الجمعة, نوفمبر 22
Banner

مفاوضات الترسيم البحري: واشنطن تقترح إلغاء الناقورة والتفاوض المكوكي

وصل إلى بيروت، ليل أمس، الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة آموس ‏هوكشتاين في زيارة تهدف إلى تفعيل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان ودولة الاحتلال حول الترسيم، وللبحث في ‏سبل تسهيل حصول لبنان على مصادر طاقة لإنتاج الكهرباء من دول حليفة للولايات المتحدة‎.‎

المسؤول الأميركي سيلتقي الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي إلى جانب وزيري الخارجية ‏عبدالله بو حبيب والطاقة وليد فياض وقائد الجيش العماد جوزيف عون‎.

وقد مهدّت وكيلة وزارة الشؤون الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند التي زارت بيروت الخميس الماضي لزيارة ‏هوكشتاين، بتوجيه “نصائح” إلى المسؤولين اللبنانيين بضرورة عدم إظهار أي تصلب من شأنه إنهاء ‏المفاوضات وجعل لبنان يتأخر في الحصول على حقوقه من الثروة الموجودة في البحر بما يساعده على معالجة ‏مشكلاته الاقتصادية‎.

الوسيط الجديد الذي عيّنته الإدارة الأميركية بدلاً من السفير جون دي روشيه يحمل الجنسية الإسرائيلية وخدم في ‏جيش الاحتلال، ومعه فريق من المعاونين الذين يعملون على ملف الحدود وفي ملف الطاقة أيضاً. وهو أرسل إلى ‏بيروت أخيراً إيجازاً يوضح فيه رغبته بمناقشة المسؤولين اللبنانيين في آلية تسرع المفاوضات وتمنع التعقيدات ‏التي برزت خلال اجتماعات الناقورة‎.

وتشير معلومات “الأخبار” إلى وقائع من شأنها تفجير التفاهم السياسي اللبناني على إدارة الملف. إذ إن ‏الاتصالات الجانبية التي جرت مع الأميركيين في الأسبوعين الماضيين، أفضت – عملياً – إلى قبول لبنان بتعليق ‏المفاوضات التي يتولاها وفد عسكري في الناقورة. وتشير المصادر إلى أن الفكرة الأميركية الجديدة تقوم على ‏جولات مكوكية يجريها الوسيط الجديد بين بيروت وتل أبيب، ويلتقي خلالها بالمسؤولين المعنيين فيهما، سواء ‏كانوا سياسيين أو مدنيين أو عسكريين للتوصل إلى حلول سريعة‎.

لكن مصدراً معنياً بالملف، أكد لـ”الأخبار” أن التفاهم لم يتم بعد بين المسؤولين اللبنانيين حول المرحلة المقبلة. وأن ‏النقاش سيحصل ربما خلال زيارة الوسيط الأميركي أو بعدها. لكنها لفتت إلى أن الأمر “معقد”، وعلى لبنان ‏اتخاذ قرار على قاعدة “أكل العنب وعدم قتل الناطور”، وأن العدو قد يتجه إلى وقف أي شكل من التفاوض إذا كان ‏سيسير وفق الآلية السابقة‎.

ولفت خبراء عملوا على الملف إلى أن الوسيط الأميركي قد يستهدف عملياً إلغاء كل تعديل كان الوفد العسكري قد ‏أعده بما خص تحديد نقطة الانطلاق في البحث، وأن الهدف يتجاوز إجبار لبنان على التنازل عن حصته الكاملة، ‏إلى دفعه نحو نوع من التطبيع غير المباشر، من خلال محاولة الجانب الأميركي فرض فكرة “الصندوق ‏المشترك” الذي سبق للأميركيين أن روجوا له، بتكليف شركة تنقيب أميركية، بموافقة الجانبين، تتولى تصريف ‏المخزون على أن توضع العائدات المالية في صندوق مستقل يجري التفاوض على توزيع موجوداته بين الجانبين‎.

على أن اللافت في هذا السياق، إشارة مصدر مطلع إلى أن هناك شركات عالمية تتناقش في إمكانية التقدم من لبنان ‏بعرض خاص، يقوم على شراء مسبق للمخزون النفطي أو الغازي، بعد التثبت من وجوده، على أن يتمكن لبنان ‏فوراً من استخدام هذا العائد لمعالجة مشكلاته الاقتصادية والمالية، بينما تتحمل الولايات المتحدة ضمانة الأمر لدى ‏الشركات المنقبة والمسوقة للعائد النفطي أو الغازي‎.‎

الأخبار

Leave A Reply