وجدت دراسة أمريكية أن ثلاثة مراهقين أصيبوا بأعراض نفسية نتيجة لعدوى “كوفيد-19″، ما يعد أحد الآثار الجانبية النادرة والمخيفة للفيروس.
وأجرى فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF) دراسات لحالة المراهقين الثلاثة لمعرفة كيفية حدوث ذلك بالضبط.
وأشار فريق البحث إلى أن المراهقين الثلاثة كانت لديهم حالات مختلفة وخلفيات مختلفة، ما يجعل الأعراض محيرة بشكل خاص.
وفي حين أن ثلاث حالات ليست كافية لاستخلاص استنتاجات على نطاق واسع حول الفيروس، يعتقد الباحثون أن الأعراض قد تكون نتيجة استجابة مناعية تسبب التهابا في أجزاء معينة من الدماغ.
وقام فريق البحث التابع لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الذي نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة JAMA Neurology يوم الاثنين 25 أكتوبر، بجمع الفحوصات الطبية وبيانات الفحص من المرضى الثلاثة أثناء دخولهم المستشفى بسبب مشاكلهم النفسية.
وأخبر الدكتور سام بليجر، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف المشارك للدراسة، صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن هناك صلة ثابتة بين العدوى الفيروسية المشابهة لـ”كوفيد-19″ وهذه الأنواع من المشكلات النفسية.
وقال: “بصفتنا أطباء أعصاب، نحن معتادون على التفكير في أن هذه الأشياء تحدث بعد الظواهر المعدية. إننا نعلم استنادا إلى الأدبيات الخاصة بالسارس أن هناك قدرا معقولا من الإصابة”.
ومنذ ما يقارب عقدين من الزمن، عندما تفشى السارس أو SARS-CoV-1 في البداية في آسيا، كان هناك سلسلة من الأشخاص تظهر عليهم مشكلات نفسية يعتقد الخبراء أنها قد تكون ناجمة عن الفيروس.
وفي حين لا يمكن إنشاء ارتباط سببي، فإن الباحثين واثقون من أن الظاهرة ليست مصادفة.
والآن مع “كوفيد-19” أو SARS-CoV-2، بدأ الباحثون في اكتشاف نفس الرابط بين العدوى الفيروسية وهذه الأنواع من المشكلات.
ومثل العديد من الأعضاء الأخرى، يمكن أن يلتهب الدماغ نتيجة لمحاربة الجهاز المناعي للفيروس.
ويقول بليجر إنه إذا أصبح الجزء من الدماغ الذي يتحكم في أفكار الشخص ملتهبا، فمن المحتمل أن يواجهوا مشكلات نفسية.
وكان للمريض الأول في دراسة الحالة تاريخ من القلق والاكتئاب قبل أن تكون نتيجة اختباره إيجابية لـ”كوفيد-19″.
وبعد إصابته بالعدوى، بدأ فجأة في تجربة أعراض شديدة من جنون العظمة “بشكل مفاجئ”، كما تقول بليغر.
وبدأ المريض يعتقد أن الناس كانوا يتابعونه وكان لديه “أوهام الاضطهاد”.
وبينما استخدم هذا المريض الماريغوانا، استبعد الباحثون العقار كسبب. وبدأ المريض يشعر بالتحسن سريعا بعد العلاج المناعي، وبعد شهر من العلاج تعافى تماما.
وكان المريض الثاني يعاني من حالة أكثر خطورة بكثير ولا يزال يتلقى العلاج منها.
وقبل عدوى SARS-CoV-2، كان يعاني بالفعل من القلق وبعض التشنجات اللاإرادية العقلية.
وفي حين أن هذا المريض لم يسبق أن ثبتت إصابته بـ”كوفيد-19″، فقد بدأ يعاني من أعراض الفيروس في وقت مبكر من الوباء وأظهر اختبار الأجسام المضادة أنه أصيب في مرحلة ما.
وبعد التعافي من العدوى، بدأ يواجه صعوبة في التركيز وإكمال واجباته المدرسية.
وخلال الأسابيع الستة التالية، طور أفكارا انتحارية، وعدوانية، وحزنا، وتقلبا في المزاج، وأرقا، من بين أعراض أخرى.
وبعد عشرة أسابيع من بدء ظهور الأعراض، تم إدخاله إلى المستشفى، حيث تلقى المرضى العلاج بشكل متقطع للأشهر الستة الموالية، وبينما تحسن، لا تزال هناك بعض المشكلات النفسية العالقة التي يعان منها بسبب العدوى.
ويعتقد بليجر أن المريض الثالث قد يكون مختلفا عن الاثنين الآخرين. فبعد أربعة أيام من “السلوك الغريب” مثل الأرق وفقدان الشهية، دخل المستشفى.
وأبلغ المريض عن تناول مادة غير معروفة عندما بدأت الأعراض، على الرغم من عدم ظهور أي شيء في تقرير السموم.
وكانت نتيجة المريض إيجابية لـ”كوفيد-19″، ومع ذلك، يعتقد بليجر أن أعراضه قد تكون نتيجة لأي مادة تناولها.
وسرعان ما اختفت الأعراض بعد بضعة أيام، وعاد الشخص إلى طبيعته، ويعتقد بليجر أن ذلك كان نتيجة لتلاشي المادة التي تناولها فقط.