الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

بيان تاريخي لاعلام فتح في الساحة اللبنانية

  محمد درويش ـ  

صدر بيان تاريخي سياسي عن اعلام حركة فتح في الساحة اللبنانية تضمن مواقف تاريخية بامتياز في الحياة النضالية للشعب الفلسطيني جاء فيه ٠٠٠

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، وفي كل المخيمات…

الأسرى الأبطال في كافة المعتقلات أنتم من تصنعون الحرية…

يا أهالي قوافل الشهداء بتضحياتكم انتم عبّدتم طريق النصر…

اليوم يقف شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده وقفة رجل واحد تملؤه العزةُ والعنفوان والكرامة، والشموخ الوطني، ونحن نشهد اليوم هذا الحدث التاريخي الذي تناولتهُ الصحافة، ووسائل الإعلام باهتمامٍ بارزٍ، والدهشةُ تسيطرُ على كافة التحاليل، والخلاصات، وسط حالة من الاستغراب والذهول وأيضاً الشموخ الفلسطيني المتألق في سماء فلسطين من اقصاها إلى أقصاها، فإنَّ التساؤلات تطرح نفسها على الجميع، فنحن اليوم أمام مشهدٍ ثوري مقاوم يرفض التأويلات، فالمجموعة الفلسطينية الفدائية التي تضمُّ ستة أبطال منهم الاخ البطل زكريا الزبيدي من حركة فتح، وخمسة أبطال من حركة الحهاد الإسلامي، ويقودهم الأسير البطل محمود عبدالله العارضة قائد عملية التحرير من معتقل جلبوع وهم من مدينة جنين، ومجمل الأبطال لديهم خبرتهم الثورية، والعسكرية، ولهم تجربتهم في العمل المشترك. كما ان لهم خبرتهم في العمل المقاوم، وأيضاً في كيفية تنظيم الحراكات داخل المعتقلات، وقيادة اية عمليات دقيقة وخاصة.

لقد كان التحدي الاكبر والانتصار الاهم ان هذه المجموعة من الفدائيين الاسرى، تمكنوا وعلى مدار حوالي سنة كاملة من مواصلة عملية حفر النفق تحت الارض دون ان يكتشف احد ذلك وهذه كانت رسالة ذكية وقاسية موجهة من قبل هذه المجموعة الى الكيان الصهيوني من جهة، مفادها باننا نحن ابطال فلسطين قادرون على صناعة المعجزات، وان لدينا ما يكفي من الخبرات من اجل تجاوز العقبات، وتحدي العوائق لكي نكون دائما الاقرب الى فلسطين.

إن نجاح هذه المجموعة من الاسرى في تحطيم كل الحواجز والمعيقات والعقبات، وانحاز هذه المهمة المقدسة المرتبطة بأسرى معتقل جلبوع، وتحطيم ارادة العدو وتركه في الساحة مشتت الأفكار، عاجزا عن اللحاق بهذا العمل الدقيق والمتقن وقنواته المستقبلية، والابعاد الاستراتيجية في التكتيكات وعمليات الحفر والتنقيب.

وأيضاً تطوير الجانب الفني في التعاطي ضد كافة الوسائل والادوات التي يبتكرها الاحتلال باستمرار اضافة الى الاجهزة التقنية المتطورة حتى نكون باستمرار نحن اصحاب المبادرة، فحرب التحريو الشعبية، وتفعيل الدور البشري في التنفيذ والمتابعة والمراقبة كفيل بفضح مشاريع الاحتلال.

لقد اكدت هذه العملية الجريئة بان الانسان المؤمن والمقتنع بمهمته هو الاقدر على تحقيق اهدافه مهما كانت الصعوبات. والامور لا تقاس بقوة العدو العسكرية، وكثافة جنوده فالإنسان المفكر والمعبأ هو الاقدر دائما على الحسم لأنه يأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات، ويتفاعل معها.

علينا ان ناخذ بعين الاعتبار بان صراع الشعوب مع اعدائها عمل متفاعل ومتواصل، وهو صراع بين حجم وقوة وفاعلية، وديناميكية الحراك الجماهيري وابعاده العقائدية والثقافية والتقليدية. ولذلك فإن حركة فتح التي انطلقت في ١٩٦٥ قالت : ثورة ثورة حتى النصر. وهي لم تغير ولم تبدِّل، وابناؤها الحقيقيون الذين تعلقوا بها وانصهروا في بوتقتها لا يمكنهم الا ان يكملوا المشوار، لان طاقات الشعب لا تنضب طالما هي تشهد تفاعلاً من كافة الفعاليات والقوى من هنا فاننا نستبشر خيرا، ونحن نرى هذه المجموعة المناضلة ومنهم زكريا الزبيدي ينطلقون في احلك الأوقات، واقسى الظروف، حيث الضغوطات والتحديات هائلة وكبيرة، الا انه طالما في شعبنا امثال هؤلاء الابطال وفي مقدمتهم زكريا الزبيدي ومحمود عبدالله العارضة، فانه ليس امام المترددين والمنتظرين والمشككين الا ان ينخرطوا في الصراع المتواصل من اجل تحرير فلسطين والمقدسات مهما كانت الصعوبات.

سنبقى على خطى قادتنا المؤسسين لهذه الثورة الرائدة وفي مقدمتهم الرمز ياسر عرفات، والرئيس ابو مازن الثابت على ثوابت ياسر عرفات، والنصر دائما حليفنا.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار.

والحرية لأسرانا البواسل.

والشفاء العاجل لجرحانا الابطال.

وانها لثورة حتى النصر

Leave A Reply