الخميس, أكتوبر 31

نصرالله للمسيحيين: القوات عدو لكم ولكل لبنان

من دون أن يسميه ولو لمرة واحدة، فضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله رئيس حزب القوات اللبنانية الذي ‏يشكل الخطر الأكبر على المسيحيين. هذا ما أثبته الحدث المفصلي المتمثل بمجزرة الطيونة التي ارتكبها “حزب ‏المجازر والتقسيم والكانتونات. حليف داعش والنصرة، وأكثر الغادرين حتى بحلفائه”. ونصح السيد نصرلله رئيس ‏حزب القوات بمراجعة مغامراته الفاشلة مقابل تجربة حزب الله في لبنان والمنطقة، وعدم الرهان على 15 ألف مقاتل ‏قواتي، لأن الهيكل العسكري لحزب الله وحده يقارب المئة ألف، محذراً إياه من التفكير بالحرب الأهلية، ومؤكداً ‏للمسيحيين أن “القوات عدو لكم ولكل لبنان‎”‎

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، أن “البرنامج الحقيقي لحزب القوات هو الحرب الأهلية في ‏لبنان، وأن هذا الحزب يجعل أهلنا في عين الرمانة وفرن الشباك يعتقدون أن أهل الضاحية أعداء لهم”، معتبراً أن ‏‏”أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان وأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية‎”.

وشدّد نصرالله على أن “الأحداث الأخيرة مفصلية وخطيرة وتحتاج إلى تحديد موقف”، لافتاً إلى أن “رئيس هذا ‏الحزب يحاول صناعة عدو وهمي لجيراننا وإبقاء المسيحيين قلقين على وجودهم، والهدف من إثارة هذه المخاوف ‏هو تقديم هذا الحزب نفسه على أنه المدافع الرئيسي عن المسيحيين، لأهداف تتعلق بالزعامة وبما يعرضه من ‏أدوار في لبنان على دول خارجية لها مصالح في بلدنا”. وقال إنه “رغم أن شهداء الخميس هم من حزب الله ‏وحركة أمل فقد ركز رئيس حزب القوات على حزب الله فقط”، لافتاً إلى “أن ما ظهر من تسليح وتدريب ‏وهيكليات يؤكد أنّ هناك ميليشيات مقاتلة”، متوجهاً “لأهلنا المسيحيين بأن البرنامج الحقيقي لحزب القوات هو ‏الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديموغرافي وأن المسيحيين في لبنان هم المادة التي يتم العمل عليها لزعامة ‏شخص وهيمنة حزب وخدمة مشاريع خارجية‎”.

السيد نصرالله أشار إلى أن “حزب القوات عرض عام 2017 خدماته على الوزير السعودي السابق (ثامر) ‏السبهان للدخول في حرب أهلية”، لافتاً إلى أن “رئيس حزب القوات غدر بحليفه سعد الحريري أثناء توقيف ‏الأخير في السعودية وحرّض بعض الحلفاء القدامى قبل أشهر على المواجهة مع حزب الله”. وأضاف أن “حزب ‏القوات لا يترك لغة الحرب القديمة ولغة التقسيم وهو من حضّر مسرح الجريمة الأخيرة”، علماً أننا “أخذنا ‏تطمينات من الجيش اللبناني الذي طلبنا منه الانتشار بكثافة في المنطقة‎”.

واعتبر أن حديث رئيس حزب القوات عن ميني 7 أيار مسيحي، يدين فيه نفسه، وأن “كل ما صدر عن هذا ‏الحزب ورئيسه الخميس الماضي هو تبنّ كامل للمعركة والمجزرة”، قائلاً “سلمنا رقابنا ودماءنا يوم الخميس ‏الماضي للجيش وللدولة اللبنانية، ولم نتخذ إجراءات أمنية ووقائية الخميس الماضي بسبب حساسية المنطقة”. ‏وأكد أن “هذا اللغم الذي تمكنّا من استيعابه يوم الخميس بحاجة إلى حل ومعالجة”. وتوجّه للبنانيين عموماً ‏والمسيحيين خصوصاً بأن “تقديم حزب الله كعدو هو وهم وتجنّ، وتقديم حزب الله كعدو هو كذب وافتراء‎”.

وذكّر السيد نصرالله بأن حزب القوات هو من أمّن الغطاء لجبهة النصرة والتكفيريين في لبنان وسوريا، وتوجّه ‏للمسيحيين بالقول “يمكنكم سؤال المناطق المسيحية في سوريا عن كيفية تصرّف حزب الله لحماية المسيحيين ‏ومن كان مع أهل قرى جرود عرسال. حزب الله هو من دافع آنذاك عن المسيحيين قبل أن يُسمح للجيش اللبناني ‏بالتدخل، وقد قدمنا خيرة وأجمل شبابنا في هذه المعارك… نحن، ما عم نربّح حدا جميل، لكن يجب أن ننقل الواقع ‏والحقائق‎”.‎

كما ذكّر أنه “بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب منعنا دخول أي مسلح من أمل وحزب الله إلى مناطق ‏المسيحيين، وما فعلناه عام 2000 نعتبره مساراً صحيحاً ولم نتعرض حتى للعملاء الذين عذبونا وقتلونا. بل كل ‏من أوقفناهم سلمناهم إلى الجيش اللبناني”، علماً أنه كانت “لدينا فرص تاريخية لتطبيق الاتهامات بحقنا لكن ذلك ‏ليس من شيمنا وديننا. وحتى أنصار حزب القوات يعيشون في مناطقنا ولم نتعرض لهم‎”.

السيد نصرالله أشار إلى أن “من هجر المسيحيين بالعراق هي الجماعات الإرهابية الوهابية التي كانت تديرها ‏السعودية”، مؤكداً “نحن لا نمثل أي تهديد أو خطر عليكم بل الخطر عليكم هو حزب القوات ورئيسه‎”.

وعاد السيد نصرالله إلى تحالف مار مخايل مشيراً إلى “أننا تجاوبنا مع كل طرح حوار في البلد وأنجزنا التفاهم ‏مع التيار الوطني الحر عام 2005، وكان همنا الأساسي منع الفتنة السنية الشيعية التي كان يسعى إليها حزب ‏القوات الذي كان أول من وقف في وجه التفاهم مع التيار الوطني الحر فهو يرفض أي تواصل أو أي نسيان ‏لخطوط التماس من الوجدان قبل الأرض، لذا لم يدع أي مسعى لإلغاء التفاهم إلا وفعله‎”.

وبينما أكد أن “الدولة هي ضمانة كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، قال “نحن الشيعة لم نتناول المثالثة أبداً بل ‏طرحها الفرنسيون في زمن رئاسة الرئيس الفرنسي جاك شيراك. نحن من رفضنا المثالثة وعلى رغم ذلك تم ‏الهجوم علينا. وعلى رغم أن قانون الستين الانتخابي ليس من مصلحتنا لكننا قبلنا به من أجل مصلحة المسيحيين‎”.

وذكّر بأن “من نسف القانون الأرثوذكسي الانتخابي هو حزب القوات وليس نحن”. وأضاف “نحن قمنا بواجبنا ‏لكننا نعرض الوقائع ونحن عامل إيجابي مهم جداً ولا نمثل أي تهديد، ونحن لم نضع أي شرط على رئيس ‏الجمهورية في الانتخابات”. كما لفت إلى أن الوزير سليمان فرنجية وقف معنا في الانتخابات وكان وفياً وصاحب ‏موقف أخلاقي كبير جداً‎”.

واضعاً النقاط على الحروف في نهاية الخطاب نصح السيد نصرلله “حزب القوات ورئيسه بالتخلي عن فكرة ‏الاقتتال والحرب الداخلية”. وقال “لا شك أن رئيس حزب القوات يحسبها غلط”، مضيفاً “لم يكن حزب الله في ‏المنطقة أقوى مما هو عليه الآن وأنت غلطان، وقولكم أن حزب الله أضعف من منظمة التحرير الفلسطينية خطأ ‏كبير. خذ علماً بأن الهيكل العسكري وحده لحزب الله يضم 100 ألف مقاتل. وهؤلاء المقاتلون لم نجهزهم لحرب ‏أهلية بل لندافع عن بلدنا في وجه الأعداء. أنت عم تحسب غلط متل ما حسبت غلط بكل حروبك وطلعت خاسر، ما ‏إجا يوم من 1982 كان حزب الله فيه قوي متل اليوم بحسابات الإقليم والمنطقة‎”.

وقال “لا تخطئوا الحساب. اقعدوا عاقلين وتأدبوا وخذوا العبر من حروبكم وحروبنا‎”.

وفي تعليقه على التظاهرة التي دعا إليها حزب الله وحركة أمل، قال: “يحق لنا التظاهر سلمياً كغيرنا وأقمنا لجنة ‏مؤلفة من 2000 شخص وليس دعوة شعبية. فنحن لم نوجه أي دعوة شعبية ولم تكن في نيتنا أي اقتحام أو اعتداء ‏بل مجرّد تظاهرة سلمية”. ولفت السيد إلى أنه “جرى إطلاق شعارات واستفزازات وهو خطأ، لكن بعد ذلك بدأ ‏إطلاق النار وسقوط شهداء”، كاشفاً أن “الأجهزة الأمنية أبلغتنا أنّ الشهداء قتلوا برصاص حزب القوات، وأنه ‏بعد إطلاق النار على التظاهرة وسقوط الشهداء عمد شباب إلى جلب السلاح لرد المعتدين‎”.

وشدد على “أننا نريد تحقيقاً جاداً وسريعاً وكيف حصلت المجزرة ونريد محاسبة المسؤولين. ونريد معرفة ما إذا ‏كان الجندي الذي أطلق النار على متظاهرين مدنيين قد تصرف انفرادياً أو بأوامر‎”.‎

وقاطعاً الطريق على أي فتنة مع الجيش، شدد على أن “مؤسسة الجيش اللبناني ورغم ما حصل من حوادث سابقة ‏يجب أن نكون حريصين عليها، وهذه المؤسسة هي الضمانة الوحيدة لبقاء لبنان ووحدته وإذا فرط الجيش ينهار ‏البلد”، مؤكداً أن “عناصر الجيش اللبناني هم إخواننا وأعزاؤنا وهم جزء من المعادلة الذهبية التي نتمسك بها”، ‏ولقد “سلمنا الجيش مسؤولية التحقيق في حادثة خلدة وخلال أيام ينتهي وتتم محاكمة 18 موقوفاً‎”.

ولجمهور المقاومة قال إن “المسار الصحيح لشهداء مجزرة الطيونة هو التحقيق ومحاسبة القتلة. وإذا حصل أي ‏تسييس في التحقيق فلكل حادث حديث، ونحن لا نترك دم شهدائنا على الأرض‎”.

ولأهالي الشهداء السبعة في مجزرة الطيونة ولعوائل الجرحى، توجه بالقول “كنتم في مستوى المسؤولية ‏والانتماء وصبرتم بالرغم من الاستفزاز”، مؤكداً أن “الاقتصاص من القتلة محسوم وسنسير به، وشهداؤكم ‏يوازون شهداء المقاومة‎”.

وسأل حزب القوات “في حال الحرب هل تساعدكم إسرائيل التي تقف على إجر ونص أو أميركا الخارجة من ‏أفغانستان والسعودية الغارقة في اليمن؟”. وختم بالتشديد على أن “مسؤوليتنا اليوم هو الصبر والبصيرة والوعي ‏وانفتاح إسلامي مسيحي وانفتاح للمدن والأحياء على بعضها البعض ولملمة للجراح أكثر من أي وقت مضى، من ‏أجل تفويت آخر لغم أو خيار للعدو‎”.

أما في ما خص ملف تحقيق انفجار مرفأ بيروت. فأكد أن “لدينا شهداء فيه وحريصون جداً على معرفة الحقيقة، ‏ونحن حريصون على معرفة الحقيقة لأنه تم استهدافنا منذ اللحظات الأولى لتفجير المرفأ”. ولفت إلى أنه “حين ‏يتحول مسار العدالة إلى مسار آخر وإلى استنسابية واستهداف سياسي لا يحق لنا السكوت”، مشيراً إلى “حزب ‏الله كان الأجرأ في هذا الملف لأنه كان هناك ترهيب في التعاطي مع هذه المسألة. لقد أخذنا الأمر على عاتقنا من ‏أجل أن يعرف أهل الشهداء الحقيقة وأسباب عدم صدور التقرير التقني‎”.

وأضاف “رغم طمأنتنا إلا أننا متمسكون برفض مسار التسييس للتحقيق في تفجير المرفأ”، متسائلًا “هل ‏مطالبتنا بتغيير القاضي هو تهديد فيما ترهيب الأميركيين في حال تغييره ليس تهديداً؟”. واعتبر أن “أكثر من ‏يتحملون مسؤولية تفجير المرفأ هم القضاة الذين أذنوا بدخول مادة النيترات إلى المرفأ، ولم يتم التشهير بأي من ‏هؤلاء القضاة في وقت جرى التشهير بعدد من المسؤولين المعينين. فهل السلوك الاستنسابي الذي حصل ويحصل ‏يعبّر عن نزاهة قضاء؟”، معتبراً أن كل ما يحصل يعكس “ترهيب سفارات‎”.‎

الأخبار

Leave A Reply