الجمعة, نوفمبر 22
Banner

زيارة زكي كأنها لم تكن… الازمة السياسية الى مزيد من التعقيد وملف ‏لبنان مرتبط بملف العراق

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : ‏”زيارة الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي والوفد المرافق له الى بيروت كأنها لم تكن”، ‏هكذا تختصر مصادر سياسية مطلعة على الحراك الحاصل بالداخل اللبناني والخارج عبر “الديار” نتيجة ‏زيارة وفد الجامعة العربية الى لبنان. فمن كان يعول عليها لاحداث خرق ما في جدار الأزمة المستفحلة ‏مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، اكتشف ان الامور تخطت وبكثير مسألة ‏تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي وباتت مرتبطة بصراع اقليمي -دولي حاد يتجاوز لبنان ‏الى اليمن وبخاصة الى العراق الذي يشهد في الايام القليلة الماضية تطورات دراماتيكية توحي باتجاه ‏المنطقة ككل نحو هزات كبرى سيكون للبنان نصيبا فيها. ‏

وبما يؤكد التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، تم تسجيل تطور كبير من بوابة دمشق، حيث افيد عن ‏لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد بوزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية ‏المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ما سيمهد عاجلا او آجلا لعودة العرب الى سوريا بعد 10 اعوام ‏من القطيعة. ‏

سقف حزب الله مرتفع! ‏

واعتبرت مصادر مطلعة على جو حزب الله في حديث لـ”الديار” ان “من السذاجة الاعتقاد ان الازمة ‏تحل باستقالة قرداحي او حتى بأن الاستقالة تفتح باب الوساطات حتى”، لافتة الى ان “الملف اللبناني بات ‏جزءا لا يتجزأ من ملفات المنطقة الملتهبة، ففي نهاية المطاف نحن لا نعيش في جزيرة معزولة ومهما ‏حاولنا لا يمكن ان نحيد انفسنا عما يحصل خاصة وان الحرب التي تخاض بوجه محور المقاومة تلحظ ‏حزب الله وبشكل اساسي، واصلا السعودية قالتها بالفم الملآن عبر وزير خارجيتها بأن الازمة لا علاقة لها ‏بتصريحات قرداحي انما بحزب الله ودوره، وهي بعدما انتهجت لسنوات سياسة اللامبالاة باتجاه لبنان، ‏انتقلت اليوم للهجوم والتصعيد الذي لم يصل بعد الارجح الى مستوياته القصوى”.‏

ولم تستبعد المصادر ان يتحقق ما يتردد عن ترحيل اللبنانيين الشيعة من السعودية، معتبرة ان “الاحتمال ‏موجود خاصة وانه تم اتخاذ اجراءات مشددة في التعامل مع الكثير منهم، كطلب شهادات كثيرين منهم ‏وهي مستندات لم تطلبها المؤسسات التي يعملون فيها منذ سنوات طويلة حتى عندما تقدموا الى الوظيفة”.‏

ورجحت المصادر ان “تستمر الزيارات لمسؤولين عرب واجانب الى بيروت بمحاولة لرأب الصدع بين ‏السعودية ولبنان، الا انها لن تصل الى نتيجة طالما الموقف السعودي على حاله، فمن يعتقد بامكانية موافقة ‏حزب الله على انكسار لبنان من خلال استقالة او اقالة قرداحي، واهم، والمطلوب منه ان يدقق بكلام نائب ‏الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر ان المطلوب اعتذار السعودية لا لبنان، وهذا سقف ‏حزب الله ولن يتراجع عنه”.‏

وكما بات محسوما، ستبقى الحكومة اسيرة هذا الصراع رغم كل محاولات رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون و”التيار الوطني الحر” اقناع حزب الله بتليين موقفه والموافقة على استقالة قرداحي لكسر الحدة ‏المسيطرة على الموقف السعودي، وهنا تقول المصادر:”الوزراء سيواصلون العمل والانتاج داخل ‏وزاراتهم اما انعقاد الحكومة لاقالة قرداحي فذلك سيعني تلقائيا استقالتها رغما عن رئيسها”. وتعتبر ‏المصادر ان “ميقاتي حسم امره لجهة تمسكه بموقعه بقرار اميركي- فرنسي حاسم، باعتبار ان الطرفين ‏باتا على يقين ان تطيير الحكومة سيعني ترك الساحة اللبنانية لحزب الله، فما الذي قد يمنعه عندها بعد ‏قراره استيراد المازوت والبنزين من طهران، من اطلاق عمليات تنقيب عن النفط عبر شركات ايرانية؟!”‏

موقف شيعي عالي النبرة

وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي صريحا باعلانه بختام زيارته انها ‏

هدفت إلى “الاستكشاف والتعرف على الموقف اللبناني من إمكانية حل الأزمة مع السعودية ودول خليجية ‏أخرى” مؤكداً أن الجامعة العربية تسعى لمعرفة ما إذا كان الجانب اللبناني سيساهم في اتخاذ خطوة ‏مبدئية تجاه حل الأزمة.‏

وفي موقف يؤكد الابعاد الجديدة التي تتخذها الازمة ما يجعل حلها اصعب من اي وقت مضى، أصدر ‏المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانًا قال فيه: “لن نقبل بعد اليوم هذا النوع الخبيث من تحليل ‏دم طائفة بأمها وأبيها عن طريق النيل من حركة أمل وحزب الله، بهدف تقديم أوراق اعتماد ببصمة الدم ‏لهذه العاصمة وتلك”.واعتبر أن “إذا كان لبنان محتلًا، فهو من المجموعات الأميركية وجوقة رخيصة ‏جدًا من السياسيين والإعلاميين الممسوكين بحبل الدولار ونفايات النفط”.ورأى أن “من خرب بيوت ‏اللبنانيين هو من هجر وقاد مجموعات الذبح والهدم والتطهير الطائفي، لا من حرر وقاد أكبر ملحمة نصر ‏في لبنان والمنطقة”.‏

اقتحام نسائي لقصر العدل! ‏

وسط هذه الاجواء المشحونة على المستويين السياسي والدبلوماسي، استمر الصراع القضائي بملف ‏انفجار المرفأ. وشهد قصر العدل يوم امس سوابق وصفتها مصادر قضائية لـ”الديار”بـ”الخطيرة” ولعل ‏ابرزها اقتحام مجموعة من النسوة قصر العدل ودخول عدد كبير منهن، رغم الإجراءات الأمنية ‏واللوجستية مكتب رئيس الغرفة 15 في محكمة الاستئناف المدنية القاضي حبيب مزهر حيث تواجهن معه ‏كلاميا قبل قيامهنّ بختم مكتبه بالشمع الاحمر وتعليق منشورات كتب عليها “باي باي حبيب مزهر”وone ‎way” ticket‏”و”أد ما تهربوا المشانق رح تتعلق”، وذلك احتجاجا على ما قلن انها “ممارساته في ما ‏يتعلق بقضية انفجار مرفأ بيروت” واعتراضاً على ما أسموه “جريمة نفذها القاضي في حق شهداء المرفأ ‏والعدالة”، بعد إصداره قرارا بضم طلب رد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار مع ملف القاضي ‏نسيب إيليا. واعتبرن أن “هذا القرار تعسفيّ ومشبوه وفيه تخطّ لصلاحياته وارتكاب جريمة تزوير معنوي ‏ومحاولة كشف تحقيقات سرية”.‏

واعتبرت مصادر مطلعة على جو حزب الله ان “ما حصل غير مسبوق لجهة التعرض لقاض داخل قصر ‏العدل”، وقالت لـ”الديار”:”هم يعتبرون القاضي والقضاء من المقدسات حين يتعلق الامر بالبيطار، اما ‏عندما يتعلق الامر بقاض آخر تسقط مقدساتهم ومبادئهم! هزلت”.‏

وكان القاضي البيطار حضر إلى العدلية امس بهدف عقد جلسة الاستماع إلى الوزير السابق النائب غازي ‏زعيتر لكن مطالعة الدفوع الشكلية التي تقدم بها الاخير لم تكن قد وصلته بعد من النيابة العامة التمييزية. ‏

كذلك افيد عن سجال حاد بين قضاة محكمة الاستئناف في مكتب القاضي حبيب مزهر بعد رفضه تبلغه ‏اجراءات طلب رده عن النظر بملف تفجير المرفأ، قبل ان يعود ويتراجع عن موقفه ويتبلغ دعوى رده. ‏

وبالتوازي، رد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان امس طلب تنفيذ مذكرة توقيف ‏المدعى عليه علي حسن خليل وبرّر رده للنائب العام التمييزي عماد قبلان بأن ما يطلب منه مخالف للمادة ‏‏40 من الدستور ولا يمكنه توقيف المدعى عليه.‏

الامارات تفتح زمن العودة الى سوريا! ‏

اقليميا، وفي تطور كبير يمهد لعودة تدريجية للعرب الى سوريا بعد قطيعة استمرت 10 سنوات، استقبل ‏الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ ‏عبد الله بن زايد آل نهيان يُرافقه خليفة شاهين وزير دولة في الخارجية الإماراتية، وعلي محمد حماد ‏الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير. ‏

وعلقت مصادر دبلوماسية على الحدث من باب التمايز السعودي الاماراتي في مقاربة العلاقة بكل من ‏لبنان وسوريا، فاعتبرت انه في حين تضغط السعودية على حزب الله وايران في لبنان عبر سحب السفراء ‏ووقف الصادرات اللبنانية ودفع دول مجلس التعاون الخليجي الى اللحاق باجراءاتها تجاه لبنان، قامت ‏دولة الامارات العربية المتحدة عبر وزير خارجيتها بخطوة كبيرة وهي الأولى من نوعها لمسؤول عربي ‏كبير وهي زيارة عبدالله بن زايد لدمشق ولقائه الرئيس الأسد حليف ايران وحزب الله مع كل ما يحمل هذا ‏اللقاء من معاني ودلالات لتثبت ما يتم تداوله عن تمايز في الموقفين السعودي والاماراتي تجاه ملفات ‏المنطقة.‏

هذا وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” انه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين ‏الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود ‏لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات ‏الاستثمارية في هذه القطاعات.‏

ولفتت الرئاسة السورية الى ان الأسد اكد على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سوريا والإمارات ‏العربية المتحدة منذ أيام الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونوَّه بالمواقف الموضوعية والصائبة ‏التي تتخذها الإمارات، مشدداً على أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري. ‏

من جانبه شدّد الشيخ عبد الله على دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، معتبراً أنّ ما حصل في ‏سوريا أثَّر على كل الدول العربية، معرباً عن ثقته أنّ سورية وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرةٌ ‏على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب، مشيراً إلى أن الإمارات مستعدةٌ دائماً لمساندة الشعب ‏السوري. ‏

‏ وتناول النقاش أيضاً الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور ‏والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، من أجل تحقيق تطلعات شعوبها ‏وبإرادتهم بعيداً عن أيّ تدخلاتٍ خارجية. ‏

Leave A Reply