تعتبر الأولمبياد من أهم الأحداث الرياضية السنوية. وقد أقيمت بنجاح خلال الأسابيع الماضية. بعدما تم تأجيلها في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19. كما تمكن عدد كبير من الرياضيين المحترفين حول العالم من حصد ميدالياتهم سواء كانت ذهبية، فضية أو برونزية. ولعل الذكاء الاصطناعي قد يلعب دورًا مستقبليًا في ذلك.
ويظل واحد من أكثر المشاهد تكرارًا هو مشهد تسليم الميداليات للرياضيين الفائزين من طرف الحكام. وفي المستقبل قد لا يتكرر هذا المشهد كثيرًا بفعل الذكاء الاصطناعي وأدواته. والذي قد يكون قادر على حل محل الحكام في بعض الرياضات.
ويظن عدد كبير من الباحثين والرياضيين أن التحكيم من طرف الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر دقة ونزاهة. كما أنه سيكون أكثر فعالية في بعض الرياضات مثل الغطس. وذلك نظرًا لأن هذه الرياضة تتم في بيئة صغيرة يسهل السيطرة عليها. على عكس رياضات أخرى تحتاج لمساحات واسعة.
التحكيم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي
وتلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في المجال الرياضي حاليًا. وعلى سبيل المثال، بدأت بطولة التنس المفتوحة في الولايات المتحدة الأمريكية في التخلي تدريجيًا عن خط التحكيم البشري في مقابل الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي والأتمتة.
وقد بدأت بعض دوريات البيسبول المحدودة في اختبار أدوات مشابهة. إلى جانب ذلك، ساعدت تقنيات تعلم الآلة بشكل عام في السنوات الأخيرة في تحسين قدرة الذكاء الاصطناعي على تتبع اللاعبين وأدائهم.
وتعد شركة Hawk-Eye، والمملوكة لشركة سوني، واحدة من الشركات الصاعدة في هذا المجال. وهي التي تقدم تقنيات التحكيم لدوريات وبطولات عديدة، منها بطولة التنس المفتوحة السابق ذكرها. ومن أبرز هذه التقنيات هي تقنية تتبع الكرة والمستخدمة في كرة القدم، التنس، الرجبي، وغيرهم.
وإلى جانب ذلك فقد حقق نظام AutoStats من شركة Stats Perform نجاحًا كبيرًا هو الآخر. والذي يعمل على جمع البيانات وتعليم الآلة بالاعتماد عليها فقط من خلال تنصيب كاميرات في الملاعب.
ويتمكن الـAI من لعب دور رئيسي في عمليات التدريب أيضًا. نظرًا لأنه سيكون قادر على تزويد اللاعبين بتقييم دقيق لمستوى لعبهم.
وتتوفر في الوقت الحالي أدوات قادرة على قياس مستوى احترافية اللاعب فقط بالاعتماد على المقاطع التي تم تسجيلها له أثناء اللعب. كما أن هذه الأدوات قد وصلت للهواتف الذكية على شكل تطبيقات سهلة الاستخدام.
وتطبيق SwingVision على سبيل المثال قادر على تحليل قدرات الرياضيين فقط بالاعتماد على مقطع مسجل عبر الهاتف الذكي، إلى جانب تطبيقات أخرى توفر نفس الخواص.
ومن المتوقع أن تزداد دقة واحترافية هذه التطبيقات مع زيادة البيانات التي تحصل عليها، ومع تحسن تقنيات تعلم الآلة عمومًا. ولعل تنصيب كاميرات في الملاعب الضخمة إلى جانب تطوير برمجيات قادرة على تحليل مستوى اللعب سيشكل طفرة في هذا المجال.
