الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

الأزمات تتفاقم.. وتشكيل الحكومة لا معلق ولا مطلق

غابت السلطة السياسية عن البلاد وحضرت الفتنة. غابت العلاجات الناجعة لانقاذ ما تبقى وحضرت المشاحنات ‏الطائفية والمذهبية التي تسببت منذ 46 عاما بحرب اهلية ما زالت تجرجر ذيولها حتى اليوم. هي نفسها المنظومة ‏الحاكمة المتقاعسة عن تشكيل حكومة تترك لبنان للتسيّب والفلتان والفوضى وشريعة الغاب، لانهماكها بالبحث عن ‏وسيلة تكفل عودتها في الانتخابات النيابية المقبلة الى مقاعدها النيابية وقد لا تجد آنذاك من تمثلهم في دولة متحللة ‏نصف مواطنيها هاجروا والنصف الآخر اما ينتظر في زحمة الاستحصال على جواز سفر او هو منهمك بالفتن ‏المتنقلة بين “غزوة” عنقون لمغدوشة وحرب فنيدق وعكار العتيقة او انه يتحضر بما تيسّر لديه من ادوات دفاعية ‏لهجمات محتملة قد تستهدف اهله ومناطقه قد تنطلق شرارتها من محطة محروقات في طوابير الذلّ التي لا يعرف ‏مسلسلها الطويل نهاية‎.‎

‎ ‎

لا اجتماع؟

وعلى رغم الانهيار على الصعد كافة واهتزاز الامن الاجتماعي بقوة في الويك اند من بوابة حوادث مغدوشة – ‏عنقون، لم يسجل اي جديد على ضفة تشكيل الحكومة، ولا موعد محددا بعد للقاء الرابع عشر الذي يفترض ان يجمع ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف منذ شهر ونيّف نجيب ميقاتي لاستكمال البحث في عملية ‏التأليف. وقد نفى ميقاتي امس ما يتم تداوله “من أنباء حول عزمه السفر الى إحدى الدول العربية لاستشراف آفاق ‏المرحلة المقبلة، على أن يتخذ بعد عودته قراره النهائي”. وأكد مكتبه الاعلامي في بيان “ان هذا الكلام عارٍ من ‏الصحة جملة وتفصيلا وهو باقٍ في لبنان ويواصل مساعيه لتشكيل الحكومة‎”.‎

‎ ‎

تهدئة في مغدوشة

في الغضون، أسفرت مساعي التهدئة التي تولاها عقلاء من فاعليات بلدتي عنقون ومغدوشة إثر التوتر الأخير إلى ‏عودة الحياة الى طبيعتها فيما لا يزال الجيش منتشراً على الأرض. وذكرت معلومات أنه تم القبض على اثنين من ‏المعتدين على أهالي مغدوشة‎.‎

‎ ‎

استنفار

إلى ذلك التأم مجلس الامن الفرعي في سرايا صيدا، برئاسة محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو وحضور قادة الاجهزة ‏الامنية والعسكرية والقضائية في المحافظة، وكان المحور المركزي على طاولة البحث، مستجدات التطورات الامنية ‏والمعيشية على مستوى الجنوب عموما ومدينة صيدا خصوصا. وفي اطار مساعي التهدئة، أجرى بطريرك انطاكية ‏وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي اتصالًا برئيس مجلس النواب نبيه بري واطّلع منه على ‏المعالجات الجارية في بلدة مغدوشة وسمع منه ما يؤكّد بأنّ مغدوشة هي بلدته الثانية وأن ما يحصل عليها إنّما يحصل ‏على كلّ لبنان. وفي سياق متصل اجتمع مطارنة صيدا ودير القمر للموارنة والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس: ‏مارون العمار وإيلي بشارة الحداد والياس كفوري، وأثنوا في بيان على “الجهود المبذولة من الافرقاء كافة لتلافي تفاقم ‏الأحداث المؤلمة، لا سيما موقف الرئيس نبيه بري وموفده الرسمي المفتي حسن عبدالله، الذي التقى النائب ميشال ‏موسى وفاعليات مغدوشة وعنقون، وأعطى توجيهات واضحة لجهة تطبيق القانون على كل من افتعل أعمالا عنفية، ‏إذ لا شيء يعلو فوق القانون‎”.‎

‎ ‎

الطوابير باقية‎!‎

معيشيا، الاوضاع على حالها. ورغم تسلم المحطات كميات من المحروقات، وفي انتظار وصول النفط الايراني ‏الموعود، بقيت الطوابير على حالها امامها، والتقنين الكهربائي ايضا على حاله في ظل شح المازوت… في السياق، ‏أكد ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا ان “الازمة ستستمر طالما سياسة بيع الغالونات ناشطة في السوق ‏السوداء من دون اي محاسبة”، مشيرا الى ان “اربعين في المئة من المحطات لا تزال على موقفها بعدم تسلم ‏المحروقات خوفاً من التوترات الامنية التي تحصل‎”.‎

‎ ‎

قطاع النقل

وليس بعيدا، التقى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة ‏تصريف الأعمال ميشال نجار ورئيس اتحادات نقابات قطاع النقل البري بسام طليس، وتم البحث في موضوع دعم ‏القطاع على صعيد المحروقات والصيانة . واتفق المجتمعون على أن يعد وزير المال دراسة عن الكلفة الإجمالية للدعم ‏وإرسالها إلى رئاسة مجلس الوزراء، وفق بيان صادر عن مكتب وزير المال الإعلامي‎.‎

‎ ‎

المستشفيات والمصارف

صحيا، وجّه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون كتاباً الى المستشفيات طلب فيه عدم قبول اي موافقات ‏طبابة او استشفاء لموظفي عدد من المصارف ومن هم على عاتقهم، صادرة عن اي جهة ضامنة عامة وخاصة، ‏مشيراً الى أن المريض الذي ينتمي الى فئة موظفي هذه المصارف مضطر الى تسديد فاتورته نقداً عند الدخول. وقال ‏هارون: مع التشدد على عدم تعريض المريض لأي ضرر صحي من جراء هذا التدبير‎.‎

‎ ‎

عون للتنبه

في الغضون، وفي الذكرى الرابعة لإنتصار الجيش في معركة “فجر الجرود” أشاد الرئيس عون بـ”النصر الذي حققه ‏الجيش بالقضاء على الإرهابيين في معركة “فجر الجرود” في 30 آب من العام 2017، وفي الذكرى السنوية الرابعة ‏لهذا الإنجاز الوطني والأمني” . ودعا الجيش وسائر القوى الأمنية، إلى “التنبه الدائم لأي نشاط أو مخطط إرهابي ‏يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، واستغلال الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، ‏لخلق مزيد من الارباك والفوضى تحقيقا لمآرب وأهداف خارجية‎”.‎

‎ ‎

الجيش متيقّظ

من جهته، غرد الجيش اللبناني عبر صفحته الخاصة على “تويتر” كاتبا “نستذكر شهداءنا الأبرار الذين حوّلوا ‏بدمائهم الزكية الجرود المستباحة إلى واحة حريّة، بزغ فجرها من جديد. انتصرنا على الإرهاب، وسنبقى متيقّظين ‏لخلاياه التي تحاول استغلال وضع وطننا الحالي للظهور مجدّداً‎”.‎

الشرق

Leave A Reply