الخميس, أكتوبر 31

نصر الله يتهم جعجع بالتحضير لحرب أهلية وإنشاء ‏كانتون مسيحي.. وأصوات قواتية: لن ترهبنا ‎رهان على مخارج من داخل المؤسسات المعطلة والمنقسمة‎!‎

قبل ان يكتمل الأسبوع على حوادث الطيونة – عين الرمانة، بدا المشهد يتأرجح بين ترقب ‏وانتظار ومخاوف من تداعيات جديدة للمشهد الأمني العام في البلاد، على الرغم من ‏الإعلانات المتكررة عن حماية السلم الأهلي وعدم التفريط بالاستقرار العام‎.‎

ومع ذلك، تمضي الأطراف السياسية بالرهان على مخارج لتعطيل الحكومة، وإعادة النظر ‏بوظيفة المحقق العدلي، إذا ما تعذر استبداله أو قرّر التنحي لسبب ما من تلقاء نفسه، من ‏داخل المؤسسات، مع العلم ان الحكومة لن تجتمع، والمجلس النيابي يسعى لتفادي ‏الإشكالات، ومجلس القضاء الأعلى لن يجبر البيطار على أي موقف‎..‎

اما المؤسسات فهي في مرحلة لا تختلف عن الأجواء العامة: المجلس النيابي إلى أوّل ‏جلسة، على جدول أعماله تجديد “المطبخ التشريعي” من دون معرفة ما إذا كانت الجلسة ‏ستنتقل إلى مواضيع تشريعية، مع العلم ان اقتراح القانون المكرر المعجل بإنشاء هيئة ‏اتهامية عدلية استثنائية، للنظر في قرارات المحقق العدلي ليست مطروحة‎.‎

ولن يجتمع مجلس الوزراء، في أي جلسة قبل التوصّل إلى تسوية، يقبل بها “الثنائي ‏الشيعي” أمل وحزب الله، في ما خص إقالة المحقق العدلي طارق البيطار من منصبه ‏كمحقق عدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020‏‎.‎

لكن الرئيس نجيب ميقاتي يعمل على التحضير لمواكبة الملفات اليومية‎.‎

واشارت مصادر وزارية إلى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لن يدعو لعقد جلسة لمجلس ‏الوزراء في ظل الاجواء المتشنجة بعد احداث الطيونة، وينتظر تبريد الاجواء، وتهدئة ‏النفوس والمواقف، قبل معاودة جلسات الحكومة، كي لا يؤدي الاحتقان إلى انتكاسة ‏العمل الحكومي ككل. وأوضحت المصادر ان ميقاتي يتواصل مع رئيس المجلس النيابي ‏نبيه بري في هذا الخصوص، بالتزامن مع متابعة مجرى التحقيقات الجارية بالاحداث الاخيرة ‏حتى النهاية لتحديد المسؤوليات واحالة المرتكبين على القضاء. واكدت المصادر ان ميقاتي ‏ينكب في الوقت الحاضر على التحضير لانطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في ‏وقت قريب،بعد وضع اللمسات النهائية على الخطة، كما يتابع الإجراءات والتدابير السريعة ‏لازمة التيار الكهربائي والعمل لتحسين الزيادة بساعات التغذية بالتيار لكافة المناطق، ‏اضافة الى متابعة الشؤون الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية للمواطنين‎.‎

وفيما يمضي الجيش اللبناني في تحقيقاته في احداث الطيونة الخميس الماضي، يجتمع ‏مجلس القضاء الأعلى للنظر في الوضع القضائي، وما يمكن فعله على المستوى القضائي ‏لمعالجة ما يمكن وصفه بـ”مأزق التحقيق” في انفجار المرفأ‎.‎

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنه في خلال هذا الاسبوع يفترض أن تتظهر ‏الصورة المتصلة بعودة أعمال مجلس الوزراء بعد تعليق الجلسات على خلفية قضية ‏القاضي البيطار. ولفتت إلى أن الواضح ان الشق القانوني يتحكم بهذه القضية ولذلك فإن ‏اتصالات قد تتم لفصلها عن الحكومة في إطار مخرج بعمل عليه ولكن حتى الآن ما من ‏شيء واضح مع العلم أن لغياب الجلسات الحكومية تداعيات على كل الأصعدة‎.‎

وأكدت هذه المصادر أنه ربما قد يخرج حل ما من مجلس النواب في سياق لا ينفصل عن ‏الشق القانوني خصوصا في قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت معربة عن اعتقادها أن ‏الواقع على الأرض ما يزال يغلي جراء أحداث الطيونة وما أعقبها من المواقف المتشنجة ‏وإن هناك بعض الوقت الذي قد يمر قبل تهدئة هذا الواقع‎.‎

إذاً، عشية انعقاد الجلسة العامة لمجلس النواب مع بداية العقد العادي للمجلس، تستمر ‏المساعي والاتصالات لحل الازمة التي نشأت عن المطالبة بتنحية المحقق العدلي طارق ‏بيطار وعن احداث الطيونة الدموية التي ذهب ضحيتها 7 شهداء واكثر من ثلاثين جريحاً، ‏وادت الى تعليق جلسة مجلس الوزراء من دون ان تتوصل حتى الساعة إلى مخرج توافقي. ‏لكن هناك عدة مخارج يجري مناقشتها ودرسها، من ضمنها اقتراح لوزير العدل هنري خوري ‏بإنشاء هيئة اتهامية عدلية استثنائية للإستئناف امامها في قرارت المحقق العدلي طارق ‏البيطار، ولكن مصادر الكتل النيابية قالت لـ “اللواء” ان هذا الاقتراح بحاجة الى قانون ‏دستوري وهو غير مطروح امام الجلسة لوجود اراء متباينة حوله ولم يتقدم به اي نائب او ‏كتلة‎.‎

ويعقد مجلس القضاء الاعلى اجتماعاً باعضائه المكتملين وربما بحضور المحقق العدلي ‏ايضا في اليومين المقبلين (الخميس)، للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق، وربما إتخاذ ‏موقف مما يجري او التفكيربمخرج من الازمة‎.‎

وفي سياق الاقتراحات قال المدعي العام التمييزي الاسبق القاضي حاتم ماضي عبر مواقع ‏التواصل الاجتماعي: المجلس العدلي هو قضاء استثنائي ألغته معظم الدول المتحضرة إذ ‏اعتبرت فيه “مساساً محتملاً ” بشروط المحاكمة العادلة… فهل يشكل إلغاء هذا المجلس ‏في لبنان مدخلا قانونيا؟

ونفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ما نُشر على أحد المواقع الالكترونية من كلام ‏منسوب الى “زوار” رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول التحقيق في جريمة انفجار ‏مرفأ بيروت ودور المحقق العدلي القاضي طارق بيطار. وأكد المكتب إن “ما نشر مختلق ‏ولا أساس له من الصحة ولم يصدر عن رئيس الجمهورية مطلقا‎”.‎

على الصعيد الامني، اقام الجيش امس، حواجز متعددة عند مختلف مداخل منطقة الطيونة ‏حيث يقوم بالتدقيق بالأوراق الثبوتية للمواطنين في المحلة وذلك بهدف الحفاظ على أمن ‏وسلامة المواطنين‎.‎

وعُلِمَ من مصادر امنية رفيعة المستوى، ان عدد الموقوفين في احداث الطيونة بلغ حتى ‏مساء امس السبت عشرين موقوفا من طرفي المشكلة، بينهم اثنين من التابعية السورية ‏كما بات معروفاً، كانا مع احدى المجموعات المشاركة في اطلاق النار، لكن لم يتضح ‏بالضبط ما كان دورهما، مشاركة بإطلاق النار ام تسهيل ام بالإكراه لفتح ابواب الابنية التي ‏جرى منها اطلاق النار.؟ لذلك ينصب التحقيق فيما خصّهماعلى دورهما في الحادث، وهو ‏امر يجري التكتم عليه بشدة اسوة بباقي عناصر التحقيق الدقيق الذي يجري. حتى ان بعض ‏كبار المسؤولين لم يطلع بعد على تفاصيل التحقيق ولم يطلب الإطلاع عليها نظراً لدقته ‏وتشعّبه، خاصة انه يجري الاستعانة بكل الفيديوهات التي انتشرت عبر مواقع التواصل ‏والتدقيق بها ما اذا كانت قديمة ام جديدة وقت الحادث‎.‎

واكدت المصادر ان الوضع الامني في المنطقة بين الشياح والغبيري وعين الرمانة مستقر ‏تماماً، والجيش يمسك الارض بإحكام منعاً لأي تفلّت جديد. عدا عن القوى السياسية المعنية ‏باتت تستشعر الخطر الذي احدثته هذه الحادثة المؤلمة وإنعكاساتها الشعبية السلبية عليها، ‏لأن أغلب الناس تريد الاستقرار والاهتمام بمعيشتها في ظل الظروف الصعبة التي ‏تعيشها‎.‎

ميقاتي: لا إستقالة

وفي هذا السياق نُقل عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تصريح صحفي قوله: ان ‏الوضع الأمني مستتب ولا تخوف، ولكن سياسياً أنا لن أدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء، قبل ‏إيجاد حلّ للمشكلة. ولا أريد استفزاز أي طرف‎.‎

وعن كيفية حلّ المعضلة القضائية قال ميقاتي: لن أتدخل بعمل القضاء، ولا يمكن لي أن ‏أنقض التزاماتي. أبلغت الجميع أنني لن أتدخل في عمل القضاء، ولا في عمل المحقق ‏العدلي طارق البيطار. وعلى القضاء أن يصلح نفسه بنفسه. وهناك قانون ودستور لا يمكن ‏القفز فوقهما. والنزاع القائم القضاء هو القادر على حلّ مشكلته‎.‎

وحول جريمة الطيونة قال ميقاتي: ما حدث قد حدث ولا بد من العمل على معالجته. ‏والمعالجة سياسية. وطالما أنا موجود لن أسمح بظلم أي طرف. ولبنان بلد التوازنات، وعلى ‏الجميع الاحتكام إليها‎.‎

وعن إحتمال الاستقالة قال: هي غير مطروحة. ولا يمكن ترك البلد في هذه الظروف، ولا ‏جعل الفراغ يشمل السلطات كلها. ونحن لدينا مهمات أساسية واضحة: وضع خطة الإصلاح ‏الاقتصادي، وإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، وأنا ملتزم بهاتين المهمتين‎.‎

جلسة قانون الانتخاب

ويبحث مجلس النواب في جلسته التشريعية اليوم الثلاثاء، بعد انتخاب أميني سر وثلاثة ‏مفوضين لهيئة المكتب، والتجديد او التعديل للجان النيابية الحالية، في بندين اساسيين حول ‏قانون الانتخاب: الاول التعديلات المقترحة على القانون رقم 44 عام2017 الذي أجريت على ‏اساسه إنتخابات 2018، والثاني تخصيص كوتا نسائية بنسبة معينة ضمن اللوائح الانتخابية‎.‎

وسيكون النقاش مفتوحاً حول بندي تخصيص ستة مقاعد للمغتربين او إقتراعهم للمرشحين ‏في لبنان، والكوتا النسائية، اضافة الى تعليق بعض المواد المنصوص عنها في القانون ‏الحالي، لا سيما إقرار موعد الانتخابات في 27 آذار كما اقترحت اللجان المشتركة، وتعليق ‏مهل نشر وتعديل قوائم الناخبين، والبطاقة الممغنطة وإنشاء مراكز الاقتراع في اماكن ‏السكن (ميغا سنتر‎).‎

واذا كان موضوع الكوتا النسائية متفق عليه بنسبة كبيرة، فإن خفض سن الاقتراع الى 18 ‏سنة سيكون مدار خلاف ونقاش طويل وشاق ايضاً نظراً للإختلالات التي يسببها في التوازن ‏الطائفي بين الناخبين‎.‎

وقالت مصادر بعض الكتل لـ “اللواء” انه بات من الصعب في الوقت المتبقي لإجراء ‏الانتخابات إنجاز البطاقة الانتخابية والميغا سنتر، كماانه من الصعب التوافق على اقرار سنة ‏مقاعد للمغتربين، لذلك سيذهب المجلس الى الإبقاء على حق الناخبين بالتصويت للنواب ‏الـ 128 إلّا إذا تعهدت وزارة الداخلية بإنجازهما قريباً ونحن ننتظر قرار الوازرة‎.‎

وقالت مصادرنيابية لـ “اللواء” بالنسبة لخفض سن الاقتراع: انه برغم موافقة اكثر الكتل ‏عليه، فهو يتطلب تعديل المادة 21 من الدستور وهناك آلية معروفة لتعديل الدستور ولا ‏يمر مثل هذا الاقتراح بقانون عادي‎.‎

مواقف

في المواقف من التطورات، هنّأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ذكرى المولد ‏النبوي الشريف “اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً”، قائلاً عبر “تويتر” “عسى أن يتعزز ‏في هذا الموعد المبارك تضامنهم في وجه الفتن والتحديات الاقتصادية القاسية ويترسّخ ‏عيشنا المشترك وسلمنا الاهلي “.وزار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء ‏امس رئيس المجلس نبيه برّي وقال بعد اللقاء: جئت لأقدّم التعازي بعد مقتل المواطنين ‏الأبرياء في الطيونة. والمهم ان نعلم بأن من تاريخ 17 تشرين الأول 2019 إلى اليوم جرت ‏تظاهرات عديدة بعشرات الآلاف ولم يسقط إلا شهيد واحد في الشويفات‎.‎

اضاف: نتابع مع الرئيس بري قضية الإصلاحات ويجب أن لا يتم تعطيل جلسات الحكومة ‏وهذا هدف زيارتي لعين التينة. واترك موضوع التحقيق للمحاكم المختصة ويجب ألا ندخل ‏في استباق التحقيق لكنه أساس في كل شيء‎.‎

وعن إنشاء هيئة إتهامية عدلية قال جنبلاط: اذا كان الأمر يخرجنا من هذه الدوامة فلم لا؟ ‏سندرس مع بري والآخرين مقاربة واحدة في التحقيق بانفجار المرفأ آخذين بعين الاعتبار بأن ‏موقف اللقاء الديمقراطي طالب بلجنة تحقيق دولية‎.‎

وحذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من أخطار التّسْيِيس والتّطييفِ ‏للمسائل الوطنية الكبرى، وقال: ما جرى في الطيونة كان مُشيناً ومُهيناً ومعيباً أن يحصل ‏بين أبناء الوطن الواحد، فالخلاف في الرأي مشروع، أما الاقتتال في الشارع فمرفوص ‏وممنوع أياً كان السبب، والحل يكون بالطرق السلمية، لا باستعمال السلاح المتفلت في ‏الشوارع، فالسلاح لا يجوز أن يشهر بوجه بعضنا بعضاً، لان هذا يؤسس لإشعال الفتنة ‏الطائفية والمذهبية التي لا نسمح لأي كان بإيقاظها، نحن في لبنان دولة لها قوانينها ‏ودساتيرها وقضاؤها وجيشها وقواها الأمنية التي ينبغي التمسك بها لأنها الملاذ الوحيد ‏لحفظ امن الوطن والمواطن‎.‎

وأضاف: اننا نخشى على العيش المشترك، وعلى وثيقة الوفاق الوطنيّ والدسْتور. وهي ‏الثّوابت التي لا يبدو أن أحدا يأْبه لها وسط حمّى الانتخابات، وَحمَم المرفأ. مَنْ قَال إننَا لا نَأْبه ‏لِلعدالة في جريمة العصْرِ هذه. إِنَّما لذلك مسار واضح، ينبغي التزامه، لكي لا ينْقسم الناس ‏من حول العدالة، كما من حول المسارِ السّياسي‎.‎

وفي موضوع الانتخابات، أكد المفتي دريان أنها ستجري بإذن الله تعالى في العام المقبل ‏وهذا أملنا ورجاؤنا، وقال: التغيير يصنعه الناس باختيارهم الحر بانتخاب من يرون فيه ‏الصلاح والأمانة لتولي أمورهم التشريعية وكل ما يخدم تطورهم وتقدمهم من تقديم ‏مشاريع تعود بالنفع عليهم، وعلى الوطن ككل لا على من يمثل من جماعة أو فئة أو ما ‏شابه ذلك. وان يكون ولاؤه للوطن والمواطن، وبذلك يتحقق التغيير بحسن الاختيار‎.‎

وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، إلى القاضي بيطار قائلاً : ما جرى في ‏الطيونة ويجري هو في عنقك، ولن نقبل أن تجرّ البلد بأمه وأبيه للذبح مقابل جائزة ترضية ‏أميركية بخسة. ونحن نضع القضية عند رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومجلس الوزراء ‏ومجلس القضاء الأعلى، بعيداً من زواريب السياسة الضيّقة‎.‎

ورأى أن “ما جرى في الطيونة أمر خطير جداً وكارثة وطنية؛ قتل على الهوية ومجزرة غادرة ‏في سياق برنامج عمل، وخرائط تهدد وضع البلد وسلمه الأهلي، بما لها من أبعاد دولية ‏وإقليمية”. واعتبر قبلان أن “الخطير بالأمر أنه كشف قدرات تجهيزية عسكرية محكمة، ‏بعقلية خطوط حمراء طائفية، ولذلك فإن هذا الكمين المذبحة خطير بدلالته، تجهيزاً ‏ووضعيات وتموضعاً وتوزيعاً، وإصابات دقيقة للمتظاهرين العزّل، ثم انسحاب نظيف! وما ‏لا يريد أن يقوله البعض بالتصريح قاله بالتلميح، بل فاخر، بخلفية عقل كانتونات”. واعتبر أن ‏‏”الرئيس برّي مصلحة وطنية، تتلاقى عنده كل الأطراف وتعرض عليه كل مشاكل البلد، ‏بهدف إيجاد الحلول وتدوير الزوايا، وليس مسموحاً خسارة الرئيس بري أو تحويله إلى طرف ‏طائفي لأهداف سياسية أو انتخابية أو انتقامية‎”.‎

توقف المكتب السياسي لحركة أمل أمام “الجريمة الكبيرة التي ارتكبتها العصابات المسلحة ‏والمنظمة يوم الخميس الماضي بحق المتظاهرين العزّل الابرياء، الذين كانوا يمارسون ‏حقهم السياسي المشروع في التعبير عن موقف الأداء الاستنسابي المشبوه للقاضي طارق ‏بيطار، والمسار الذي اعتمده في التحقيق بجريمة المرفأ، لافتة الى “ان ما جرى يضع جميع ‏اللبنانيين أمام حقيقة ما تقوم به هذه الجماعات من محاولة لإحياء الفتنة الداخلية والانقسام ‏الوطني وتهديد السلم الاهلي وإعادة اللبنانيين إلى زمن الحروب الداخلية‎”.‎

وأكد المكتب في بيان “على الموقف الثابت برفض الانجرار إلى كل ما يخطط على هذا ‏الصعيد من محاولة إعادة الامور إلى الوراء، والدخول في إي من ردات الفعل”. وشددت ‏الحركة على “ضرورة قيام الأجهزة الامنية والعسكرية والقضائية بدورها في توقيف كل ‏الفاعلين والمتورطين والمحرضين، وإنزال العقوبات بهم، معاهدةً الشهداء والجرحى وكل ‏اللبنانيين أنها لن تسمح بتجاوز ما حصل والالتفاف عليه بأي شكل من الاشكال‎”.‎

وفي السياق، دعت جبهة المعارضة اللبنانية الى اعتصام رمزي امام قصر العدل للتضامن ‏مع الجسم القضائي الذي يقوم بواجبه الوطني برغم كل التهديدات والضغوط وتحديدا مع ‏القاضي طارق البيطار اليوم الثلاثاء‎.‎

نصر الله يتهم جعجع

وفي السياق، أعلن الأمين العام لحزب الله ان ما حصل الخميس الماضي هي احداث مهمة ‏وخطيرة ومفصلية وتحتاج إلى موقف لأنه يمكن يتحدد الحاضر والمستقبل‎.‎

واتهم حزب “القوات اللبنانية” باختراع عدو، فوجد حزب الله، وهو المستهدف اميركياً، وقال: ‏رئيس حزب القوات يحاول ان يقنع المسيحيين بالخوف من حزب الله‎.‎

واتهم الحزب بأن برنامجه الحقيقي هو الحرب الأهلية، لإقامة كانتون مسيحي، يهيمن عليه ‏حزب “القوات اللبنانية” ولا مكان فيه لأحد، فهناك ميليشيا مقاتلة لحزب القوات يجري ‏تسليحها وتنظيمها‎.‎

وقال نصر الله: كل الدلائل تقول ان حزب القوات هو من قتل الشهداء في حركة أمل، ‏مضيفاً: هناك جهة في لبنان تريد ان تجعل أوّل المناطق المجاورة للضاحية الجنوبية ‏يشعرون دائماً بالقلق والخوف‎.‎

وأكّد ان كل ما صدر عن رئيس حزب “القوات” هو تبني لمسؤولة “7 أيّار مسيحي” متهماً ‏اياه بالغدر بحليفه سعد الحريري‎.‎

وقال: أكبر تهديد للمسيحيين في لبنان هو حزب “القوات اللبنانية” ورئيسه. واضاف: تحالف ‏رئيس القوات مع داعش هو أكبر تهديد للمسيحيين‎.‎

وأشار إلى ان محاولة تقديم حزب الله كعدو هو وهم وكذب وافتراء وحزب الله وحركة أمل ‏ليسوا أعداء للمسيحيين في لبنان، بل قرارنا هو العيش المشترك‎.‎

ونصح حزب “القوات” ورئيسه بالتخلي عن فكرة الحرب الأهلية، وان يشيلوا من رأسهم أي ‏عمل يؤدي إلى اقتتال داخلي‎.‎

وكشف انه في إحدى الجلسات قال جعجع‎:‎

‎1- ‎ان حزب القوات اقوى من الماضي وله 15 ألف مقاتل‎.‎

‎2- ‎ان حزب الله أضعف من منظمة التحرير الفلسطينية‎.‎

‎3- ‎وان حزب الله ضعيف في المنطقة‎.‎

ورد عليه قائلاً: أنت غلطان، حزب الله اقوى في المنطقة.. وحساباتك غلط ان حزب الله ‏أضعف من منظمة التحرير، وان القوات اقوى من أيام بشير الجميل فهذا أمر لا اعرفه‎.‎

وكشف انه أعطى رقماً لمنع الحرب الأهلية، بس حزب الله مدربين ومسلحين وأصحاب ‏تجربة، 100 ألف مقاتل.. بدك تعرف: مع مين بدّك تعمل حرب أهلية، هولاء ما مجهزين ‏لحرب أهلية، بل لحماية بلداً.. قعدوا عاقلين، وتأدبوا.. وخذوا عبرة من حروبكن السابقة.. ‏اليوم في مسؤولية على الدولة، وعلى المرجعيات الدينية، ان يقفوا بوجه هذا القاتل ‏السفاح، لمنع الاقتتال الداخلي‎.‎

وحول التحقيق قال: نريد ان نعرف كيف حصلت المجزرة، وتم التداول بفيديو يظهر عسكري ‏يُطلق النار، وهذا الجندي تحت التحقيق‎.‎

وأكّد ان مؤسسة الجيش اللبناني بالنسبة لنا نحن حريصون عليها، لأن وجود مؤسّسة ‏الجيش هي الضمانة الوحيدة لوحدة لبنان، وهذا الجيش إذا فرط بروح البلد إلى حرب أهلية، ‏ما حدا يأخذ على المشكل اللي أميركا بدها اياه.. وبخصوص الشهداء السبعة: نحن لا نترك ‏دماء شهدائنا على الأرض‎.‎

وحول التحقيق في المرفأ: نحن حريصون في انفجار المرفأ للوصول إلى الحقيقة، ذهبنا إلى ‏المؤسسات، ما بقي أي مجال الا ما طرقناه‎.‎

والآن الموضوع بعهدة المسؤولين.. ايتها المسؤوليات الدستورية: تصرفوا وتحملوا ‏المسؤولية لأن الاستمرار لا يخدم البلد‎.‎

وتزامن مع كلمة السيّد نصر الله إطلاق رصاص كثيف في بيروت والضواحي الجنوبية ‏والشرقية‎.‎

أصوات قواتية

قال أمين سرّ تكتل الجمهورية القويّة النائب السابق فادي كرم، عبر “تويتر”، “لأَنَّ سِحْرَ ‏الأَبَاطِيلِ يُغَشِّي الْخَيْرَ، وَدُوَارَ الشَّهْوَةِ يُطِيشُ الْعَقْلَ السَّلِيمَ”. (حك 4: 12‏‎).‎

اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط أن “إقرار أمين عام حزب الله بوجود ‏‏100 ألف مقاتل بإمرته ومخاطبة اللبنانيين بإستكبار أمر مرفوض. لم يخف المسيحيون ‏واللبنانيون يا سيد من فائض قوة منظمة التحرير ولا من جيش الاحتلال السوري وأكيد لن ‏ترهبهم أفعالكم وتاريخهم حافل بمقاومة المحتلين وهم لن يخافوا اليوم ولا غداً‎”.‎

وأشار عبر “تويتر”، إلى أن “أمين عام حزب الله يتحدث عن السلاح والميليشيات والحرب ‏الأهلية وفي نفس الخطاب يعلن عن أنه يرأس أكبر ميليشيا من 100 ألف مقاتل لترهيب ‏وإخضاع اللبنانيين‎”.‎

وأشارت الوزيرة السابقة مي شدياق إلى أن “ما حدا يربحنا جميلي انو لو ما هوي ما في ‏لبنان‎”.‎

شعلة ت1‏

وفي الذكرى الثانية لحركة 17 ت1، في أجواء غائمة وماطرة، نفّذ العشرات من الأشخاص ‏في وسط العاصمة بيروت، تحرّكاً وُصِفَ بالـ”رمزي”، إحياءً للذكرى الثانية لـ”انتفاضة 17 ‏تشرين الأوّل”، رافعين لافتات مناهضة للطبقة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وعدم ‏الكفاءة والتعطيل‎.‎

انطلقت المسيرات تحت عنوان “استعادة الدولة لتقديم لبنان الجديد”، من قصر العدل، ‏الكرنتينا وساحة ساسين باتجاه ساحة الشهداء، رافعة الأعلام اللبنانية واللافتا، ومن بينها: ‏‏”القرار للشعب باستعادة الوطن وبناء الدولة”، مطالبة بـ “قضاء نزيه وبحلول للازمة ‏المعيشية والاقتصادية وبانتخابات نزيهة‎”.‎

وكان لافتاً العدد الخجول للمتظاهرين وغياب المجموعات والوجوه التي كانت دائمة ‏الحضور في معظم تحرّكات الثورة، فيما برّر المتظاهرون هزالة عددهم بسوء أحوال ‏الطقس وارتفاع أسعار البنزين، مطالبين بـ”تحقيق العدالة وتسليم المجرمين في قضية ‏انفجار المرفأ إلى القضاء، الذي يجب أن يكون نزيهاً وشفافاً بعيداً عن التدخلات السياسية ‏والتهديدات المرفوضة‎”.‎

وإذ رفع المحتجون شعارات مختلفة هذه المرة مثل: “ما رح تقتلونا مرتين”، “مسيرة ‏المقاومة اللبنانية ضدّ الاحتلال الإيراني”، “القرار للشعب”، “استعادة وطن وبناء دولة”، ‏‏”الاشتباك مع السلطة خيارنا الوحيد لبناء دولة”، أكّد عدد منهم أنّ “وقفتهم ليست رمزية ‏فحسب بل هي مطالبة يومية سيدافعون عنها إلى حين بناء دولة تليق بأبناء الوطن وتعيد ‏المغتربين”، موضحين أنّهم “لن يقبلوا بتسييس مسار التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت ‏وعرقلة مهمة المحقق العدلي في ثالث أقوى انفجار في العالم‎”.‎

وقرابة السادسة، وصلت مسيرات “ثورة 17 تشرين”، التي انطلقت من ساحة الشهداء ومن ‏ساحات أخرى إلى مُجسّم شُعلة الثورة قرب تمثال المغترب في منطقة مرفأ بيروت، وذلك ‏تضامناً مع أهالي شهداء المرفأ، حيث تمّت إضاءة الشعلة عند السادسة وسبع دقائق تماماً ‏وسط تصفيق الحشد الضئيل، ورُفِعَتْ لافتات مُندّدة بالسلطة، ومطالبة “بحماية التحقيق ‏وبدعم القاضي طارق البيطار، وباسترداد حقوق المواطنين المسلوبة‎”.‎

وقد تم وضع هذا الرمز في الذكرى السنوية الاولى لانطلاق ثورة 17 تشرين، وسيتم إضاءة ‏هذه الشعلة يوم 17 تشرين الأول من كل عام وبتوقيت وقوع انفجار مرفأ بيروت عند ‏الساعة السادسة وسبع دقائق مساء. ‎)‎

‎634209 ‎إصابة

صحياً، سجل عداد الإصابات بفيروس كورونا 300 حالة جديدة و5 حالات وفاة‎.‎

وكشفت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن ارتفاع العدد التراكمي للحالات ‏المثبتة إلى 634209 حالة منذ شباط 2020‏‎.‎

اللواء

Leave A Reply