الأربعاء, أكتوبر 30

“ولعت ” بين بعبدا والرئيس المكلَّف

كحال باخرة النفط الايرانية المنطبقة عليها الاغنية الرحبانية “تعا ولا تجي، وكذوب عليي…” هي حال حكومة لبنان الموعودة وتشكيلتها المنتقلة ،على ذمة المواكبين لاتصالات تذليل العقبات، الى المربع الاخير من دون ان تبلغ خط النهاية المفترض ان تشكل الزيارة الرابعة عشرة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا مؤشرا اليه.

حتى الساعة لا موعد، ولا لقاء بين الرئيسين والاتصالات التي يضطلع بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لم تنجح حتى اللحظة، في تحقيق الخرق الاخير المأمول في جدار التشكيل رغم كل الاجواء الايجابية التي تمّ ضخّها في الساعات الماضية، وبقيت عقدة الاقتصاد من دون حل.

في المربع الاخير

لكن في المعطيات، اكدت اوساط قصر بعبدا ان الحكومة باتت فعلا في المربع الاخير في انتظار جواب الرئيس المكلف، الذي تأخذ عليه مشاركته في لقاء رؤساء الحكومات المطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في انفجار المرفأ، في شأن وزارة الاقتصاد الاساسية في المرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي. واوضحت ان الرئيس عون ذلل كل العقبات واعطى الاجابات على كل الاسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي. حتى الساعة لا جواب، ونحن في الانتظار، وقد مر اسبوع على آخر زياراته الى القصر الجمهوري.

الى ذلك، افيد أنّ الرئيس المكلف لن يطلب موعداً ويتوجّه الى قصر بعبدا إلا بعد الاتفاق على كامل أسماء الحكومة، ما يعني أنّ رؤيته في بعبدا ستكون مؤشّراً لولادة الحكومة، وهو أمر وارد أن يحصل في الساعات الـ48 المقبلة، من دون أن يكون محسوماً.

حرب بيانات

وبعد سلسلة تسريبات لتشكيلات مفترضة للحكومة سجل امس بيان حاد اللهجة من الرئيس ميقاتي اتهم فيه “البعض بانه مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا”.

فجاء الرد من بعبدا في بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ومما جاء فيه: “كثرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، واقلام منسوبة تارة الى مصادر ومتلطية طورا وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو الصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة الى رغبة او إصرار او مطلب لدى السيد رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها”.

ودعا للتوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك.

المستقبل ينفي

الى ذلك، وخلافا للتسريبات الاعلامية التي تتحدث عن حصة وزارية للرئيس سعد الحريري في الحكومة المنوي تشكيلها، اكدت مصادر رفيعة في “المستقبل”ان هذه التسريبات لا تمت للحقيقة باي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري اي حصة وزارية،وقالت ان الرئيس الحريري سبق واعلن دعمه تكليف الرئيس ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد، وجددت المصادر ان كتلة المستقبل ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها دون ان يكون لها اي مطلب.

النفط الايراني

معيشيا، الازمات تراوح. وبينما الطوابير امام المحطات على حالها، يبدو وصول النفط الايراني وشيكا، او لا يبدو كذلك! فخلال الساعات الماضية نشطت إيران وحزب الله على التأكيد عبر وسائل إعلام تابعة لهما بأن سفن النفط والبنزين المتوجهة إلى لبنان دخلت المياه السورية، وأفرغت حمولتها في أحد المرافئ هناك على الساحل السوري. إلا أن موقع تانكر تراكرز المتخصص في تتبع حركة السفن أكد، امس أن الأنباء بخصوص دخول سفينة إيرانية المياه السورية وتفريغ حمولتها هناك من أجل نقلها إلى لبنان، عارية من الصحة جملة وتفصيلا. وأوضح أن الناقلة التي وصلت قبل أيام إلى سوريا تحمل 730 ألف برميل من النفط الخام الإيراني وليس البنزين، بما لا يفيد لبنان. كما أضاف أنه عادة ما يتم تسليم النفط الخام عدة مرات في الشهر تلبية لاحتياجات سوريا وليس احتياجات الجار اللبناني. وأتى ذلك، بعدما أكدت وكالة أنباء فارس في وقت سابق امس أن الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت دخلت المياه الإقليمية السورية اول أمس الأربعاء. وأشارت إلى أنها ستفرغ حمولتها في سوريا لتنقل لاحقا بالصهاريج إلى لبنان. ليعود الإعلام الإيراني فيتراجع ويقول إن ناقلة النفط إلى لبنان سترسو في سوريا اليوم أو غدا صباحا.

الشرق

Leave A Reply