الأحد, نوفمبر 24
Banner

الميقاتي .. لقاءات بلا فائدة والأزمة مستمرّة

لا صوت يعلو فوق صوت المقاطعة الخليجية للبنان، سوى صراخ اللبنانيين وانينهم وقلقهم الثنائي المصدر، من دول ‏الخليج الغاضبة وليس ما يهدئ روعها ونقمتها على السلطة السياسية الحاكمة في لبنان وانجرافها وارتهانها لحزب الله ‏صاحب الكلمة الفصل والقرار الذي يمنع الحل او حتى مجرد البحث فيه، ومن “سذاجة” التعاطي الرسمي اللبناني مع ‏ازمة على هذا المستوى من دون الاقدام على ادنى خطوة من شأنها ان تخفض منسوب النقمة الخليجية غير المسبوقة ‏على لبنان‎.‎

من لبنان الى غلاسكو لا شيء عمليا بعد، باستثناء الكلام المعسول الذي لم يعد يجد في الخليج من يصدقه او يسوقه، ‏لكثرة ما صدر منه من دون ان يقترن بخطوات عملية مطلوبة بوضوح في كل البيانات الخليجية التي اعلنت مقاطعة ‏لبنان وقد غادرها السفراء حتى ان بعض المعلومات اشار الى ان بعض هذه الدول يعرض مقار سفاراته للبيع في ‏مؤشر بالغ الخطورة لكن ليس مستغربا في ضوء اجماع من جانب اللبنانيين في الخليج على ان الآتي اسوأ واعظم وقد ‏يفوق التوقعات‎.‎

منزلق كبير

الازمة اللبنانية – الخليجية اذا تراوح سلبا ولا حلول لها في الافق بعد، في جمود لا يبشر بالخير بل ينبئ بعواقب ‏وخيمة. وامس قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه “كان ناشد وزير الاعلام جورج قرداحي بأن يغلّب حسه ‏الوطني على أي أمر آخر”، ورأى أن مناشدته “لم تترجم واقعياً”. وفي تصريح من استكلندا، اعلن “نحن أمام منزلق ‏كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا‎”.‎

غلاسكو

ويشارك ميقاتي في “مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي‎ ‎‎(COP26) ‎الذي بدأ اعماله امس في مدينة غلاسكو في اسكتلندا. ويرأس ميقاتي الوفد اللبناني الى المؤتمر ‏والذي يضم وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. وسيلقي الرئيس ميقاتي كلمة ‏لبنان اليوم‎.‎

وقد عقد ميقاتي سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب واجانب على هامش المؤتمر‎.‎

‎ ‎

تطبيق الاجراءات

ليس بعيدا، بدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجيا تدخل جيز التنفيذ. في الاطار، افيد ان البعثة الدبلوماسيّة الإماراتيّة ‏غادرت بكامل أعضائها الأراضي اللبنانيّة مساء الأحد. كما اعلنت شركة‎ “DHL” ‎ان “أخذنا تعليمات منذ السبت ‏بوقف البريد من لبنان إلى السعودية”. من جانبه، كما السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم عائدا الى بيروت‎.‎

دعوة السعودية

وفي السياق، أفادت وكالة “فرانس برس” أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة ‏الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي. وقال “إن المشاكل بين الدول الصديقة ‏والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان ‏والسعودية”. وأضاف: “لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا ‏تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة‎”.‎

وتعقيبا قال الرئيس ميشال سليمان في تصريح: “دعوة المملكة العربية السعودية للحوار امر جيد وممتاز، لكن ماذا عن ‏الحوار مع اطراف الداخل وفي مقدمهم حزب الله وحلفاؤه عن الحياد والسلاح والسياسة الخارجية والعلاقة مع الدول ‏العربية وسيادة الدولة؟”. وختم: “ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ابداً‎”.‎

عنوان واضح

في الاثناء، العمل الحكومي معلّق، ليس فقط بفعل سفر ميقاتي او ازمة الوزير قرداحي، بل ايضا في انتظار تسوية ‏لمطلب الثنائي الشيعي تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. في السياق، اشار المكتب السياسي لحركة امل الى ‏‏”أن زيارة غبطة البطريرك بشارة الراعي للرئيس نبيه بري حملت عنواناً واضحاً لمهمة الالتزام بالنصوص ‏الدستورية والقوانين فيما يتعلق بمسار الملفات القضائية، وهذا ما تبناه صاحب الغبطة وعبّر عنه بعد لقائه رئيس ‏الجمهورية وأجهض مباشرةً من المتضررين المعروفين حول موقع الرئاسة‎”.‎

موقوفو عين الرمانة

وعلى خط حوادث الطيونة – عين الرمانة، نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة ومتضامنون معهم، وقفةً تضامنيّةً أمام ‏المحكمة العسكرية في المتحف، مطالبين بـ”إخلاء سبيل أبناء عين الرمانة الّذين دافعوا عن منطقتهم”. محامي ‏الموقوفين أنطوان سعد قال: لا نريد ان تكون عين الرمانة مكسر عصا المنطقة مر عليها العديد من الاحتلالات لكنها ‏بقيت ولدينا ملء الثقة بالقاضي فادي صوان وكل من يقايض على دماء الشهداء والمعتقلين انما هو يقايض على لبنان. ‏وأضاف من امام المحكمة العسكرية: نريد ان تكون عين الرمانة الشعرة التي قضمت شعر المنظومة الفاسدة‎.‎

افتعال مشاكل: الى ذلك، قال المكتب السياسي في امل ان “أمام الفصول المتلاحقة من استباحة الدستور، وتجاوز ‏إستحقاقاته المنصوص عنها والمتعلقة بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وخلق نزاعات دستورية مرتبطة بقانون ‏الانتخابات تحقيقاً لمصالح تيار سياسي لمس اللبنانيون بأيديهم وشاهدوا بأم العين صفحات فشله واحدة تلو الاخرى، ‏نرى أن إجراء الانتخابات النيابية بموعدها وتأمين شروط ومستلزمات نجاحها هو شأن وطني عام لا يجوز أن يُقدم أي ‏طرف سياسي، ونتيجة لأزماته الخانقة على افتعال أي مشكل أو إثارة أية شكوك من أجل تطيير الانتخابات وإدخال ‏البلد في آتون ازماتٍ تستعصي يوماً بعد آخر وكأن لبنان متروك للأقدار التي تضرب بساحته حدثاً بعد آخر من دون ‏أن يرتقي الكثير ممن يتنكبون المسؤوليات إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع بإتجاه ايجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها ‏اللبنانيون جميعاً في مختلف مناطقهم وإنتماءاتهم في حياتهم ومعيشتهم‎”.‎

الشرق

Leave A Reply