الأحد, نوفمبر 24
Banner

ما التالي لـ”كوفيد-19″ بعد تجاوز حصيلة وفياته الخمسة ملايين حول العالم؟

تجاوزت حصيلة وفيات “كوفيد-19” العالمية الـ5 ملايين، في أقل من عامين من الأزمة التي لم تدمر البلدان الفقيرة فحسب، بل أيضا الدول الغنية التي لديها أنظمة رعاية صحية من الدرجة الأولى.

ومع بلوغ العالم هذا الرقم، يقول الخبراء لوكالة “فرانس برس” إن المسار المستقبلي للوباء سيعتمد بشكل كبير على اللقاحات.

كم عدد الوفيات؟

يُعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى بكثير من خمسة ملايين بناء على التقارير اليومية المقدمة من السلطات الصحية في كل بلد.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات من السجلات الرسمية بسبب الوفيات الزائدة المرتبطة بـ”كوفيد-19″.

ونظرت مجلة The Economist في الوفيات الزائدة وخلصت إلى أن هناك ما يقدر بنحو 17 مليون وفاة جراء ” كوفيد-19″.

وقال البروفيسور أرنو فونتاني المتخصص في علم الأوبئة في معهد باستور لوكالة “فرانس برس”: “هذا الرقم يبدو أكثر مصداقية بالنسبة لي”.

ومهما كانت الحالة، فإن عدد القتلى أقل مما هو عليه في الأوبئة التاريخية الأخرى مثل الإنفلونزا الإسبانية، التي تسببها فيروس جديد آخر، والتي أودت بحياة 50 إلى 100 مليون في 1918-1919.

وخلّف الإيدز أكثر من 36 مليون قتيل على مدى 40 عاما.

ومع ذلك، قال جان كلود مانوغيرا، عالم الفيروسات في المعهد الفرنسي، إن مرض “كوفيد-19 تسبب في الكثير من الوفيات في فترة قصيرة”.

وبحسب فونتاني: “كان من الممكن أن يكون الأمر أكثر دراماتيكية من دون كل الإجراءات المتخذة، لا سيما القيود المفروضة على حركة الأشخاص ومن ثم التطعيمات”.

هل وصلنا إلى مرحلة الهضبة؟

أوضح فونتاني أن ظهور الفيروس عادة ما يحدث على مرحلتين:

-الأولى: “مرحلة وبائية متفجرة” عندما ينتشر الفيروس عبر مجموعة سكانية لم تكن على اتصال به من قبل.

-المرحلة الثانية: “الاستقرار”، حيث يتم بناء المناعة وتصبح متوطنة.

وقال فونتاني: “هذه هي المرة الأولى في تاريخ الأوبئة التي تُبذل فيها جهود على نطاق عالمي لتسريع الانتقال بين المرحلتين”.

ووقع تمكين التسارع عن طريق التطعيمات. وأضاف: “سمح هذا للسكان بالحصول على مناعة اصطناعية ضد فيروس لم يعرفوه، وبالتالي فعلوا خلال 18 شهرا ما يستغرق عادة من ثلاث إلى خمس سنوات مع عدد أكبر بكثير من القتلى”.

ولهذا ستختلف المراحل التالية حسب مستوى التطعيم في كل دولة وفعالية اللقاحات المستخدمة.

وأشار: “ربما نكون على بعد عدة أشهر من الوقت الذي ستكون فيه شبكة أمان في كل مكان. المشكلة هي معرفة ما إذا كانت ستكون قوية بما يكفي. هذا الفيروس سيظل منتشرا والهدف اليوم لم يعد القضاء عليه بل الحماية من الأنواع الخطيرة منه”.

أي مستقبل ينتظر الدول المختلفة؟

من المتوقع أن يتغير وجه الوباء مع تلاشي موجة تلو الأخرى، وحتى الآن، فإنه يشهد تلاشيا في الدول الصناعية حيث يتم تطعيم معظم الناس. وبالتالي فإن الطفرات ستسجل ارتفاعات في الإصابات في غير الملقحين.

وقال فونتاني: “بالنسبة للدول الصناعية، أعتقد أننا نتجه نحو أوبئة كوفيد الموسمية، والتي ربما تكون أكثر حدة بقليل من وباء الإنفلونزا في السنوات الأولى قبل أن يستقر”.

وشدد على أن المناعة العالمية ستبنى طبقة تلو الأخرى، مع إضافة اللقاحات إلى المناعة ضد العدوى الطبيعية.

ويمكن لدول أخرى مثل الصين أو الهند، التي لديها قدرة تطعيم قوية، أن تتبع مسارا مشابها.

في المقابل، فإنه الدول التي اعتمدت استراتيجية “صفر كوفيد” للقضاء على الجائحة تواجه الفشل بسبب الطبيعة شديدة العدوى لمتغير دلتا.

وأوضح فونتاني أنهم يتسابقون اليوم لتلقيح الجميع، وتنتظر السيناريوهات الأكثر صعوبة المناطق ذات القدرات المحدودة للقاحات، مثل معظم أنحاء إفريقيا.

وأكدت العودة القوية للوباء في أوروبا الشرقية أن الفشل في تلقيح عدد كاف من الناس يعرض السكان لـ “أوبئة شديدة لها تأثير على المستشفيات”، وفقا لفونتاني.

ويشير الخبراء إلى أن الزيادة الحالية في الحالات في أوروبا الغربية أيضا، على الرغم من ارتفاع مستويات التطعيم، يجب أن تجعلنا حذرين.

وحذر مانوغيرا: “لا يجب أن تأخذ وجهة نظر تتمحور حول أوروبا: في حالة الوباء، يجب أخذ الكوكب بأسره بعين الاعتبار. وفي الوقت الحالي، لم يتوقف الوباء”.

ماذا عن المتغيرات الجديدة؟

يكمن الخوف الأكبر في ظهور أنواع جديدة مقاومة للتلقيح.

وأزاحت “دلتا” المتغيرات السابقة، بما في ذلك “ألفا”، ومنعت انتشار سلالات جديدة مثل “مو” أو “لامبدا”.

ولكن يتوقع الخبراء الآن أن “دلتا” نفسها ستتحول وقد تصبح مقاومة للقاح.

وتراقب السلطات البريطانية متغير دلتا الفرعي الذي يطلق عليه اسم AY4.2. ولا يوجد دليل في الوقت الحالي على أن اللقاحات أقل فعالية ضده.

وأوضح مانوغيرا أنه “من المهم مواكبة المراقبة الجينية”، مشيرا إلى الجهود المبذولة للكشف عن المتغيرات المختلفة، قائلا إنها تتيح “تحديد ظهور المتغيرات بسرعة كافية ومعرفة ما إذا كانت أكثر خطورة وأكثر قابلية للانتقال وما إذا كانت المناعة ما تزال تعمل”.

Leave A Reply