة. ولذلك من المهم تحييد لبنان وابعاده عن الصراعات الخارجية وعدم اقحامه باهداف لا تمت بمصلحة اللبنانيين بصلة. وشددت القوات انها ترفض ان يتحول لبنان صندوق بريد يخدم اغراض خارجية مشيرة الى ضرورة اخراج لبنان من صراع المحاور.
ورأت المصادر القواتية ان المطلوب وقف التصعيد جنوبا و التركيز على اخراج لبنان من ازمته خاصة انه يشهد انهيارا كبيرا على المستويات كافة وتعثرا سياسيا.