قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الإمبراطورة الروسية كاثرين العظمى كانت أول شخص في بلادها يتلقَّى لقاحاً ضد مرض الجدري، ثم كافحت -قبل أكثر من 200 عام- من أجل أن يحذو السكَّان المتردِّدون حذوها.
وفق الصحيفة ذاتها، كان الدليل على هذا الكفاح رسالة مكتوبة مؤرَّخة في 20 أبريل/نيسان 1787، سوف تُباع في مزادٍ الأسبوع المقبل كجزءٍ من كثير من المقتنيات التي من المُتوقَّع أن تجلب ما بين 800 ألف و1.2 مليون جنيه إسترليني (1.6 مليون دولار).
بيع هذه الرسالة سيجري في الوقت الذي يخوض فيه الكرملين معركته الخاصة لإقناع الروس المتشكِّكين بالحصول على لقاح كوفيد-19.
فيما وجَّهَت الإمبراطورة الروسية تعليماتٍ إلى حاكم المنطقة الكونت بيتر روميانتسيف، بأن من أهم مهماته “إدخال التطعيم ضد الجدري، الذي يسبِّب -كما نعلم- ضرراً كبيراً خاصةً بين العوام”، بحسب ما تضمنته في الرسالة.
كما شددت الإمبراطورة على أن “هذا النوع من اللقاح يجب أن يُعمَّم في كل مكان”.
أول اختراع لمرضٍ مُعدٍ
كان اللقاح المضاد للجدري أول ما اختُرِعَ لمرضٍ مُعدٍ عندما ظهر في عام 1796. أما قبل ذلك، فكانت تُستخدَم طريقة التحصين المعروفة باسم “التجدير”.
تمثَّلَت هذه الطريقة في سحب خيوطٍ أو قطعةٍ من القماش المُبلَّل بمحتويات بثور الجدري لشخصٍ مريضٍ، ومن ثم توضَع في شقوقٍ بذراع الشخص السليم. كان ذلك فعَّالاً، ولكنه أدَّى إلى وفاة نحو 2% من المرضى.
في حين دعت كاثرين الطبيب البريطاني توماس ديمسدال إلى سان بطرسبورغ؛ لجعلها أول شخصٍ مُلقَّح في روسيا. واحتُفِظَ بعربةٍ جاهزة لهروب ديمسدال في حالة الانتقام منه حال وفاة الإمبراطورة جرَّاء التلقيح.
حينها عانت الإمبراطورة الروسية من انزعاجٍ خفيف فقط، وأُعلِنَ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1768، احتفالاً وطنياً تكريماً لـ”عمل الإمبراطورة اللامع الذي لا مثيل له”. ونُصِّبَ ديمسدال باروناً ومُنِحَ معاشاً سنوياً قدره 500 جنيه إسترليني.
بطلة التلقيح
على أثر ذلك، تلقَّى العشرات من أعضاء بلاط الإمبراطورة كاثرين العلاج وأصبحت بطلة التلقيح، وأصرَّت لرومانتسيف على أنه -أي التلقيح- “لا يدعو إلى نفقاتٍ ضخمة”.
من جهته، كَتَبَ المؤرِّخ سيرجي سولوفييف: “قرَّرَت الإمبراطورة كاثرين وضع حدٍّ لتردُّد الجمهور الروسي بمثالها الخاص”.
بدورها، أوضحت إيكاترينا ماكدوغال، من دار المزادات، خلال إعلانها عن رسالة الإمبراطورة الروسية: “في ضوء الظروف الراهنة (جائحة كوفيد-19)، يجب أن نفخر بالإمبراطورة”.
يشار إلى أن الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين، لم يعلن عن تلقّيه اللقاح المضادّ لـ”كوفيد-19″ إلا بعد أشهُر من بدء حملة التطعيم، رغم دعوته الروس إلى الإقبال بلا تأخُّر، على اللقاحات المتوصَّل إليها في روسيا.
كان وزير الصحة الروسي، ميخائيل موراشكو، قد أعلن مؤخراً أن أكثر من 62 مليون روسي تلقوا على الأقل جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19.
Follow Us: