الجمعة, نوفمبر 22
Banner

فيسبوك أضعف مما نظن

عانت شركة فيسبوك من عدد من المشاكل المتكررة في الفترة الأخيرة. إلا أن قضية “ملفات فيسبوك” كانت الأكثر خطرًا على الشركة، والتي هددتها بشكل فعلي وكشفت فسادها أمام العالم، وهي القضية التي غطتها جريدة وول ستريت جورنال بشكل مكثّف.

وقد كشفت ملفات فيسبوك المسربة، والتي سربتها مديرة مشاريع سابقة في الشركة، أن المنصة تستخدم نظامين منفصلين للحكم على المستخدمين، النظام الأول هو المعتاد والذي يسري علينا جميعًا، والنظام الثاني – والذي يسمى بالقائمة البيضاء – يضم عددًا من المستخدمين الذين لا يتم معاقبتهم عند اقتراف أي أخطاء على المنصة.

وإلى جانب ذلك، كشفت التسريبات أيضًا عن تأثير إنستاجرام السلبي على المراهقين. كما أن التأثير السلبي على الفتيات كان أكبر. والأدهى أن فيسبوك نفسها قد أعدت عددًا من الدراسات لدراسة هذا الأثر والنتائج كانت سلبية. ولهذا لم تطلقها الشركة.

وقد تسببت منصة إنستاجرام أيضًا في شيوع معلومات خاطئة عن لقاحات كورونا. كما أن الشركة قد تورطت في أكثر من مشكلة مشابهة. إلا أن بعض الآراء قد رأت أن فيسبوك بالغة القوة لدرجة أنها لن تحاسب على أفعالها.

ولكن من ناحية أخرى فإن الشركة تقع حاليًا في مأزق كبير، وهو ليس مأزق مالي أو قانوني. بل أن الأمر قد يكون أكبر من ذلك بالنسبة للشركة. وهي أن ضعفها قد تم فضحه. حيث إن كل جهود فيسبوك الظاهرة في الملفات المسربة، هي جهود للحفاظ على السيطرة والانتشار.

فيسبوك أضعف مما نظن

تظهر شركة فيسبوك حاليًا لجميع المستخدمين بمظهر سيئ جدًا. وذلك بالنسبة للمستخدمين المتابعين للمجال التقني والمستخدمين المتابعين للأخبار العادية على حدٍ سواء. وهذا لأن المشاكل والأخطاء لم تعد تقنية فقط، بل أصبحت تؤثر على جميع المستخدمين.

وحسب الدراسات فإن الشركة حاليًا تضع هدف رئيسي أمام عينيها، وهو الحفاظ على السيطرة والانتشار المملوكين لها بالفعل، وليس لزيادتهما أو توسيعهما.

ولكن الأمر قد أصبح أكثر حساسية عندما كشفت الملفات المسربة عن عمل الشركة على تطوير استراتيجية جديدة لاستهداف الأطفال كجمهور للمنصة. مشيرة إليهم بأنهم فئة قيمة لكن غير مستغلة.

وتشير التفسيرات إلى أن الشركة ليست مهتمة بشكل خاص بالمستخدمين صغار السن، بل إنها فقط مهتمة بالسيطرة على أسواق جديدة، ويأتي هذا بعدما شهدت منصة التواصل الاجتماعي الأشهر هبوطًا بين المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية لصالح منصات أخرى.

وقد لاحظت المنصة أن الأطفال وصغار السن لا يستمرون في النشر بنفس المعدلات، وضمن بعض الدراسات أجاب أحد الأطفال إجابة شافية عن تساؤلات الشركة، حيث قال: “فيسبوك أصبح للكبار فقط”.

لا يمكن وصف الشركة بأنها تنهار حاليًا، بل إنها مستمرة في تحقيق الإيرادات – بالرغم من هبوط قيمة الأسهم – لكن ما حدث كشف لنا مدى ضعفها لدرجة اتباع استراتيجيات قد تكون فعلًا مضرة فقط لغرض واحد وهو الحفاظ على الحصة السوقية، وعلى القوة والانتشار.

Leave A Reply