علمت صحيفة “الجمهورية” ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي كان قد قرر امس الاول تأجيل زيارته الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي كانت مقررة أمس، وكشفت أن الخلاف ما زال دائراً حول الوزيرين المسيحيين ومحاذير “الثلث الضامن”. لكن مصادر أخرى اشارت الى أن “حزب الله” يمارس ضغوطا قوية على المعنيين من أجل توليد الحكومة، مشيرة الى انّ نسبة التأليف من عدمه هي FIFTY FIFTY اي 50% تأليفاً و50% اعتذاراً. فيما ردت مصادر متفائلة سبب تأجيل لقاء الامس الى انّ لدى الرجلين صيغة جدية يعملان على إنضاجها.
وساد صمت في بعبدا أمس بالنسبة الى الملف الحكومي وغابت اللقاءات العلنية المخصصة له، ما خلا متابعة رئيس الجمهورية لحصيلة الاتصالات الجارية في انتظار خطوة ميقاتي بإحضار تشكيلته الى بعبدا. وفيما اكدت المصادر انه لم يكن هناك اي موعد امس للقاء بين الرجلين، اشارت في الوقت نفسه الى “ان الاتصالات جارية ولم تنته بعد الى نتائج حاسمة بعد، ولو حصل العكس لرأينا ميقاتي في بعبدا”. ولفتت الى انه حتى ساعة متقدمة من بعد الظهر لم يطلب ميقاتي اي موعد لزيارة بعبدا كما جرت العادة.
وفي هذه الاجواء التقت مصادر ميقاتي مع مصادر بعبدا وقالت لـ”الجمهورية” ان الحديث عن إلغاء اللقاء الثالث عشر الذي كان مقررا أمس في بعبدا ليس صحيحاً، لا بل لم يكن وارداً. ففي الاتصالات الاخيرة تم اتفاق على عقد اللقاء فور جهوزية الرئيس المكلف في تحضير التشكيلة الحكومية كاملة، بحيث سيكون للقاء معنى وانتاجية متوخّاة ولن يكون هناك لقاء لمجرد اللقاء.
وقالت هذه المصادر التي تواكب حركة الاتصالات عن قرب ان ميقاتي اقترب من انجاز تشكيلة متكاملة من 24 حقيبة بصيغة تسقط فيها الاسماء على الحقائب كاملة، وليس بالتقسيط. فالموضوع ليس وقفا على التفاهم على اسماء الوزراء للحقائب الوزارية الأربع التي يدور حولها الكلام في الساعات الماضية، وهي: الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والطاقة، بل ان مهمة ميقاتي تقديم تشكيلة كاملة.
ولفتت المصادر الى ان الاتصالات مستمرة يوميا وعلى مدار الساعة عبر زوار واتصالات هاتفية، وهي لم تتوقف مع أكثر من مرجع سياسي وحزبي، فالمساعي ليست مقفلة وهناك من يشارك فيها الى جانب موفدي رئيس الجمهورية.
وعبرت المصادر عن اقتناعها بأنّ “الطبخة استوت”، وانه لا بد من ان يقدم ميقاتي على الخطوة الكبيرة في الساعات المقبلة وقد يكون ذلك ممكنا ظهر اليوم أو غداً ليزور بعبدا ويقدم التشكيلة الى رئيس الجمهورية.
وردا على سؤال يتصل بمدى قبول رئيس الجمهورية التشكيلة المقترحة لئلّا تتكرر التجارب السابقة مع الرئيس سعد الحريري من خلال الحديث مجدداً عن تشكيلة “أمر واقع”، أجابت المصادر ان الرجلين “باتا يعرفان بعضهما بعضاً، وكل منهما يعرف ما يريده الآخر”. وهي المعادلة التي تحكم التشكيلة الجديدة. وما يسعى اليه ميقاتي يمكن بناؤه على قاعدة اخرى تحت عنوان “ما هو الممكن وما هو غير الممكن”.
وانتهت المصادر الى القول انه بالنسبة الى الرئيس المكلف “ان الجميع استنفدوا ما لديهم، ولم يعد هناك هامش واسع للحركة، وأن عملية انقاذ البلد باتت واجباً، وما يعوق هذه المهمة لا يمكن إخفاؤه في نتيجة المساعي المبذولة، وسيُبنى القرار على كل جديد في الساعات المقبلة.