بعد تهديد المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار غيها بأن البنك قد يعلق تمويل اللقاحات، ودعم التصدّي لكوفيد-19في جميع أنحاء لبنان في حال التأكد من «مخالفة النواب، الذين حصلوا على التطعيم في مقر المجلس أمس، على الرغم من عدم وجود ضرورة تجعل لهم أولوية في ذلك، السؤال هو: هل ترعوي الطبقة السياسية، وتكف عن «تنغيص» حياة اللبنانيين، والتشويش على المحاولات الجارية لمواجهة المخاطر المحدقة بصحتهم، بعد تهديد قوتهم، واعمالهم، ووضع اليد على اموالهم في المصارف، وفي لعبة الدولار، الخطيرة والمثيرة في الوقت نفسه؟
والحال، فإن الطبقة القابضة على السلطة، بات لها منذ ان تمكنت من ان يكون لها في كل «عرس قرص» سواء في ما خص تعطيل التفاوض مع مؤسسات التمويل الدولية، أو ترك المواطنين لقدرهم، مع المصارف، وانهيار سعر صرف الليرة، فضلاً عن فقدان السلع، والارتفاع الخيالي للاسعار أو التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى المزاحمة غير المشروعة على تناول اللقاح، مع ان هذا حق لكل مواطن، ولكن بصورة تراتبية ونظامية!
وقالت اوساط سياسية لـ«اللواء» أن أي موقف دولي جديد من الملف الحكومي لم يتظهر وهناك تمن فقط بالإسراع في التأليف.واشارت إلى أنه في الداخل لم يبرز معطى فوق العادة وكله معلق إلى حين دخول عامل جديد يحدث الخرق. وفهم من هذه الأوساط أنه حتى لو حصل لقاء جديد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف فأنه سيكون كما غيره لجهة أن التقدم لن يتحقق موضحة أن الأفكار لا تزال متباعدة.
حكومياً، لم تسجل اي تحركات أو اتصالات باتجاه حلحلة ازمة تشكيل الحكومة الجديدة بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، فيما لوحظ حسب مصادر متابعة لعملية التشكيل ان المواقف التي أعلنها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، زادت في تعقيد مسار عملية تشكيل الحكومة في حين بدا واضحا إن التزام حزب الله سياسة الحياد بين بعبدا وبيت الوسط، يؤشر بوضوح الى ان استمرار تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة يتقاطع مع مصلحة الحزب بارجاء ولادة الحكومة العتيدة حاليا وتوظيفها في اطار الصفقه الجاري التفاوض حولها بين ايران والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي، مايعني ان موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، سيبقى مؤجلا لحين جلاء مصير المفاوضات المذكورة، وبالتالي سيبقى اي مسعى أو تحرك من أي جهة كانت بلا طائل ومحكوما بمصير هذه المفاوضات، في حين ان كل مايقال عن زيارة محتملة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا في القريب العاجل لن يجدي نفعا اذا لم يتم التوصل الى تفاهم مسبق على جميع النقاط الخلافية، ويبدو ان هذا الامر غير متيسر بالوقت الحالي.
تحذير أممي
دولياً، صمّ المعنيون بالملف الحكومي اذانهم عن ترديد مواقف الجهات الدولية، فجددت المفوضية الأوروبية أمس التأكيد على ان هناك إجماعاً دولياً حول استحالة دعم لبنان في غياب حكومة الإصلاح..
بخاري وشيا
وعلى خط دبلوماسي آخر، إستقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري أمس، في مقر إقامته في اليرزة،السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا. وتم في خلال اللقاء البحث في مجمل المستجدات السياسية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة إلى موضوعات ذات الإهتمام المشترك.
وأكد السفير بخاري «ان موقف المملكة العربية السعودية، يُشدّد على التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني».
وفي باريس، التقى سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان بنظيره السعودي فهد الرويلي، وتم التداول حسب بيان من السفارة، في تطورات العلاقات الثنائية والإقليمية انطلاقا من مكانة المملكة في منطقة الشرق الأوسط، وتأكيد علاقات الود والأخوة بين البلدين، وحرص المملكة على مواكبة جهود اللبنانيين في نهضة بلدهم ونموه في شتى المجالات.
بكركي والحياد
وكذلك إنشغلت البلاد بطرح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الداعي الى عقد مؤتمر دولي للبحث في إنقاذ لبنان. وللغاية يوفد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع وفداً من تكتل «الجمهوريّة القويّة» لزيارة بكركي، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم للتضامن مع الراعي والوقوف إلى جانبه في دعوته إلى حياد لبنان عن الأزمات الإقليميّة والدوليّة وإلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لمساعدة لبنان على إعادة إنتاج السلطة واستعادة سيادته الوطنية الكاملة.
الانتخابات الفرعية
وفيما تصدر موضوع اجراء الانتخابات النيابية الفرعية لملء مراكز تسعة مقاعد في بيروت والمتن وكسروان والشوف وطرابلس، شغر سبعة منها بالاستقالةواثنان بالوفاة، بالاهتمام وذلك خلال لقائين منفصلين جمعا وزير الداخلية محمد فهمي مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ترددت معلومات عن وجود عوائق لوجستية وادارية وتحسب لتوترات وتحركات مرتقبة لاطراف معترصة ترفض إجراء هذه الانتخابات،ما يطرح احتمال تأجيلها في الوقت الحاضر، برغم الحاح بري على ضرورة اتخاذ التدابير المطلوبة لاجرائها استنادا الى القانون.
اما السؤال المطروح في الاوساط السياسية والشعبية، فيتمحور حول مغزى وأهداف اجراء هذه الانتخابات في ظل الأوضاع غير الملائمة بكل المواصفات،الصحية والسياسية والامنية وحتى الاقتصادية.
وفي حين تعتبر مصادر سياسية بارزة أن الهدف الأساس هو استكمال عدد نواب المجلس النيابي تفاديا لاي تطورات غير مرتقبة، قد تشكك او تطعن في شرعية المجلس ولاسيما اذا استمرت ممارسات تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة حتى نهاية العهد الحالي ودخول البلد في حالة فراغ سياسي او رئاسي محتملة،عندها لايمكن لاي كان التشكيك في عدم اكتمال عدد النواب او التشكيك بدستورية المجلس النيابي. بينما ذهب البعض إلى ان الالحاح على إجراء الانتخابات الفرعية في الوقت الحاضر، انما هو قرار في غير محله،ويذهب الى ابعد مايقال عن اكمال عدد نواب المجلس، وهو الهاء المواطنين عن تداعيات فشل المسؤولين بتشكيل الحكومة العتيدة واشغالهم بما هو اقل من هذه العملية المهمة لانتظام الية السلطة.
القرض الدولي
وفي سياق دولي – نيابي متصل صدق مجلس النواب مشروع قانون إتفاقية قرض البنك الدولي وأحاله الى الهيئة العامة للمجلس.. واعلن النائب ابراهيم كنعان بعد اللجان المشتركة عن اقرار اتفاقية القرض مع البنك الدولي مبدئياً مع الاخذ بملاحظات النواب والتزمت الحكومة بالتنفيذ. وتابع «ستكون هناك تقديمات نقدية في ضوء قرض البنك الدولي والتعديل الذي طرحناه يحسن شروط القرض». واضاف «سيعاد تكوين قواعد البيانات للمستفيدين لتصحيح الشوائب وسيتم اعتماد مراجع محايدة في تحديدها».
التلقيح الاسنتسابي للنواب
وسط هذه الأجواء المرهقة، إنشغل لبنان امس، بتناول 15 نائباً اعمارهم فوق السبعين عاماً لقاح كورونا في مبنى المجلس، ما أثار ردود فعل غاضبة لدى شرائح كثيرة اتهمت النواب بتجاوز دورهم والاصول المعتمدة وفق ترتيب خطة التلقيح وحرمان المواطنين العاديين من اللقاح، ووصلت إلى درجة تهديد رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري بالاستقالة، لكن سرعان ما تم احتواء الموضوع بعد إعلان عدد من هؤلاء النواب انهم تسجلوا في المنصة الرسمية للقاح.لكن البنك الدولي هدّد بوقف تمويله للقاحات في لبنان بعد الذي حصل في المجلس النيابي مطالباً بعملية تلقيح شفافة.
وفي وقت التزمت فيه وزارة الصحة الصمت، كتب كومار جيها على تويتر «في حال التأكد من المخالفة، قد يعلق البنك الدولي تمويل اللقاحات ودعم التصدي لكوفيد-19 في جميع أنحاء لبنان» قائلا إن ذلك من شأنه أن يخرق الخطة الوطنية المتفق عليها للتطعيم العادل.
وأضاف «أناشد الجميع، أعني الجميع، وبغض النظر عن منصبكم، أن تسجلوا أسماءكم وتنتظروا دوركم».
ومكّنت إعادة تخصيص البنك الدولي مبلغ 34 مليون دولار لبنان من تلقي أول دفعتين من نحو 60 ألف جرعة من شركة فايزر-بيونتيك هذا الشهر. وقال البنك إنه سيراقب طرح اللقاح وحذر البنك من المحسوبية في بلد تسببت فيه عقود من الهدر الحكومي والفساد في انهيار مالي شديد.
وقال عضو بالبرلمان، طلب عدم نشر اسمه، لرويترز إن بعض النواب الحاليين والمتقاعدين إضافة إلى بعض الموظفين الإداريين تلقوا التطعيم في قاعة البرلمان.
وأضاف «ما كل هذه الضجة؟ هم مسجلون»، مشيرا إلى منصة على الانترنت للقاحات. وأردف أن جرعات من اللقاح أُرسلت الأسبوع الماضي أيضا لقصر بعبدا من أجل الرئيس ميشال عون ونحو 16 آخرين.
وكتب إيلي الفرزلي (71 عاما)، وهو نائب رئيس مجلس النواب اللبناني وليس ضمن المجموعة التي لها أولوية الحصول على التطعيم في المرحلة الأولى، على تويتر بأنه تم تطعيمه.
وقال عبد الرحمن البزري، الطبيب الذي يرأس اللجنة الوطنية للقاح (المضاد لكوفيد-19) إنه لم يكن على علم بأنه سيتم إرسال جرعات إلى البرلمان. وأضاف للصحفيين «ما حصل اليوم غير مقبول». وساد الغضب أنحاء البلاد.
وكتب جاد الحموي على تويتر «جدي رجل مهذب عمره 85 عاما ويعاني من مشاكل في القلب والأوعية الدموية. جدي له أولوية ولم يحصل بعد على اللقاح.
«من أنتم؟ حفنة من المنافقين، الأنانيين، المجرمين».
وقال جوناثان داغر على فيسبوك «بينما يلهث أحبابنا للحصول على الأوكسجين في أجنحة كوفيد-19، لم يلتزم النواب بدورهم اليوم وأخذوا اللقاح».
ولم تعلق وزارة الصحة على الفور.
واعلن الدكتور بزري ان اجتماعاً سيعقد اليوم للجنة الوطنية الساعة السادسة، وسأضعها بتفاصيل ما جرى وسيكون للجنة مجتمعة التصرف واتخاذ قرارها. وقال: رغبتي الشخصيّة هي بالاستقالة ولكن هناك مسؤوليّة وطنية بتمنيع الشعب اللبناني ولا مشكلة مع وزارة الصحة، لكن ما جرى اليوم خطأ كبير ويجب تبريره ويمكن الاستمرار بعملنا اذا كان التبرير مقنعا. وختم البزري: مع أنني غير مسؤول عن الخلل الذي حصل لكنني أعتذر من الشعب اللبناني وسنتصدى لأي خلل».
وسارعت الأمانة العامة في مجلس النواب إلى التوضيح، بشأن النواب الذين تلقوا اللقاح، ومفاده انهم تلقوه بوجود فريق من وزارة الصحة والصليب الأحمر، واسماؤهم مدرجة على المنصة الرسمية، وحان دورهم، وفقاً للفئة العمرية.
وفيما أعلن مكتب الإعلام في بعبدا ان الرئيس ميشال عون تلقى اللقاح ضد كورونا، رفض تكتل لبنان القوي أي استنسابية في تلقي اللقاح، داعياً إلى احترام القواعد المنصوص عنها للفئات العمرية، والقطاعات التي يضعها تعاطيها الإلزامي مع النّاس في الصفوف الامامية في مواجهة الفايروس.
ورأى نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف ان تنفيذ آلية تلقيح المواطنين أظهر عيوباً عدّة، لجهة الأداء والتنظيم، فجاء بعيداً عن الشفافية بطيئاً وفوضوياً، بعدما طال التلقيح كثيرين لا أولوية لهم، ولم تكن اسماؤهم مسجلة على المنصة.
التعليم المدمج
وحددت مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري موعد العودة إلى التعليم المدمج بين 8 و15 آذار، على ان تبدأ مع صفوف الشهادات الرسمية.
ميدانياً، وفي الشمال قطع محتجون طريق العبدة – حلبا للمطالبة بالافراج عن أحد الناشطين.
ميدانياً وفي الشمال، قطع محتجون طريق العبدة – حلبا للمطالبة بالافراج عن أحد الناشطين.
359320 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي تسجيل 2723 إصابة جديدة بكورونا و59 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 359320 إصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.