تؤكد منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن تخفيض معدل الجوع وسوء التغذية قد يؤثران على معدل الوفيات وخاصة بين الأطفال وعلى مكافحة الأمراض ومنها أمراض نقص المناعة البشرية.
في هذا الإطار، أوضحت اختصاصية التغذية ماريال منصور أن الحديث عن انعدام الأمن الغذائي يتمثل بتعريف منظمة الصحة العالمية على الشكل التالي: “عندما لا يمكن للشخص الحصول بانتظام على ما يكفي من الغذاء المأمون والمغذّي من أجل النموّ والتطور الطبيعي والعيش حياة نشطة وصحية. وقد يكون ذلك بسبب عدم توفر الغذاء أو نقص الموارد للحصول على الغذاء الكافي كمّاً ونوعاً”.
وفي لبنان، نتيجة للانهيار الاقتصادي المتواصل يكثر الحديث عن انعدام الأمن الغذائي، وبحسب دراسة أجرتها كلية الصحة في الجامعة اللبنانية بدعم من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، بعنوان “الأمن الغذائي في لبنان في ظلّ الأزمات المتلاحقة” (سنة 2020)، أظهرت أنه من بين 16 أسرة، هناك 9 أسر تأكل أقل من وجبتين في اليوم، و70% من هذه الأسر التسع تتخلّى عن وجبة غذائية أساسية، للاحتفاظ بالطعام لأطول مدة ممكنة أي بهدف توفير الطعام.
ويتألف غذاء هذه الأسر من الحبوب والنشويات والخضار فقط، مع غياب الألبان والأجبان واللحوم بسبب غلاء أسعارها. وبالتالي، نلاحظ افتقار تناول الأشخاص للغذاء المتوازن الذي يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي أي الكثير من الأمراض الناجمة عنه.
ووفق منصور، يتسبب سوء التغذية بالعجز ويؤثّر على نتائج الولادة والأمومة وعلى نمو الطفل وقدراته الجسدية والعقلية. كما وينتج عن نقص التغذية الكثير من الأمراض منها:
– فقر الدم الذي يحدث بسبب نقص الحديد وفيتامين ب 12، والذي يعمل على الإصابة بالتعب ويؤدي لشحوب الجلد.
– تضخم الغدة الدرقية بسبب نقص معدن اليود والذي يؤدي إلى ظهور رقبة منتفخة، الإصابة بالخمول، خسارة حادة في الوزن والتعرض إلى الصعوبة في التنفس.
– انخفاض ضغط الدم بسبب قلة تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم وبالتالي أي اختلال في ضغط الدم يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.
– أمراض في العيون كجفاف العين والتهابات العيون بسبب نقص فيتامين أ المسؤول عن صحة العيون.
– تساقط الشعر وشحوب البشرة وذلك لوجود نقص في الفيتامينات والمعادن.
– أمراض الجهاز الهضمي بسبب نقص تناول الطعام وبالتالي تظهر أعراض كالإسهال والإمساك والانتفاخ والألم الشديد والحموضة.
– الكواشيوركور (Kwashiorkor) هو مرض ينتج من نقص البروتين ويسبب تورمًا في الجسم خاصةً في اليدين والقدمين والوجه، وتغيرات في نوعية الشعر والجلد.
– النحافة الشديدة المرضية.
– التعب والهزال نتيجة النقص الشديد في البروتينات والفيتامينات والمعادن والسعرات الحرارية، الذي يترافق غالباً مع التعب الشديد والقيء والغثيان.
المصدر: النهار