استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب قبل ظهر اليوم في مقر المجلس، عوائل شهداء الطيونة، في حضور عضو الهيئة الشرعية في المجلس المفتي الشيخ حسن عبد الله ومسؤول منطقة بيروت في “حزب الله” السيد حسين فضل الله ونائب المسؤول التنظيمي لاقليم بيروت في حركة “أمل” الدكتور مجتبى مرتضى، وشكر عوائل الشهداء للشيخ الخطيب “مواساته وتعازيه واحتضان المجلس لقضيتهم ووقوفه الى جانبهم”.
ورحب الشيخ الخطيب بالحضور في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مجددا التعازي “بالشهداء الذين استشهدوا في مجزرة الطيونة”، وقال: “سنكون معكم في هذه المصيبة التي أصابتكم وفي هذا العدوان الذي تعرضتم له وتعرض له أبناؤكم. هم ذهبوا في هذا الطريق من أجل العدالة ومن أجل تصحيح العدالة. العدالة المفقودة في قضية انفجار المرفأ، وحينما أريد من القضاء أن يكون سيفا مصلتا، سيفا سياسيا على فريق سياسي، لم تتبع فيه الأصول القضائية وتبين الاستنسابية في توجيه التهم وفي الاستدعاء وفي الادعاء، ذهب أبناؤكم من أجل الاحتجاج بالكلمة وبالموقف. هم ذهبوا سلميين في مظاهرة سلمية للتعبير عن الرأي لتصحيح الموقف، فووجهوا بكمين، وأريد استكمال طريق العدوان في القضاء، استكمال هذا الطريق في محاولة جر البلاد وجرنا الى فتنة داخلية وبالتالي تضييع البلد وليس فقط تضييع العدالة”.
وأضاف: “أبناؤنا أبناؤكم الذين استشهدوا على هذا الطريق هم استشهدوا من أجل تصحيح العدالة، ومن اجل وحدة لبنان. استشهدوا لدفع الفتنة أساسا لأن هذا القضاء بهذا الشكل الذي رأيناه كان سيؤدي أيضا الى فتنة داخلية، وإضافة الى ذلك كان مقصودهم الكشف الحقيقي عن القتلة الذين أريد التغطية والتستر عليهم، وربما لمصالح أخرى قد يكون موضوع التعويضات سواء في موضوع المرفأ او في موضوع الشهداء، ربما أقول بتواطؤ مع الشركات وهذا الموقف مقبوض الثمن وبالتالي توجيه التهمة الى الأبرياء. نحن لسنا ضد القضاء ولسنا ضد استدعاء أحد وفق الأصول، نحن مع القضاء لتحقيق العدالة لكشف الفاعلين الحقيقيين، لتحميل المسؤولية للمرتكبين الحقيقيين، ووفق الأصول الدستورية ووفق القانون. لا ندري مرة يقولون أنهم يريدون الدولة ويريدون القضاء، وحينما يكون هذا القضاء طالبا لأحد منهم ومستدعيا لأحد منهم يهجمون على هذا القضاء ويصبح هذا القضاء مسيسا ويصبح هذا القضاء غير عادل ويتمنعون عن الذهاب الى المحكمة والى المحقق. لذلك هؤلاء الشهداء الذين استشهدوا، استشهدوا في طريق العدالة من اجل وحدة لبنان، من أجل الكشف عن الفاعلين الحقيقيين وتحميلهم المسؤولية ومن اجل أهالي شهداء المرفأ. هم شهداء الكشف عن حقيقة الانفجار وعن المسؤولين والمرتكبين الحقيقيين، وفي سبيل تحقيق حق أهالي شهداء المرفأ، فشهداؤكم هم شهداء المرفأ، اذا كان شهداء المرفأ هم 220 شهيد فبعد هذه الحادثة أصبحوا 227 شهيدا”.
وخاطب عوائل الشهداء بالقول: “سنلاحق هذا الموضوع ولن نرضى إلا بكشف الحقيقة، ولن نرضى الا بكشف الفاعلين، ولن نرضى الا بإعطائكم وإعطاء الحق لأهالي شهداء المرفأ. أنا لن أجزىء بين هؤلاء الشهداء، بين شهداء المرفأ وبين شهدائكم. هم في نفس الطريق وارتكبت بحقهم نفس المظالم. وأوجه التحية لحركة امل ولحزب الله ولقيادتيهما على هذا التصرف المسؤول، ومنع الانجرار الى فتنة داخلية كما أرادوها حينما ارتكبوا هذا المجزرة بحق أبنائكم، هذا هو الموقف الوطني الذي يدل على من يريد الدولة ومن يريد القضاء، حينما قالوا إننا نريد أن تكون الدولة هي المسؤولة عن دماء شهدائنا وعن أبنائنا، وأن تحصل لهم حقوقهم وأن يقوم القضاء بالقصاص العادل للذين ارتكبوا هذه المجزرة. نؤكد على هذا وسوف نبقى سويا إن شاء الله نلاحق هذا الموضوع حتى نصل الى إحقاق الحق والى الاخذ بحق شهدائكم بالقصاص من القتلة ومن الذين ارتكبوا هذا العمل الاجرامي”.
وختم الخطيب: “أجدد عزائي لكم وأقول إننا نحن أيضا من أهالي الشهداء. نحن معكم ومصابكم مصابنا وخسارتكم خسارتنا وهي خسارة للوطن جميعا خسارة لبنان. لقد أنجزتم أنتم أهالي الشهداء سلامة لبنان بموقفكم الشريف بالتزامكم بتوجيهات قيادتيكم وبتوجيهات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. نشكر لكم هذا الموقف ونسأل الله الرحمة للشهداء والصبر الجميل لكم وعظم الله أجوركم”.