الجمعة, نوفمبر 22
Banner

لهاربة.. كلما كانت قاسية ـ كتب إسماعيل فقيه

 

كان ينتظرها

لا يعرف أين يجلس وكيف يتحرّك

لا يعرف كيف يُمرّر وقت انتظاره

جلسَ ومشى وَقَفَ وتمدّد وغاب في خيالٍ كأنّه الأخير

بقي انتظاره أُغنية تطنّ في أذنه وترتطم بعينيه

أشجارٌ كثيرةٌ نبتت في عروقه

رياح وزوابع أمسكت بيديه أخذته الى قلبه

تابعَ انتظاره على مهل

ثم أسْرَعَ في مُمارسة انتظاره

كأن زمناً انفجر بين يديه

نَظَرَ الى جهةٍ مُقابلة

ثم انتقل من مكانه الى الجهة التي نَظَرَ إليها

حَاوَلَ أن يلمس ويتحسّس تلك النّظرات

بعدما انتقل من جهةٍ الى جهة أُخرى

رأى قلبه على غصن شجرة بين أغصان كثيرة

رأى عينه تدمع وثيابه تدمع

مَرَّرَ يده على بطنه ولم يجدها

عَادَ الى الجهة السّابقة

اختفت من مكانها ولم يجدها

حَاوَلَ تلمّس جسده مُجدّداً

لم يجده

لم يبق منه سوى يدٍ واحدة

مُعلّقة في الهواء

تُلوّح ولا تُلوّح

توشك على الغرق

Leave A Reply