الجمعة, نوفمبر 22
Banner

غضب سعودي بمفعول رجعي على لبنان.. وجهود دولية لحماية الحكومة…

غسان ريفي – سفير الشمال

لم يكن ينقص لبنان الغارق في مستنقع الانهيارات المتنوعة سوى ازمة دبلوماسية غير مسبوقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بلغت حد طرد السفير اللبناني من السعودية والبحرين حتى يكتمل المشهد المأساوي لبلد حكومة الانقاذ فيه معطلة حتى اشعار آخر فيما تنصرف التيارات السياسية الى معاركها الانتخابية ضاربة بعرض الحائط المصلحة اللبنانية العليا وتطلعات اللبنانيين نحو عيش كريم.

يبدو واضحا ان السعودية ارادت محاسبة لبنان بمفعول رجعي، خصوصا ان كلام وزير الاعلام جورج قرداحي الذي فجر الازمة جاء قبل 35 يوما من تعيينه وزيرا، ما يعني انه يعبر عن رأي شخصي لا يمثل الحكومة اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد.

ورغم ذلك، فقد استنكر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي يتحدث حصرا باسم الحكومة هذا الكلام، واكد انه لا يعبر عن موقف الحكومة والدولة مشددا على متانة العلاقات مع المملكة التي يعترف الجميع بفضلها على لبنان. كما كان لرئيس الجمهورية موقفا متقدما بهذا الخصوص، لكن ذلك لم يخفف من الغضب السعودي الذي انفجر مساء امس بقرارات وتدابير قاسية لا يمكن للبنان ان يتحمل تبعاتها وهو الساعي دائما الى حضن اشقائه والملتزم بالاجماع العربي.

كالصاعقة وقع القرار السعودي على اللبنانيين الذين هالهم تخلي الشقيقة الكبرى عن بلدهم، وبدأوا يضربون اخماسا بأسداس حول الخسائر التي ستلحق بهم، في وقت سارع فيه الرئيس ميقاتي الى التشاور مع رئيس الجمهورية بالمخارج، ثم اتصل بالوزير قرداحي وطلب منه تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب.

واذ اسف ميقاتي للقرار السعودي متمنيا على القيادة السعودية اعادة النظر فيه، اعطى توجيهاته الى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لمعالجة الامر عبر القنوات الدبلوماسية.

في غضون ذلك، ساد جو من التهويل في مختلف المناطق وعبر وسائل الاعلام من خلال بعض المصطادين بالماء العكر او اولئك المستفيدين من التوترات والفوضى في محاولة لتقديم اوراق اعتماد الى جهات معينة من خلال الدعوة الى استقالة الحكومة في وقت كانت فيه الجهود الدولية والمحلية تصب في اتجاه واحد وهو الحفاظ على بقاء الحكومة انطلاقا من قناعة بأن استقالتها سيؤدي الى كارثة حقيقية من خلال ارتطام مدمر قد يسقط لبنان عن الخارطة.

وفي هذا الاطار كشفت معلومات ان اتصالات فرنسية على اعلى المستويات جرت مع الرئيس ميقاتي لثنيه عن الاستقالة كما شملت هذه الاتصالات قوى سياسية فاعلة للتفتيش عن حل لهذه الازمة.

ربما تشكل استقالة قرداحي حلا لهذه الازمة، لكن ذلك لن يكون بالامر السهل خصوصا مع رفض جهات سياسية وفي مقدمها حزب الله الذي دخل امس على خط حماية وزير الاعلام.

في حين ترى مصادر سياسية ان قرداحي يمثل تيارا سياسيا يطمح رئيسه للترشح الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي فمن غير المنطق ان يحرج قرداحي رئيس تياره وان يتسبب له بأزمة مبكرة وغير مبررة مع دول الخليج التي تعتبر الرئة التي يتنفس منها لبنان.

كما انه وبحسب المصادر من غير المنطق ان تضحي التيارات السياسية بالحكومة بعد تجربة الفراغ القاتل الذي استمر 13 شهرا ودمر مؤسسات الدولة، خصوصا ان كل المؤشرات تؤكد ان الفراغ في حال حصل هذه المرة فإن امده سيكون طويلا جدا..

Leave A Reply