تعرفت الى سماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان في حضرة الامام المغيب الامام السيد موسى الصدر حيث اكتشفت انه كان صديقه الحقيقي ومستودع اسراره وخطه الامامي في مواجهة الاقطاع السياسي الشيعي.
تعرفت اليه مخلصا للامام المغيب، مقتنعا ببنائه الفكري منحازا لقضية المحرومين، مؤمنا بان السيد موسى الصدر هو شبكة الامان للبنان النهائي، ملتزما بفكرة المواطنة والعدالة الاجتماعية وعقم النظام الطوائفي العائق الحقيقي امام اي اصلاح سياسي واداري.
كان سماحة الامام قبلان ضد الحرب الاهلية التي انفجرت في العام ١٩٧٥ واستهدفت في ما استهدفت طموح السيد موسى الصدر الى احداث تغيير حقيقي في بنية المجتمع معتمدا على تبني نظرية ” المتحد الاجتماعي” من المحرومين في كل الطوائف. فكانت الحرب الاهلية مدعاة الى الانقسام والفتنة الطوائفية وكان موقف السيد موسى والشيخ قبلان مع رفاقهم الاعتصام في مسجد بيضون اعتراضا على هذه الحرب.
بقي سماحة الامام قبلان في خط السيد موسى الذي رفض نظرية العقيد القذافي التي اعتبرت المسيحيين في لبنان امتدادا للصليبيية. ودفع الامام موسى ثمن ذلك بالتغييب خصوصا وانه حاول تحصين لبنان من التدخلات الخارجية.
كلمة حق بالشيخ عبد الامير قبلان انه لم يكن يقارب المسائل من زاوية طائفية بل كان من اصحاب الدعوة الى مواطنة في وطن لا الى مواطنة في طائفة. لكن تعقيدات الوضع اللبناني وتدخلات الخارج الدولي والاقليمي حالت دون قدرته على انجاز مشروع الامام موسى الصدر في التنفيذ.
غيب الموت سماحة الامام عبد الامير قبلان رحمه الله واسكنه فسيح جنانه الى جانب احبائه المؤمنين ولكنه سيبقى مقيما بيننا يذكرنا بضرورة الالتزام بفكر الامام المغيب الذي يصلح لانقاذنا مما نحن فيه بالحوار والاعتراف بالآخر والتنازلات المتبادلة وتحقيق العدالة ومواجهة الفساد وبناء الدولة المدنية.
عبد الهادي محفوظ
رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع