في ظل الأجواء القاتمة التي تحيط بنا، تأتي أخبار شبابنا التي تنقل إبداعاتهم لتعيد إلينا الأمل بالحياة وبغد أفضل. ومن هذه الأخبار #فوز المهندسة اللبنانية أسماء سرحان في ملتقى التحدي وال#ابتكار في قطر بالمرتبة الثانية من أصل 100 مشترك من 38 دولة عن مشروعها “سلامتي”.
أهمية هذا الخبر ليس لأنها فازت فحسب، إنما بشكل أساسي لأن الجهاز الطبي الذي يسهل إيصال المؤشرات الحيوية لدى المريض إلى الطبيب عبر تطبيق من خلال التواصل المباشر بينهما، كفيل بتسهيل حياة الأطباء والمرضى على حد سواء، في مختلف الأوقات وبشكل خاص في ظل
انتشار الوباء حيث يمكن أن يكون التواصل المباشر أكثر صعوبة أحياناً.
فوز متكرر ودعم غائب
ليست هذه المرة الأولى التي تفوز فيها أسماء عن مشروعها هذا وغيره من المشاريع. فقد سبق للمهندسة في الطب الإحيائي أن فازت في مرات متكررة في مباريات عدة شاركت فيها خارج لبنان، بغياب الدعم المادي على المستوى الوطني لمشروعها الذي عملت على تطويره تدريجاً من خلال مشاركاتها هذه في السنوات الأخيرة.
كانت أسماء قد بدأت العمل على مشاريع خارج إطار الجامعة، ثم في الجامعة حيث تخرجت وتتابع حالياً الدراسات العليا. أما مشروع “سلامتي” فقد حاز محلياً على جائزة حسن كامل الصبّاح في لبنان في عام 2018، ثم شاركت بعدها في مباريات عدة في الكويت حيث فازت بالميدالية الفضية في عام 2019 ضمن الـ11th invention fair in the middle east وبالميدالية الذهبية من الـassociation of inventors في البرتغال في العام نفسه، إضافة إلى جوائز عدة في لبنان وقطر وجنيف في الأعوام الثلاثة الماضية .
“على أثر كل مباراة شاركت فيها كنت أحرص على تطوير الجهاز بشكل أو بآخر تدريجاً، ولو ببطء حتى حزت على براءة اختراع في عام 2019 وحمل الجهاز عندها اسم “سلامتي””.
ما الهدف من الجهاز؟
الجهاز الذي ابتكرته أسماء هو عبارة عن جهاز طبي ذكي يأخذ الإشعارات الحيوية للمريض الذي يوضع له على مستوى تخطيط القلب ECG ومستوى الأوكسيجين في الدم وحرارة الجسم ونبض القلب، فترسل هذه الإشارات إلى تطبيق خاص بما يسمح بالتواصل المباشر بين الطبيب والمريض ما يسمح بمراقبة الحالة وتتبعها في الآن نفسه دون تأخير من خلال Patch توضع على صدر المريض الذي يحتاج إلى مراقبة هذه المؤشرات، إما طوال الوقت أو في أوقات معينة.
يساعد هذ الجهاز المريض الذي يعتبر عرضة للخطر أو ذاك الذي تظهر أعراض معينة لديه ترتبط بالضغط أو القلب أو السرطان. مع الإشارة إلى أن ابتكار هذا الجهاز يشكل سابقة، فهو يختلف عن الجهاز التقليدي الذي يمكن أن يضعه الطبيب للمريض لمراقبة الضغط لديه أو القلب، لجهة انه يسمح بالمراقبة الآنية.
وكما توضح اسماء أنه تم العمل على الجهاز بشكل يكون فيه بأقل كلفة ممكنة، فلا يتخطى ثمنه الـ 100 أو 120 دولاراً اميركياً عندما يصبح متوافراً في الأسواق. كما أن وزنه خفيف وهو عملي ولا يتطلب خبرة من المريض لاستخدامه كونه سهل الاستعمال.
“عندما فكرت بابتكار هذا الجهاز كان ذلك انطلاقاً من تجربة شخصية عشتها في العائلة، إنما سرعان ما تبينت الحاجة إليه خصوصاً مع انتشار الوباء حيث زادت صعوبة التواصل المباشر بين الأطباء والمرضى.
لا تنكر أسماء أنه مع اتخاذها قرار خوض هذا المجال واختيار هذا التخصص لم تحظَ بالتشجيع لاعتبار أنه من المجالات التي تبدو حكراً على الرجل في مجتمعاتنا. لكن مع إصرارها على السعي وراء أحلامها وشغفها استطاعت أن تثبت براعة وتميزاً فيه، ولو بغياب الدعم والتشجيع، إلى أن استطاعت الفوز في كل هذه المباريات وإثبات تفوقها والإبداع في كل مكان وجدت فيه.
النهار