لا صوت يعلو فوق صوت المقاطعة الخليجية للبنان، سوى صراخ اللبنانيين وانينهم وقلقهم الثنائي المصدر، من دول الخليج الغاضبة وليس ما يهدئ روعها ونقمتها على السلطة السياسية الحاكمة في لبنان وانجرافها وارتهانها لحزب الله صاحب الكلمة الفصل والقرار الذي يمنع الحل او حتى مجرد البحث فيه، ومن “سذاجة” التعاطي الرسمي اللبناني مع ازمة على هذا المستوى من دون الاقدام على ادنى خطوة من شأنها ان تخفض منسوب النقمة الخليجية غير المسبوقة على لبنان.
من لبنان الى غلاسكو لا شيء عمليا بعد، باستثناء الكلام المعسول الذي لم يعد يجد في الخليج من يصدقه او يسوقه، لكثرة ما صدر منه من دون ان يقترن بخطوات عملية مطلوبة بوضوح في كل البيانات الخليجية التي اعلنت مقاطعة لبنان وقد غادرها السفراء حتى ان بعض المعلومات اشار الى ان بعض هذه الدول يعرض مقار سفاراته للبيع في مؤشر بالغ الخطورة لكن ليس مستغربا في ضوء اجماع من جانب اللبنانيين في الخليج على ان الآتي اسوأ واعظم وقد يفوق التوقعات.
منزلق كبير
الازمة اللبنانية – الخليجية اذا تراوح سلبا ولا حلول لها في الافق بعد، في جمود لا يبشر بالخير بل ينبئ بعواقب وخيمة. وامس قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه “كان ناشد وزير الاعلام جورج قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر”، ورأى أن مناشدته “لم تترجم واقعياً”. وفي تصريح من استكلندا، اعلن “نحن أمام منزلق كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا”.
غلاسكو
ويشارك ميقاتي في “مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26) الذي بدأ اعماله امس في مدينة غلاسكو في اسكتلندا. ويرأس ميقاتي الوفد اللبناني الى المؤتمر والذي يضم وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. وسيلقي الرئيس ميقاتي كلمة لبنان اليوم.
وقد عقد ميقاتي سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب واجانب على هامش المؤتمر.
تطبيق الاجراءات
ليس بعيدا، بدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجيا تدخل جيز التنفيذ. في الاطار، افيد ان البعثة الدبلوماسيّة الإماراتيّة غادرت بكامل أعضائها الأراضي اللبنانيّة مساء الأحد. كما اعلنت شركة “DHL” ان “أخذنا تعليمات منذ السبت بوقف البريد من لبنان إلى السعودية”. من جانبه، كما السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم عائدا الى بيروت.
دعوة السعودية
وفي السياق، أفادت وكالة “فرانس برس” أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي. وقال “إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية”. وأضاف: “لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة”.
وتعقيبا قال الرئيس ميشال سليمان في تصريح: “دعوة المملكة العربية السعودية للحوار امر جيد وممتاز، لكن ماذا عن الحوار مع اطراف الداخل وفي مقدمهم حزب الله وحلفاؤه عن الحياد والسلاح والسياسة الخارجية والعلاقة مع الدول العربية وسيادة الدولة؟”. وختم: “ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ابداً”.
عنوان واضح
في الاثناء، العمل الحكومي معلّق، ليس فقط بفعل سفر ميقاتي او ازمة الوزير قرداحي، بل ايضا في انتظار تسوية لمطلب الثنائي الشيعي تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. في السياق، اشار المكتب السياسي لحركة امل الى ”أن زيارة غبطة البطريرك بشارة الراعي للرئيس نبيه بري حملت عنواناً واضحاً لمهمة الالتزام بالنصوص الدستورية والقوانين فيما يتعلق بمسار الملفات القضائية، وهذا ما تبناه صاحب الغبطة وعبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية وأجهض مباشرةً من المتضررين المعروفين حول موقع الرئاسة”.
موقوفو عين الرمانة
وعلى خط حوادث الطيونة – عين الرمانة، نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة ومتضامنون معهم، وقفةً تضامنيّةً أمام المحكمة العسكرية في المتحف، مطالبين بـ”إخلاء سبيل أبناء عين الرمانة الّذين دافعوا عن منطقتهم”. محامي الموقوفين أنطوان سعد قال: لا نريد ان تكون عين الرمانة مكسر عصا المنطقة مر عليها العديد من الاحتلالات لكنها بقيت ولدينا ملء الثقة بالقاضي فادي صوان وكل من يقايض على دماء الشهداء والمعتقلين انما هو يقايض على لبنان. وأضاف من امام المحكمة العسكرية: نريد ان تكون عين الرمانة الشعرة التي قضمت شعر المنظومة الفاسدة.
افتعال مشاكل: الى ذلك، قال المكتب السياسي في امل ان “أمام الفصول المتلاحقة من استباحة الدستور، وتجاوز إستحقاقاته المنصوص عنها والمتعلقة بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وخلق نزاعات دستورية مرتبطة بقانون الانتخابات تحقيقاً لمصالح تيار سياسي لمس اللبنانيون بأيديهم وشاهدوا بأم العين صفحات فشله واحدة تلو الاخرى، نرى أن إجراء الانتخابات النيابية بموعدها وتأمين شروط ومستلزمات نجاحها هو شأن وطني عام لا يجوز أن يُقدم أي طرف سياسي، ونتيجة لأزماته الخانقة على افتعال أي مشكل أو إثارة أية شكوك من أجل تطيير الانتخابات وإدخال البلد في آتون ازماتٍ تستعصي يوماً بعد آخر وكأن لبنان متروك للأقدار التي تضرب بساحته حدثاً بعد آخر من دون أن يرتقي الكثير ممن يتنكبون المسؤوليات إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع بإتجاه ايجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون جميعاً في مختلف مناطقهم وإنتماءاتهم في حياتهم ومعيشتهم”.
الشرق