…
ما اقسى هذه الأيام، وما أشد ايلامها، تلقي علينا بأثقال همومها، وسوء اسرارها وأخبارها وظلمة أيامها، لتجعلنا أسرى هذا المشهد القاتم الذي يأسرنا يشد على أعناقنا بقساوة حِباله،
ويوجعنا تحت ظلاله..
لست أدري إذا كان طبيعيا هذا الكمّ من الفقد، كثيرون ، كثيرون صاروا الأحبة الذين لوّحوا بمنديل الغياب،
في كل ناحية، ورابية، وزاوية من ذكريات وعتبة وباب ..
تركوا المطارح لفراغها القاتل وحزنها الماثل..
اليوم تركزت مساحة الألم وصورته على الغالي ابراهيم علي جعفر، ابن عائلة حركة أمل وأحد شيوخ الوفاء لمسيرة الإمام الصدر وانت تغادرنا في شهر الإمام ،
في مواسم الفقد والآلام،
اجتمعت فيك اخي ابراهيم أجمل الخصال؛ فأنت المرح، الودود العقائدي والمثقف بثقافة موسوعية متنوعة لطالما كانت مجالا لنقاشاتنا، ولكل ما يضيء على حاضرنا ومستقبلنا…
ثمة بسمة كانت تخرج من مساحات هذا الوجع المترامي حيث كنا مع محبيك دائما نحثّك على مغادرة العزوبية، وكنت بابتسامتك المعهودة تعدّد اوجاعك وما اتعب هذا الجسد ..
كان الحديث يتنهي بمزاح ولطافة من هذا الوفي الذي اقترن بالقضية وكانت أمل مجال حياته وجهاده وتفاصيل يومياته..
نشيج الحزن في ياطر يُسمع اليوم في بلدتي راميا جارة ياطر وشبيهتها بالعطاء،ووشاح الشهداء
تلك القرى المسكونة بالغمام،بجراح الأماني
وسراب الأحلام..
يا صديقي الغالي ..
يا كل الحب ولا أغالي..
يا ابيض القلب كبياض شعرك، لكأنك لم تُطِق هذا الموت اليومي الذي لا تغادرنا جنازاته، فمضيت الى استراحتك الأبدية
بسيرتك الرسالية الوردية
الناصعة والنقية
موجع هذا الرحيل يا ابراهيم
عزأؤنا انك بين يدي عزيز كريم
الفاتحة