لا يبدو أن الطريق سالكة حتى الساعة أمام الرئيس المكلّف، نجيب ميقاتي، لتشكيل حكومة كما كانت الأجواء التفاؤلية توحي، لتندلع حرب البيانات بينه وبين المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، وتبادل تهم التعطيل، لتعود الأمور إلى محور السجالات والاتهامات المتبادلة بعدما كان النقاش قد وصل، كما أشاعت المعلومات، إلى خواتيمه.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر مواكبة لعملية التشكيل عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى بروز تعقيدات جديدة يعكف المدير العام للأمن العام، اللواء عباس ابراهيم، وقوى أخرى على حلحلتها بعيداً عن الإعلام. وقد التقى ابراهيم لهذه الغاية رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، من دون أن يتحدّد موعد اللقاء الرابع، والذي لا يبدو أنّه سيكون خاتمة المشاورات المضنية التي أجراها ميقاتي على مدى أربعين يوماً على التكليف.
واعتبرت المصادر أنّ أجواء التفاؤل التي تعمد رئاسة الجمهورية على بثّها تهدف إلى إيهام الرأي العام اللبناني والخارجي بأنّ بعبدا ليست مسؤولة عن تأخير التشكيلة الحكومية بل (التأخير) لدى الرئيس المكلف الذي يخضع منذ اليوم الأول للتكليف إلى ابتزاز نادي رؤساء الحكومات السابقين، وإنّ آخر البدع التي تروّجها أوساط بعبدا هي أنّ الرئيس سعد الحريري يشترط على ميقاتي أنّ يكون له حصة في الحكومة مقابل منحها الثقة من قبل كتلة المستقبل.
وفي هذا السياق، علّق عضو كتلة المستقبل، النائب محمد الحجار، على هذا الكلام بالقول: “هؤلاء جماعة يحاولون دائماً رمي تفاهاتهم على غيرهم”، كاشفاً في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ الرئيس الحريري عندما كُلّف بتشكيل الحكومة أصرّ على حكومة اختصاصيين من دون مشاركة الأحزاب والكتل النيابية فيها. وقد طبّق هذا الأمر على نفسه قبل الآخرين، وفي التشكيلتين اللتين قدمها لعون لم يكن أي اسم له علاقة بالمستقبل، بينما فريق عون- باسيل أصرّ على حكومة يمسك قرارها عبر تشديده على الثلث المعطل بشخصيات ينتمون إليهم مباشرة أو مِن تحت الطاولة، وهذا السبب عطّل تشكيل الحكومة ونفس الشيء يحصل مع الرئيس ميقاتي اليوم”.
اضاف: “وبالتوازي مع الأجواء التفاؤلية التي تبثّها مصادرهم يتولون رمي الإشاعات بأن عملية التأليف انتهت، وباتت مسألة ساعات، وإيهام الآخرين بأنّهم يريدون تشكيل الحكومة وغيرهم يريد التعطيل، تماماً كما فعلوا في الحكومات السابقة، وبالأخص في وزارة الطاقة التي استمرت لسنوات بعهدتهم وتكفّلوا بتأمين الكهرباء 24 ساعة على 24، فأين الكهرباء وقد بلغ الهدر في هذا القطاع 55 في المئة من مالية الدولة، وها هم مستمرون في التعطيل ليقولوا للناس “ما خلّونا”، ولهذا السبب كانوا يخشون من الحريري”.
إلّا أنّ عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب قاسم هاشم، في المقابل اعتبر أنّ الأمور في خواتيمها، وهو مع مبدأ الرئيس نبيه بري، “ما تقول فول تا يصير بالمكيول”.
هاشم لفت في اتصالٍ مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى وجود أجواء إيجابية لمسناها في اليومين الماضيين، لكن هذا البلد يعيش على المفاجآت، ورغم كل هذا التفاؤل لا يمكنه إلّا أن يكون حذراً، فلبنان بلد العجائب.
وقال: “تذكّروا حكومة تمام سلام، لم تُشكل إلّا بعد 11 شهراً بتدخل من الرئيس بري. اليوم المصالح الشخصية أكثر، ومحاولات تسجيل النقاط غير الماضي، والرهان على الحكومة وما تحمل من إشارات سياسية تجعل الأمور معقدة”، مضيفاً “بين كل هذا المناخ السائد من المفترض أن تتشكل الحكومة خلال 48 ساعة أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، وإذا تخطت هذه المدة ولم تُشكل نكون قد دخلنا في المناخ السلبي”.
الأنباء