تصدرت بلدة “بكاسين” الأخبار في لبنان بعدما أعلنت وزارة السياحة عن اختيارها كواحدة من أفضل القرى السياحية في العالم.
جاء ذلك بمناسبة انعقاد الدورة 24 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة UNWTO في مدريد – إسبانيا.
وتم اختيار “بكاسين” من بين أكثر من 170 قرية في 75 دولة حول العالم.
واعتبرت وزارة السياحة أنّ هذا الإنجاز المهم، دليل واضح على قيمة “بكاسين”، كونها تعد مثالاً بارزًا لوجهة سياحية ريفية ذات أصول طبيعية وثقافية معترف بها، حافظت على القيم المجتمعية وأنماط الحياة، وعززتها، ولديها التزام واضح بالابتكار والاستدامة في جميع جوانبها – الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأكد رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش أن اختيار إحدى بلدات قضاء جزين كأفضل القرى السياحية في العالم في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة، يمثل بارقة أمل بمستقبل سياحي واعد للبنان، خاصة لهذه البلدة.
وأضاف: هذا الاختيار يعكس مثابرة المسؤولين في المنطقة للمحافظة على التراث والغابات، حيث أن بكاسين تضم أكبر غابة صنوبر في الشرق الأوسط، والتي تعتبر الأساس في وقوع الاختيار على البلدة، إضافة إلى البيوت الجميلة المحافظة على تراثها ورونقها.
وتمنى حرفوش أن يكون ذلك رسالة إلى اللبنانيين بضرورة المحافظة على البيئة، كونها ثروتنا الوحيدة في لبنان الآن، وهي التي ستمكننا من إحياء أرضنا وبلدنا وستجذب السواح لاسيما السياحة البيئية.
وعن المشاريع المستقبلية لهذه البلدة أجاب حرفوش: نحن بصدد اطلاق destination managmenet organisition وهي نوع من تنظيم للسياحة بجميع أنواعها تحت اطار المنظمة العالمية للسياحة وسيكون لدينا أدلاء سياحيين، وسنعزز المكتب السياحي والنشاطات البيئية، إضافة إلى حملة تسويق لمنطقة جزين كمقصد سياحي للبنان ومحيطه.
وبحسب بيان وزارة السياحة، تعددت التفسيرات حول إسم بلدة جزين وبقي المرّجح أنّه إسم فينيقي مركّب من جزئين “بكا” ويعني بلد، “سين” ويعني الشمس وبذلك تكون بكاسين بلد الشمس.
وتعتبر هذه البلدة الحالمة التي يتعانق فيها الجمال والوداعة والصفاء، والمتميّزة بطبيعتها الهادئة وبمناخها المعتدل، المتوشّحة بأزلية إخضرار صنوبرها والزيتون، إحدى القرى اللبنانية الجنوبية الخلابة.
تبعد بكاسين عن العاصمة بيروت 70 كيلومتر، ويبلغ متوسط إرتفاعها عن سطح البحر ثمانمائة متر، وتحتضن في تربتها أكبر غابة من الصنوبر المثمر وأجوده في الشرق الأوسط على الإطلاق.
وتبلغ مساحتها 200 هكتار، مما يجعلها معلماً مرموقاً في السياحة البيئية ، وقد تم إعلانها غابة محمية من قبل وزارة البيئة في العام 1996.
تعد غابة الصنوبر من أهم معالم القرية التي تجذب السياح إليها، وتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد الريفي وتوفر فرصاً إقتصادية عالية من خلال جني الصنوبر، وتحوي الغابة تنوعاً بيولوجياً غنياً من النباتات العطرية والطبية.
وتتوزّع معالم بكاسين بين المنازل التراثية التي تعتمر القرميد بأبهى الحلل، والجسور القديمة التي يعود تاريخها إلى العهد العثماني، وقد منحتها المؤسسة الوطنية للتراث، الجائزة التقديرية للإنجازات التراثية في العام 2002.
وتبقى كنيسة القديسة تقلا الرائعة، المبنية منذ أوائل القرن الماضي، رمزاً نافراً في التراث المعماري الذي يميّز بكاسين، وقد ادخلتها وزارة الثقافة في لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية منذ العام 1997.
ويقام في ساحتها المهرجان السنوي الذي يتم تنظيمه في أيلول، وقد حجز موقع له على خريطة المهرجانات اللبنانية وأصبح مع مرور السنوات، حدثًا لا يُفوت مع العديد من الأنشطة الفنية والثقافية والدينية، مستقطباً أكثر من 20 ألف زائر كل عام.
صنفتها ﺟﻤﻌﻴﺔ “أﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪات ﻟﺒﻨﺎن” في العام 2019 من “أﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪات ﻟﺒﻨﺎن” ﺑﺮﺗﺒﺔ ثلاث سنديانات ﻧﻈﺮًا ﻟﻤﻴﺰاﺗﻬﺎ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وﻃﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ.
Follow Us:
المصدر : العين