الخميس, أكتوبر 31

مقترحات للمّ الشمل الحكومي.. وترقّـب ‏الحراك التركي – القطري

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : على وقع حرائق اجتاحت أحراج لبنان من الجنوب الى الشمال مروراً ‏بالجبل خلال عطلة نهاية الاسبوع، ولا تزال مستمرة، تكاد كل الآمال ‏المعلّقة على الحكومة تتبخّر، من فرملة الانهيار المالي وضبط سعر ‏الدولار الذي عاود تحليقه، إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ‏التي تقود إلى نتائج عملية وتعيد وضع لبنان على طريق الإنقاذ، وما ‏بينهما الاستقرار السياسي الذي يفسح في المجال أمام المعالجات ‏الاقتصادية ويقود إلى الانتخابات النيابية وإعادة إنتاج السلطة، ‏وبالتالي كل ذلك يتبخّر مبدئياً او انّ إنجازه سيتمّ بصعوبة، كالانتخابات ‏النيابية التي دخلت في دهاليز الطعون والمراجعات، على وقع شلل ‏حكومي وتسخين سياسي وانهيار مالي متواصل.‏

ويذكِّر الوضع الحالي بمرحلة الفراغ الحكومي مع رئيس مكلّف يعجز ‏عن التأليف، وسط اشتباك سياسي وانهيار مالي، والفارق الوحيد يكمن ‏في وجود حكومة شكلاً ولكن بصفة تصريف أعمال مضموناً، فلا تلتئم ‏على الرغم من الكلام عن تجاوز العٍقد التي أدّت إلى تعليق جلساتها، ‏والمتصلة بالربط بين انعقادها، وبين تنحية المحقق العدلي في ‏انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وأضيف إلى هذه الأزمة، ‏أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي لم يتجاوب مع الدعوات ‏لاستقالته لتكون مدخلاً لحلّ الأزمة مع السعودية ودول الخليج، وذلك ‏على وقع انقسام حكومي بين مؤيّد للاستقالة ورافض لها.‏

‏ ‏

ولا يبدو انّ الاتصالات قد نجحت في معالجة أزمة البيطار ولا أزمة ‏قرداحي، خصوصاً انّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ‏قد أكّد في إطلالته الأخيرة تمسّكه بوزير الإعلام، ولا يستطيع رئيس ‏الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان تمنّى على قرداحي الاستقالة ان ‏يجمع حكومته في حضوره، ما يعني انّ الشلل سيِّد الموقف حتى ‏إشعار آخر.‏

‏ ‏

ولم يكن أحد يتوقع ان تدخل الحكومة الوليدة في شيخوخة مبكرة ‏على وقع فراغ وانهيار وانقسام وعزلة، كما انّ هذا الوضع قد يدفع ‏الدول الخليجية إلى اتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية، طالما انّ ‏لبنان لم يتبنَ استقالة قرداحي كخطوة حسن نية تجمِّد الخطوات ‏التصعيدية وتعيد الوضع إلى ما قبل اندلاع هذه الأزمة، وبالتالي ‏الوضع مفتوح على التصعيد مع الخارج والتصعيد في الداخل.‏

‏ ‏

ومع معاودة الدولار تحليقه والارتفاع الجنوني في اسعار المحروقات ‏والسلع، عادت المخاوف من انهيار الوضع الاجتماعي، الذي يصعب ‏الرهان على تماسكه في ظلّ الوضع المالي الكارثي، خصوصاً انّ ‏المآسي الاجتماعية تتفاقم من دون أن يكون هناك من أفق سياسي ‏وحكومي، في اعتبار انّ الشلل من دون سقف، وما بين التصعيد ‏السياسي والشلل الحكومي والانهيار المالي والغضب الشعبي، تزداد ‏الضغوط على المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية.‏

‏ ‏

ولا يبدو انّ كل المبادرات التي يتمّ العمل عليها قد فعلت فعلها، فيما ‏يقف الخارج متفرجاً على أزمة مفتوحة على الأسوأ، فلا الرياض ‏والعواصم الخليجية في وارد التراجع عن قرارها، بعدما تحمّلت من ‏لبنان ما لا قدرة لدولة تحمّله من إساءات، ولا “حزب الله” في وارد ‏القبول باستقالة قرداحي وفقاً لمواقفه المعلنة، ما يعني انّ الحكومة ‏دخلت في تصريف مبكر للأعمال حتى لو لم تستقل رسمياً، وبالتالي ‏في هذا الوضع لا يمكن توقّع سوى الأسوأ: الخارج منكفئ في ظل ‏معرفته انّ وساطاته ستصطدم بالحائط المسدود، لا مبادرات داخلية، ‏الشلل الحكومي على حاله، الانهيار المالي يتواصل، ولا حلول لأزمتي ‏البيطار وقرداحي، والتصعيد سيّد الموقف، والناس متروكة لقدرها..‏

‏ ‏

لمّ الشمل الحكومي

‏ ‏

الى ذلك، تتواصل المساعي لإعادة لمّ شمل الحكومة المعطلة، فيما ‏أكّدت مصادر مواكبة لهذه المساعي لـ”الجمهورية”، انّ هناك ‏أقتراحات قيد البحث بين المعنيين للتوافق على مخرج يسمح بمعاودة ‏اجتماعات مجلس الوزراء على قاعدة تدوير الزوايا في قضيتي المحقق ‏العدلي القاضي طارق البيطار ووزير الإعلام جورج قرداحي. واشارت ‏المصادر إلى أنّ من المتوقع ان تظهر نتائج محاولة ترميم مجلس ‏الوزراء خلال الايام القليلة المقبلة.‏

‏ ‏

التركي والقطري

‏ ‏

في غضون ذلك، دعت اوساط سياسية مطلعة عبر “الجمهورية”، الى ‏ترقّب زيارتي وزيري الخارجية التركي والقطري الى بيروت مطلع ‏الاسبوع، لافتة إلى أنهّما قد تحملان مؤشراً إلى ما ستفرزه المرحلة ‏المقبلة، ومرجحة ان يكون هناك ربط بين التحرك القطري والتركي، في ‏ظل التحالف بين الدوحة وانقرة.‏

‏ ‏

واعتبرت الاوساط انّه لا يمكن فصل مهمة الوزير القطري في بيروت ‏عن لقائه مع وزير الخارجية الأميركي في واشنطن انتوني بلينكن، وما ‏أدلى به من مواقف تعكس دعم الإدارة الأميركية للرئيس نجيب ‏ميقاتي وحكومته.‏

‏ ‏

وتوقعت الاوساط المطلعة ان تكون زيارة المسؤول القطري منسقة ‏مع الأميركيين، خصوصاً انّه يأتي الى بيروت مباشرة من واشنطن.‏

‏ ‏

اوغلو في بيروت اليوم

‏ ‏

ويُنتظر ان يصل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو مساء ‏اليوم الى بيروت في زيارة رسمية قادماً من طهران التي أمضى فيها ‏ساعات عدة لم تكن مقرّرة قبل تحديد موعد زيارته للبنان.‏

‏ ‏

وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ لقاءات اوغلو ‏في طهران ستشمل نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان ومسؤولين ‏آخرين في مؤسسات أمنية وديبلوماسية، وستتناول التطورات الاخيرة ‏في لبنان وسوريا والمصالح المشتركة بين البلدين، في ظل تعدّد ‏الملفات المطروحة بين الجانبين والتي تتصدّر اولوياتهما، ومن بينها ‏الوضع في سوريا خصوصاً ومشكلة الهجرة غير الشرعية للمواطنين ‏الافغان العابرين عبر الاراضي الايرانية.‏

‏ ‏

ومن المقرّر أن يبدأ اوغلو محادثاته غداً بلقاء مبكر مع رئيس ‏الجمهورية ميشال عون ثم يلتقي تباعاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ‏ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.‏

‏ ‏

وفد أميركي

‏ ‏

وفي إطار الاهتمام الاميركي بالوضع المتدهور في لبنان، يصل الى ‏بيروت هذا الاسبوع وفد من الكونغرس الاميركي يضمّ عدداً من ‏النواب من اصل لبناني، في زيارة استطلاعية لاستقصاء المعلومات ‏حول ما يجري في لبنان وانعكاسات ما يجري في المنطقة عليه.‏

‏ ‏

وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الوفد شُكِّل عقب لقاءات ‏عُقدت في واشنطن مع وفود حزبية ومسؤولين لبنانيين في الأيام ‏القليلة الماضية، وتلبية لدعوات أُطلقت للوقوف على آخر التطورات ‏التي تستدعي دعماً اميركياً مباشراً لإنقاذ اللبنانيين الغارقين في ‏الأزمات الخانقة وخصوصاً الاقتصادية والنقدية والتهديدات الامنية ‏الناجمة عن انتشار السلاح غير الشرعي في لبنان. وهي قضايا لم يعد ‏لها اي حل عبر المؤسسات اللبنانية في ظل العجز الرسمي عن ادارة ‏شؤون البلاد وتزايد المخاوف من وجود من يريد تعطيل المؤسسات ‏الدستورية والادارية الرسمية والمخاطر التي تهدّد اللبنانيين في ‏حياتهم اليومية.‏

‏ ‏

الفيصل وخوجة

‏ ‏

وعلى جبهة الأزمة الديبلوماسية مع السعودية وبعض دول الخليج لم ‏يُسجّل امس اي تطور يشير الى توافر حل قريب لها، فيما بدأ بعض ‏الاوساط يتوقع ان تطول هذه الأزمة الى مرحلة ما بعد الانتخابات ‏النيابية في حال لم يتمّ تأجيلها، أو إذا لم يحصل أي تطور في هذه ‏العجالة يدفع الجانب الخليجي الى تغيير موقفه.‏

‏ ‏

وفي هذا المجال، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ‏آل سعود في تصريح له امس الطبقة السياسية في لبنان إلى إنهاء ‏‏”هيمنة” حزب الله، مؤكّداً أنّ الرياض لا تنوي التعامل مع الحكومة ‏اللبنانية في الوقت الحاضر.‏

‏ ‏

وقال بن فرحان: “اننا لا نرى أي فائدة من التواصل مع الحكومة ‏اللبنانية في هذه المرحلة الزمنية”. وأضاف: “نعتقد أنّ الطبقة ‏السياسية في حاجة للنهوض واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير لبنان من ‏هيمنة حزب الله وبالتبعية إيران من خلاله”.‏

‏ ‏

من جهته، اعتبر رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي ‏الفيصل، أنّ “ما يحدث في لبنان أمر مؤسف، والذي يدفع الثمن هو ‏الشعب اللبناني، وكذلك أيضا الشيعة، فليس كل الشيعة هناك راغبين ‏بسيطرة حزب الله”، لافتاً الى انّه “لو كانت لديّ وصفة استطيع ‏وصفها ما تأخّرت عن تقديمها، لكن الأمر راجع للشعب اللبناني نفسه”. ‏واستشهد الفيصل بالانتفاضة اللبنانية قبل جائحة كورونا، معتبراً انّ ‏‏”الهبّة التي قامت في لبنان قبل كورونا، ضد الأوضاع وضد حزب الله ‏كانت دليلاً الى أنّ الشعب اللبناني كافة يرفض تلك الأوضاع”.‏

‏ ‏

والى ذلك، كشفَ السفير السعودي الأسبق في لبنان الدكتور عبد ‏العزيز خوجة أنّه “تعرّض لـ3 محاولات اغتيال في لبنان أثناء عمله ‏هناك”، موضحاً أنّه “لا يستطيع اتهام أي جهة مُحدّدة بهذه ‏العمليات”.‏

‏ ‏

واشار في حديثٍ بتثه قناة “العربية” السعودية، إلى أنه “لم يتصور ‏يوماً أن تُقطع العلاقات بين المملكة ولبنان، فالمملكة قدّمت ‏المساعدة للبنان كدولة عربية شقيقة”، معتبراً أنّ اللبنانيين “طفح ‏بهم الكيل من سيطرة حزب الله على لبنان”. وكشف خوجة انّ قيمة ‏المساعدات التي قدّمتها المملكة للبنان منذ العام 1990 بلغت أكثر ‏من 72 مليار دولار.‏

‏ ‏

مواقف

‏ ‏

في جديد المواقف امس، اتهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس ‏الراعي في قداس لمناسبة “يوم الفقير العالمي” المسؤولين ‏السياسيين والمتعاطين العمل السياسي، بأنّهم “يتلكؤون عن معالجة ‏الأزمة الحادة الناشبة مع دول الخليج. إنّ استنزاف الوقت يُدخلنا في ‏أزمة استنزاف اقتصادية ومعيشية تصعب الحل، ما يضرّ بمصالح ‏مئات ألوف اللبنانيين ومصالح التجار والصناعيين والمزارعين ‏وقطاعات لبنانية أخرى”. وشّدد على أنّ “حلّ هذه الأزمة بشجاعة ‏وطنية، لا يمسّ كرامة لبنان، بل إن تعريض اللبنانيين للطرد والبطالة ‏والفقر والعوز والعزلة العربية هو ما يمسّ بالكرامة والسيادة ‏والعنفوان (…) الكرامة ليست مرتبطة بالعناد إنما بالحكمة، وبطيب ‏العلاقات مع كل الدول وبخاصة مع دول الخليج الشقيقة، ذلك أنّ ‏دورها تجاه لبنان كان إيجابيا وموحّدا وسلميا، لا سلبيا وتقسيميا ‏وعسكريا”. وأضاف: “لا يحق لأي طرف أن يفرض إرادته على سائر ‏اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم، ويعطّل عمل الحكومة، ‏ويشل دور القضاء، ويخلق أجواء تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني”.‏

‏ ‏

وإذ سأل الراعي: “أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات ‏والمفاوضات الدولية في هذه الظروف؟”، قال: “كل ما يجري اليوم ‏يتعارض تماما مع النظام اللبناني بوجهه الدستوري والميثاقي ‏والديموقراطي. إن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني تريد الخروج ‏من أجواء الحرب والفتنة والنزاع، والدخول في عالم السلام الشامل ‏والدائم والتلاقي الحضاري. ما لنا بحروب المنطقة وبمحاورها؟ ما لنا ‏بصراعاتها وبلعبة أنظمتها؟ ما شأننا لنقرر مصير الشعوب الأخرى فيما ‏نحن عاجزون عن تقرير مصيرنا، بل عن اتخاذ قرار إداري؟”. ورأى انّه ‏‏”إذا كان البعض يعتبر الحياد حلا صعبا، فإنا نرى فيه الحل الوحيد ‏لإنقاذ لبنان. لقد بات متعذراً إنقاذ الشراكة الوطنية من دون الحياد. ‏وكلما تأخّرنا في اعتماد هذا النظام كلما تضرّرت هذه الشراكة ودخل ‏لبنان في متاهات دستورية لا يستطيع أي طرف أن يحدّد مداها”.‏

‏ ‏

‏”حزب الله”‏

‏ ‏

وفي موقف لافت قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” ‏الشيخ علي دعموش، خلال احتفال في بلدة عيتيت الجنوبية “اننا “لا ‏نرغب ولا نريد الدخول في نزاع لا مع السعودي ولا مع الدول ‏الخليجية، وحريصون على ان تبقى علاقات لبنان بأشقائه العرب ‏مستقرة ومتينة، لكن ليس على حساب سيادتنا وكرامتنا”. وقال: “في ‏الأمس إتهم نواب أميركيون السعودية بذبح اليمنيين، وقالوا انّ ‏حصارها المدمّر يجب أن ينتهي فورا، فهل تجرؤ السعودية على سحب ‏سفيرها من واشنطن، وطرد سفير أميركا من الرياض والمطالبة ‏باستقالة هؤلاء النواب من الكونغرس لانّهم صرّحوا بذلك؟ بالتأكيد لا ‏تجرؤ على ذلك، ولكنها تفعل ذلك مع لبنان وتصعّد وتفتعل أزمة بوجه ‏لبنان وتشن حربا عبثية على اللبنانيين، ويشاركها في حفل التصعيد ‏بعض اللبنانيين المتسكعين على أبواب المملكة والسفارات ممن ‏اعتادوا على الارتزاق من بعض الدول والجهات الخارجية”. ورأى أنّ ‏‏”الهدف الاساسي من التصعيد السعودي تطويق المقاومة وحزب الله ‏وتغيير المعادلة السياسية الداخلية والتأسيس لواقع سياسي جديد ‏يؤدي إلى إضعاف المقاومة وإدخال لبنان في دائرة الانصياع الكامل ‏للإرادة السعودية”. مشدّدا على أنّ “الحرب ضد المقاومة في لبنان ‏فاشلة وخاسرة، وننصح الذين يحملون هدف إضعاف المقاومة أن ‏ييأسوا”.‏

‏ ‏

وبدوره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال في بيان أمس: ‏‏”يبقى الخليج شريك تاريخ وحاضر ومستقبل، ويجب حل المشكلة بما ‏يحفظ الخليج للبنان ولبنان للخليج دون مهزوم ومنتصر”. وقال: “أشدّ ‏مراتب الخيانة خيانة الناس بلقمة عيشها، وأشدّ أنواع الإستبداد ‏استبداد قاض بملف يكاد يفجر البلد، وأسوأ أنواع الضياع ضياع سلطة ‏بين زواريب الأمم”.‏

‏ ‏

عوده

‏ ‏

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس ‏عوده، خلال قداس في كاتدرائية مار نيقولاوس في الأشرفية ان “بلدنا ‏مجرح وواقع بين اللصوص، لكن المؤتمنين عليه لا يريدون إنقاذه، ولا ‏يدعون أحدا ينقذه، لا من الداخل ولا من الخارج”. واضاف: “الشعب ‏مجرّح نفسا وجسدا، لم يعد يقوى على المواجهة، أثخنوه جراحا كي لا ‏يعلي الصوت في ما بعد، لكن هذا الصوت يجب أن يعود ليدوي في ‏يوم الإستحقاق الديموقراطي المقبل، وإلا فإن المجرّح سيتحول إلى ‏ميت ولن يقيمه أحد، لأنه يكون قد أمات نفسه بنفسه، بحريته ‏وإرادته”. ورأى أنّ “على اللبنانيين أن لا يفوتوا الفرصة الذهبية الآتية: ‏الانتخابات النيابية التي، إن أحسنوا استغلالها واختاروا من يمثلهم حقاً ‏وبأفضل الطرق، يضعون أنفسهم على السكة الصحيحة التي ستوصل ‏البلاد إلى الخلاص. دم جديد في المجلس النيابي ضروري لتغيير ‏الحياة السياسية وتطوير الرؤية ووضع أسس جديدة لدولة عصرية ‏حضارية متطورة”.‏

‏ ‏

مسلسل الحرائق

‏ ‏

وفي هذه الاجواء تصدّرت الحرائق الاهتمامات الداخلية لما خلّفته من ‏اضرار على ثروة لبنان الحرجية. وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، ‏ان رئيس الجمهورية تتبع مسلسل هذه الحرائق المتنقلة وبقي على ‏تواصل مع رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والبيئة، مطلعاً على ‏الجهود المبذولة لإخماد الحرائق مقدّراً الجهود التي حالت دون المسّ ‏بالممتلكات الخاصة والمنازل في المناطق التي حاصرتها النيران. ‏وشدّد عون في اتصالاته على اهمية التثبت من الروايات التي تحدثت ‏عن حرائق مفتعلة استناداً الى روايات مدير العام للدفاع المدني ‏العميد ريمون خطار وشهادات مواطنين مخاتير ورؤساء بلديات في ‏مناطق الجنوب وبيت مري ومناطق مختلفة.‏

‏ ‏

وكانت الحرائق تمدّدت على مدى يومين متنقّلة بين الجنوب وجبل ‏لبنان والبقاع والشمال ملتهمة مساحات شاسعة من ثروة لبنان ‏الحرجية ومساحاته الخضراء. وقد تجدّد الحريق مساء في بعض احراج ‏‏”المونتيفردي” بسبب سرعة الرياح.‏

‏ ‏

وكان قد أعلن عصراً إطفاء غالبية الحرائق في منطقة دير القلعة فيما ‏توقفت مروحيات الجيش اللبناني عن التحليق في محيط الدير بسبب ‏انعدام الرؤية ليلاً. فيما تابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام ‏مولوي، عمليات إخماد الحرائق، وطلب من محافظ جبل لبنان القاضي ‏محمد مكاوي وقائمقام المتن مارلين حداد وضع إمكانياتهما بتصرف ‏عناصر الإطفاء. وأعطى تعليماته الى فوج إطفاء بيروت للتحرك ‏ومؤازرة الدفاع المدني في عمليات الإطفاء لمحاصرة النيران والحؤول ‏دون تمدّدها.‏

‏ ‏

في صور

‏ ‏

وفي صور، تمكنت فرق الاطفاء في الدفاع المدني و”جمعية كشافة ‏الرسالة” في حركة “أمل”، من السيطرة على الحريق الذي اندلع ‏صباحاً في خراج بلدتي قانا والرمادية، حيث أتت النيران على مساحات ‏واسعة من اشجار الزيتون والعشب اليابس. كذلك، تمكّنت فرق ‏الإطفاء في مركز الدوير من إخماد حريق اندلع بين بلدتي كوثرية الرز ‏وأنصار، وآخر بين بلدتي صير الغربية وكفرصير،فيما أفيد عن تجدّد ‏الحريق في وادٍ ما بين الزرارية والخرايب وكوثرية الرز في منطقة ‏الزهراني.‏

‏ ‏

أمّا شمالا، فاندلعت في عكار سلسلة حرائق في خراج عدد من البلدات ‏ومنها فنيدق ومنجز والبيرة والشيخ محمد. وأخمد عناصر الدفاع المدني، ‏بالتعاون مع الأهالي، حريقاً قرب مدرسة بقرصونا الرسمية في ‏الضنية، قبل اتساعه وتمدده في اتجاه المناطق السكنية. واندلع ‏حريق في بلدة آسيا البترونية اخمدته فرق الدفاع المدني.‏

‏ ‏

أمّا في البقاع، فامتدت الحرائق نحو البقاع الغربي، حيث اشتعلت ‏الاحراج في خراج بلدة عيتنيت الواقعة قرب بحيرة القرعون وفي خراج ‏بلدة المزرعة. كذلك اندلع حريق كبير بين باب مارع وعيتنيت، في ‏أشجار معمّرة، وامتد سريعا إلى القرى المجاورة.‏

‏ ‏

برّي

‏ ‏

وتعليقاً على الحرائق، ولاسيما منها تلك التي أتت على مساحات ‏شاسعة من المناطق الحرجية في قرى قضاء صور وعلى ضفتي نهر ‏الليطاني، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “قبل اسابيع في أكروم ‏وجرود عكار، وقبلها في الجبل وجرود الهرمل والشوف، واليوم يحط ‏مسلسل الحرائق في أحراج الجنوب، وهي في زمانها وجغرافيتها ‏وتوقيتها تطرح جملة من التساؤلات، نضع الإجابة عنها برسم الأجهزة ‏الامنية والقضائية المختصة، التي يجب أن تسارع الى إجراء تحقيقاتها ‏وتحديد المسؤوليات والأسباب التي أدّت الى حصول هذه الكارثة، اذا ‏لم نقل هذه الجريمة، التي طاولت ليس البيئة فحسب، إنما أيضاً ‏الانسان في هذه المنطقة في تراثه وثقافته وذاكرته مع المقاومة ‏وشهدائها الذين لهم مع كل شجرة قصة مجد وبطولة”. وأضاف: “في ‏الوقت الذي تكاد ألسنة النيران تلتهم آخر ما تبقّى من مساحات خضراء ‏في لبنان، من خلال حرائق عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، ألم ‏يحن الوقت للاقتناع أنّ تحصين الوطن وحفظ ما تبقّى من ماء الوجه ‏الوطني وطبعاً ما تبقّى من ثروة حرجية، يكون بالإقرار بتعيين مأموري ‏أحراج خارج القيد الطائفي؟ إنّ أخطر الحرائق التي لا يمكن إخمادها ‏هي الحرائق المذهبية والطائفية المندلعة في النفوس”.‏

‏ ‏

كورونا

‏ ‏

صحياً أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول ‏مستجدات فيروس كورونا تسجيل 947 إصابة جديدة (947 محلية و0 ‏وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ شباط 2020 الى 652735 ‏اصابة. كذلك سجل التقرير 5 حالات وفاة جديدة، ليرتفع العدد ‏الإجمالي للوفيات الى 8582 حالة.‏

Leave A Reply