الجنوب محمد درويش..
وفاء للقضية الفلسطينية العادلة ودعمًا ومساندة لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني الغاصب، وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لبت جماهير شعبنا الفلسطيني في تجمعات الساحل دعوة المكتب الإداري لعمال فلسطين في منطقة الزهراني للمشاركة في الوقفة التضامنية مع أسرانا البواسل ولمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اليوم الجمعة ٢٦-١١-٢٠٢١ في تجمع كفربدا، بحضور مسؤول إعلام حركة “فتح” الحاج محمد بقاعي ممثلاً للقائد العسكري والتنظيمي لحركة “فتح” في منطقة صور، وأمين سر شعبة الساحل عمر العلي، وأعضاء قيادة الشعبة، ومسؤولة دائرة المرأة العاملة في اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان زهرة محمد، ومسؤول عضو قيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان أبو رامي غازي، ومسؤول الجبهة الشعبية في الساحل حسن المحمود، وعدد من الإخوة والرفاق، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، وممثلي الاتحادات والنقابات واللجان الشعبية، وحشد غفير من أبناء شعبنا الأوفياء لمسيرة الشهداء ولعذابات الأسرى والمعتقلين والجرحى البواسل.
لبى أبناء شعبنا الفلسطيني في التجمعات الفلسطينية في الساحل للتعبير عن حق أبناء شعبنا الفلسطيني بأن ينعم بوطن مستقل وعاصمته القدس الشريف تطبيقًا للقرارات الدولية الخاصة بفلسطين وخاصة القرارت ١٩٤ و١٨١ و٢٤٢و٣٢٣٦، بدأت الوقفة التضامنية بكلمة لعريف الوقفة محمد شهاب الذي قال: “نلتقي اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وذكرى إعلان استقلال فلسطين ودعمًا لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، لنشد على أياديهم ونقول لهم إن شعبكم في لبنان يقف إلى جانبكم من أجل نيل حريتكم وحرية فلسطين وشعبها”.
وتابع: “نلتقي اليوم لنؤكد أننا طال الزمن أم قصر سوف يحقق شعبنا الفلسطيني وقواه الثورية حلم استقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم.”
ومن ثم ألقى نائب أمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين فرع لبنان، أمين سر المكتب الإداري لمنطقة الزهراني غسان بقاعي كلمة جاء فيها: “الاخ محمد بقاعي، ممثل أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والقائد العسكري والتنظيمي لحركة “فتح” في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، الإخوة أمينُ سرِ وأعضاء حركة “فتح” في شعبة الساحل، الإخوة في الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، الإخوة الإعلاميين الحاضرين دائماً والمواكبين لكل الأعمال الوطنية، الحضورُ الكريمُ كلٌ باسمِه وصفتِه وما يمثلُ مع حفظِ الألقاب والمقاماتِ، أهلاً وسهلاً بكم يا من لبَيتُمَ نداءَ الواجبِ والوطنِ فمثلَتْم صورةَ الوفاءِ لمسيرةِ النضالِ والشهداءِ، نلتقي اليومُ ها هنا في تجمع كفربدا أحد تجمعات الساحل والذي مثلَ على مدارِ عقودٍ من الزمنِ إرثاً ثورياً نضالياً تناقلَتْه الأجيالَ لتثبتَ للعالمِ أجمعِ أن الكبارَ قد يرحلون جسداً عنا لكن وصاياهم انغرسَتْ فينا أبدًا”.
وتابع: “فلسطين ليست كلمةٌ ولا شعارٌ، فلسطين هدفٌ لكل الأحرار، قد تطولُ الأيامُ لكن الانتصارَ آتٍ بإذنِ الله آت، طالما هناك شرفاء أمثالكم تجذرَتْ القضيةُ في شرايينِهم وتملكَتْ من نبضاتِ قلوبِهم”.
الحضورُ الكريمُ نلتقي بمناسبةٍ اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمًا وإسنادًا لأسرانا البواسل للمطالبةِ بكاملِ حقوقِنا التي كفلتَها لنا كافة القوانين الأعراف والمواثيقِ الدوليةِ، إننا في الأيام الأخيرة من شهرِ تشرين الثاني الذي يحملِ الكثيرِ من المناسبات الوطنية الفلسطينية، كيف لا وفيه ذكرى استشهاد القائدِ الرمز ياسر عرفات إيقونة الثورةِ الفلسطينيةِ والذي مثلَ رمزاً لنضالِ الشعب الفلسطيني والأحرار بكوفيتِه التي أصبحت رمزاً لكلِّ الأحرار والشرفاء في العالمِ.
وفي هذا الشهر وعدُ بلفور، واستشهادُ الفتى فارس عودة، واتفاقُ القاهرة، وإعلان وثيقةُ الاستقلالِ الوطني من الجزائر، وإصدار قرارَ ٢٤٢ من الأمم المتحدةِ الذي يطالبُ سلطةَ الاحتلال بالانسحابِ من كاملِ الأراضي التي احتلَتْها عام ١٩٦٧، وصدورُ قرارَ ٣٢٣٦ الذي يعطي الحقُ للشعبِ الفلسطيني بتقريرِ مصيرِه دون أي تدخلٍ خارجيٍ، وحقُه في الاستقلالِ الوطني وحقُ اللاجئين بالعودةِ واعتبارُ “م.ت.ف” ممثل الشرعي والوحيدُ للشعبِ الفلسطيني، وقرار التقسيم ١٨١ في ٢٩ تشرين الثاني ١٩٤٧.
واليومُ العالمي للتضامنِ مع الشعبِ الفلسطيني هي مناسبةٌ تبنَتْها وتُنظِمْها الأممَ المتحدةِ، وتدورُ فعالياتَها في هذه الأيام من كلِ عامٍ في مقرِ الأممِ المتحدةِ في نيويورك، كما في مكاتبِها في جنيف وفيينا وفي مختلفِ البلدانِ من قبل جالياتِنا وأبناء شعبنِا الفلسطيني، بالمشاركةِ مع الدولِ والشعوبِ الصديقةِ بناء لقرارِ الجمعيةِ العامةِ رقم 32/40B في تشرين الثاني 1977، من أجل التأكيد على تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
نعم إنه شهر تشرين الذي تخلَلَتْ أيامَه الكثيرِ الكثيرِ من المناسبات خصوصاً أنه شهرَ امتزجَ بدماءِ الكثيرِ من الشهداءِ ليس بصددِ ذكرِ أسمائهم جميعاً لضيقِ الوقتِ، كيف لا وبالأمس القريبِ ارتقى الأسير سامي العمور بعد ثلاثةِ عشرِ عام من الأسر أثرَ تدهورِ صحتِه نتيجةَ الإهمال الطبي المتعمدِ من سلطةِ الاحتلالِ الصهيوني للأسرى والمعتقلين ليبلغَ عددُ شهداءَ الحركةِ الأسيرة ٢٢٧، نعم إنها فلسطين مهرُها الدماءِ كما في الأمس الطفلِ محمد دعدس، والشابُ صدام عودة والفتى عمر أبو عصب والشهيدُ فادي أبو شيخدم.
إنه تشرين الثاني نضيفُ له يومَ الوفاءِ نعم يومَ الوفاءِ الذي تمثلَ بمشاركتِكم أنتم بهذه الفاعليةُ التي إن نمَتْ إنما تنمُ عن وفائِكم لانتمائِكم لهذه القضيةُ التي مثلَ أسراها البواسلَ أسطورتها، ففي الأمس شاهدْنا أسرانا البواسلَ بمعلقةِ طعامٍ وبتدبيرٍ حكيمٍ وبصبرِ أيوب كيف حفروا نفقَ الحريةِ، ليتنشقوا هواءَ الحريةِ، ليحطموا أسطورة المنظومةِ الأمنيةِ الإسرائيلية، نعم عادوا إلى السجنِ لكن ليسرقوا الأملَ وينثرُوه أمامَ كلَ السجناءِ ويقولوا لكلِ العالمِ أن فجرَ الحريةِ آتٍ آتٍ آتٍ بإذنِ الله، لنرى معركةُ الأمعاءِ الخاويةِ تتجددُ من حينٍ إلى حينٍ وتقطفُ ثمارَها، في الأمس كانت معركةُ الأمعاء الخاويةَ ضدَ السجانِ وانتهاكاتِه لكلِ المواثيقِ والأعراف الدوليةِ فانتصرَ السجينُ على السجانِ، نعم ما زال هناك أسرى يواجهون السجانَ بأمعائِهم وصبرِهم وآلمِهم، آملين أن يحققوا طموحاتَهم بنيلِ الحريةِ وتعريةِ الاحتلالِ من خلالِ دعمِكم ودعمِ كل شرفاءِ العالمِ.
ففي هذه المناسبةُ نعودُ من جديدٍ لنُحَمّلَ المجتمعُ الدولي كافة مسؤولياتَه تجاه ما يجري في فلسطين من انتهاكاتٍ لسلطةِ الاحتلالِ للحجرِ والشجرِ والبشرِ بدعمٍ أمريكي مفرطٍ وبتقاعسٍ دوليٍ وتخاذلٍ عربيٍ إذ نرى الأنظمة العربيةُ كيف تنساقَ في آتون التطبيعِ برعايةِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ إذ ندينُ كافةُ سياسياتَ التطبيعِ وآخرها اتفاقياتَ المغربِ بين سلطةِ الاحتلال والمغربِ، معولينَ على الشعوبِ العربيةِ الأصيلةِ بدعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ من خلالِ رفضِها الانسياقِ والالتزامِ بقراراتِ الأنظمة المشبوهةِ.
كما نطالبُ الدولُ الحرةُ بأن تمارسَ ضغوطاتَها على الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وسلطةِ الاحتلالِ من أجلِ تطبيقِ كافةِ القراراتِ الدوليةِ المتعلقةِ بالقضيةِ الفلسطينيةِ وخصوصاً القرار ١٨١ و١٩٤ و ٢٤٢ و٣٢٣٦.
– إذ نؤكدُ من خلالِكم وقوفَنا الدائمِ والمستمرِ إلى جانبِ قيادَتِنا الحكيمةِ في متابعةِ جميع قضايانا العادلةِ وعلى رأسِهم سيادةِ الرئيسِ محمود عباس الثابتِ على الثوابتِ داعيين الجميعَ للالتفافِ حول قيادَتِنا الحكيمةِ وحولَ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ الممثلَ الشرعي والوحيدَ للشعبِ الفلسطيني.
الحضورُ الكريمُ لقائُنا هذا يمثلُ تجديداً للعهدِ والقسمِ بالسيرِ قدماً على نهجِ الشهداءِ حتى النصرِ والتحريرِ وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ وعاصمَتِها القدس وعودةِ اللاجئين الفلسطينيين وتحريرِ الأسرى والمعتقلين ورفعِ علمَ فلسطين خفاقاً فوق كنائس ومآذن القدس آملين أن نلتقي معًا يومًا على أرضِ الوطن.
المجدُ والخلودُ لشهدائِنا الأبرار، والحريةُ للأسرى والمعتقلين البواسلَ، والشفاءُ العاجلُ لجرحانا. وإننا لعائدون.