الجمعة, نوفمبر 22
Banner

سوق سوداء جديدة في لبنان.. إخراجات القيد انضمّت إلى مهزلة ذلّ المواطن

أسرار شبارو – النهار

سوق سوداء جديدة ظهرت في لبنان. هذه المرّة ليست سوق بنزين، أو مازوت، أو خبز، أو غاز ودواء، بل سوق إخراجات القيد التي نفدت من دوائر النفوس منذ مدّة، في ظلّ عجز الدولة عن طرح مناقصات لتلزيمها نتيجة شحّ الدولار لديها.

سماسرة إخراجات القيد

لتسهيل الأمر على الراغبين في السفر، أصدر الأمن العام قراراً وافق فيه على تصديق إخراجات القيد التي يعود تاريخها إلى العام 2017 وما بعد، غير أنّ اللبنانيين يحتاجونها في مسائل أخرى كذلك، من هنا ظهرت سوق سوداء حيث يستغلّ العاملون فيها حاجات الناس الملحّة، فيحصلون على الأموال مقابل تأمين إخراجات القيد.

عن ذلك شرح مختار حيّ المنارة – صور محمد بدوي قائلاً: “يتراوح سعر إخراج القيد في السوق السوداء بين 50 ألف إلى 500 ألف ليرة”. وأضاف: “بعد أن راجت هذه السوق عادت وبهتت مع انخفاض الطلب”. وعمّا إذا توافرت إخراجات القيد أجاب: “يحقّ لنا بإخراجيّ قيد بعد تقديم استدعاء، مع تربيح جميلة”.

في دائرة النفوس كما قال المختار بدوي، “مجموعة سماسرة يقبضون ثمن إخراج القيد عندما يكون الشخص مضطراً عليه، وهم كما باقي المحتكرين، فالسلطة والشعب فاسدان، لا أحد يرحم أحداً، المال يعمي القلوب”.

البلد كلّه أسود

من جانبه، قال مختار الأشرفية الياس جرجس: “لا شكّ أنّ هناك سوقاً سوداءَ مع نفاد إخراجات القيد، والعاملون فيها معقّبو المعاملات، ومع ذلك يمكن أن يقصد الشخص دائرة النفوس ويشرح وضعه للحصول على إخراج قيد فردي كأن يحتاج دخول مستشفى أو الحصول على جواز السفر، كما هناك تسهيل معاملات من خلال تصديق إخراجات القيد القديمة”. وختم: “البلد أصبح كلّه أسود، الناس أصبح همّها جمع المال فقط”.

للحالات الطارئة

أما مختار المزرعة سليم المدهون فقال: “أولاً مطبوعات إخراجات القيد غير متوافرة في الوقت الحاضر، وقد شهدت طلباً كبيراً نتيجة جوازات السفر، لكن حالياً تمّ الاستغناء عن إخراج القيد في حال توافرت الهوية، أو إذا كان لدى الشخص إخراج قيد منذ العام 2017 وما بعده حيث يتمّ تصديقه”، مضيفاً: “المضطرّ الى تأمين إخراج قيد عليه تقديم طلب عند المختار والتوجّه بشخصه إلى رئيس دائرة النفوس لشرح أسباب حاجته، فالمدير العام يعطي إخراجات القيد في حال الطوارئ فقط”.

وعمّا إذا كان هناك سوق سوداء لإخراجات القيد أجاب: “لا أتصوّر ذلك، لأنه يعطى بالاسم. والمختار الذي يطلبه يتواصل مع رئيس الدائرة”.

وعن هذه الأزمة قال: “لا أموال في خزينة الدولة، وشراء الخدمات خارج إطار المرتّبات بالدولار، الذي لا تملكه”.

رئيس رابطة مخاتير عكار

مختار ببنين زاهر الكسار اعتبر أنه لو تمّ الإبقاء على كتابة إخراجات القيد باليد لكان أفضل من مكننتها”، مضيفاً: “نحن على أبواب المدارس ماذا سنفعل في ظلّ صعوبة تأمين إخراجات القيد للمضطرين لإجراء معاملات جوازات السفر ودخول المستشفى وغيرها”، وعما إذا كانت مناطق عكار تعاني من سوق سوداء في هذا المجال قال: “لم أسمع بذلك، فالمخاتير هم من يتابعون معاملات الناس”.

Leave A Reply