كتب وليد حسن في المدن : بينما انتظمت الدروس في مدارس بيروت الرسمية، رغم تغيب الطلاب بأعداد كبيرة، تسير عودة الطلاب إلى المدارس في المناطق ببطء، حتى أن طلاب صفوف السابع والثامن أساسي في إحدى أكبر الثانويات في صيدا، لم يداوموا في صفوفهم بعد، رغم مرور أسبوعين على عودتهم، كما قررت وزارة التربية.
خوف مسيطر
ووفق مدراء وأساتذة في بيروت، تختلف عودة طلاب السابع والثامن إلى صفوفهم في العاصمة تدريجاً عن مقررات الوزارة. أما عودة طلاب المرحلتين المتوسطة والابتدائية فتبدأ هذا الأسبوع، أي بعد أسبوع على عودتهم المقررة رسمياً.
فالعديد من المدراء لم يتشجعوا على دعوة من الطلاب جميعاً الحضور إلى مدارسهم، وما زالوا مستمرين في العودة المتدرجة، بعيداً من قرارات وزارة التربية. بالتالي قد يشهد يوم غد الإثنين عودة باقي الطلاب، لكن خوف المدراء والأساتذة من الاكتظاظ ما زال مسيطراً.
عام دراسي متعب
العام الدراسي الحالي مضن ومتعب. فعلى المدراء والأساتذة التشدد لعدم انتقال العدوى بين الطلاب ومراقبتهم بشكل كبير. وأي تهاون ستكون تداعيته كبيرة، كما يقول أحد المدراء. وهو يشكو من التغيب الكبير بين الطلاب، وخصوصاً في الصفوف التي ليس فيها امتحانات للشهادات الرسمية.
ورغم أن المدراء يهددون ويطالبون بإحضار الطلاب المتغيبين تقارير طبية، كما طلبت وزارة التربية، لكنهم لا يضغطون عليهم للحضور. فالأهل متخوفون على أولادهم وهم على حق، كما يقول أحد المدراء. فالأهل يسمعون عن الإصابات التي تحصل يومياً في المدارس.
إلى ذلك يستمر مشهد إقفال المدارس بسبب اكتشاف إصابات كورونا. ورغم مسارعة وزارة التربية لمعالجة الأمور بعيداً عن الإعلام، سواء في إقفال الصفوف أو المدرسة، لكن الأساتذة يطالبون بالشفافية وضرورة الإعلان عن هذه الإصابات. فحجم الإصابات يؤثر سلباً على سير العام الدراسي، لأن الأمر يؤدي إلى تفاوت كبير على مستوى تعلم المواد بين الطلاب، ليس بين مدرسة وأخرى فحسب، بل حتى داخل الصف الواحد، بسبب تقسيم الطلاب إلى فئات بين التعليم الحضوري وعن بعد. وهذا تأثيره كبير على المستوى التربوي، بينما كان من الأجدى ذهاب وزارة التربية للتعليم عن بعد، كما يقول الأساتذة.
مدارس متضررة
وبعيداً من إقفال المدارس بسبب اكتشاف إصابات، يستمر مشهد إقفال المدارس في المناطق المصنفة حمراء. حتى أن مدارس كثيرة لم تفتح أبوابها بعد. وهذا يؤخر انتظام العام الدراسي. وما زال العمل على ترميم المدارس التي تضررت بانفجار المرفأ يسير ببطء. وأكد أساتذة في ثانوية لور مغيزل للبنات أن فترة التعليم عن بعد، رغم عدم جاهزيتها، ستستمر لأسابيع عدة، كما أبلغتهم مديرة المدرسة.
وكانت هذه المدرسة أقفلت لمدة أسبوع بسبب إصابات كورونا بين أفراد الهيئة التعليمية، ما جنب الطلاب الغرق بأمطار الشتاء خلال الأسبوع الفائت، لأن المدرسة ما زالت بلا أبواب وشبابيك. وأبلغت إدارة المدرسة الطلاب اليوم الأحد 8 تشرين الثاني، الحضور إلى صفوفهم يوم غد الإثنين لأخذ كتبهم، لأن ترميم المدرسة سيبدأ قريباً.
التعليم عن بعد
الرهان اليوم على إقفال عام في البلاد ما يدفع وزارة التربية إلى تسريع تجهيز المدارس. لكن بعض المدارس الرسمية في بيروت بدأت بالعليم عن بعد، وجهزت الصفوف للأساتذة لإعطاء الحصص عن بعد للطلاب في بيوتهم. وهي عالجت كل الثغرات التي قد تطرأ واختبرت كل التجهيزات. ففي حال أقفل البلد، كما يقول أحد المدراء، يستطيع الأساتذة التعليم من البيت. وفي حال أقفلت المدارس أمام الطلاب يستطيع الأساتذة إعطاء الحصص من الصفوف. لكن هذا يسري على مدارس قليلة في العاصمة، لأن تجهيز باقي المدارس يحتاج إلى وقت قد يطول.