سلمت سفيرة فرنسا آن غريو وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض 500 ألف جرعة من لقاح “فايزر” المضاد لفيروس “كوفيد-19” هبة من دولة فرنسا الى لبنان خلال احتفال أقيم في مستشفى “رفيق الحريري الجامعي” ببيروت، بحضور رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح “كورونا” عبد الرحمن البزري، مديرة مستشفى رفيق الحريري الجامعي وحيدة غلاييني ومنظمات تابعة للأمم المتحدة وممثلين عن الأسرة الدولية وشركاء لوزارة الصحة اللبنانية.
وكانت فرنسا قدمت الحقن اللازمة للتطعيم وسلمتها إلى وزارة الصحة خلال تشرين الثاني الماضي.
وتحدثت غريو فقالت: “إن فرنسا، بتقديمها هذه الهبة، تفي بالتزام رئيس الجمهورية الفرنسية دعم شعب لبنان خلال المؤتمر الدولي الثالث، الذي انعقد في 4 آب الماضي، حيث كان أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون دعما فرنسيا بقيمة مئة مليون يورو على امتداد فترة 12 شهرا من أجل دعم شعب لبنان، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية كالتربية والمساعدة الغذائية والصحة”.
وأضافت: “من شأن هذه الهبة من اللقاحات، في ظل هذا الوضع الصحي المقلق، أن تتيح لمجمل سكان لبنان، ومن ضمنهم اللاجئون، الحماية من الفيروس، لا سيما عند مشارف فصل الشتاء”.
وتابعت: “لقد فاق إجمالي المساعدة الفرنسية للبنان في العامين 2020 و2021 منذ بداية الجائحة الـ155 مليون يورو، خصص مبلغ 30 مليون يورو منها للقطاع الصحي وحده. وما زالت فرنسا وفية لالتزاماتها من أجل مصلحة شعب لبنان، وهي ستواصل وفاءها بهذه الإلتزامات بكل شفافية وبالتعاون الوثيق مع شركائها”.
واشارت الى ان “فرنسا ستلتزم تقديم 120 مليون جرعة من الآن حتى نهاية الربع الأول من عام 2022، إذ تم تقديم ما يقارب الـ67 مليون إلى نحو 50 بلدا، لبنان من ضمنها”.
واعتبرت ان “ما تقدمه فرنسا اليوم للبنان هو جزء من الدعم العام المقدم للشعب اللبناني في المجال الصحي ولمكافحة فيروس كورونا-19. ومرة جديدة هذا الشهر، وصلت معدات طبية بقيمة مليون يورو إلى لبنان وسيتم تسليمها لصالح العديد من المستشفيات الخاصة والعامة”.
وقالت: “تعمل فرنسا، من خلال وكالة التنمية الفرنسية، بنشاط لدعم العديد من المستشفيات العامة في بيروت، وقريبا في طرابلس، بالإضافة إلى عشرات المراكز الصحية الأولية في جميع أنحاء البلاد. لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة العديد منها خلال رحلاتي إلى لبنان. وتجمع هذه التعاونيات بين الاستجابة للاحتياجات الملحة في الوقت الحالي والاستجابة طويلة الأجل لضمان الوصول إلى رعاية جيدة للجميع. إنه حق أساسي من حقوق الإنسان”.
وأضافت: “لقد تباحثنا مع معالي وزير الصحة وفريق عمل الوزارة، بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والاتحاد الدولي للصليب الأحمر، في اهمية استفادة الجميع من هذه اللقاحات، بدءا من أولئك الذين هم الأكثر ضعفا والأبعد من النظام الصحي”.
وختمت: “معا سنواصل مكافحة هذا الوباء، وفي لبنان سنواصل مساعدة اللبنانيين في هذا الوقت العصيب الذي يمرون به. ونقوم بهذا العمل بشكل جماعي، مع جميع الشركاء وجميع أصدقاء لبنان، وهناك بالفعل أصدقاء للبنان، وكذلك مع شركائنا من المؤسسات الدولية والأمم المتحدة والبنك الدولي. وكما قال الرئيس الفرنسي: “إن فرنسا ستقف إلى جانب لبنان على الدوام”، ما يجري اليوم هو مثال آخر ملموس لهذا الالتزام”.
بدوره، قال ابيض: “في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا، نشكر لفرنسا وقوفها إلى جانب لبنان في الظروف كافة، خاصة اليوم في ظل اجتياح وباء كورونا العالم والتحذير من اوبئة قد تهدد النظام الصحي عالميا”.
واشار الى ان “الدعم الفرنسي بما يخص القطاع الطبي هو أمر هام، خاصة من دولة نعتبرها صديقة دائمة. ورغم هذه الظروف، وفي حضور الأصدقاء ومساعدتهم، يبقى من الواجب علينا ان نساعد نحن انفسنا لنجتاز هذه المحنة”.