السبت, يونيو 29

الحريري الخائف من العقوبات

نبيه البرجي- الديار:

هكذا يريدون الحكومة، بمواصفات جاريد كوشنر أم بمواصفات ديفيد شينكر، وهو رجل اللوبي اليهودي في وزارة الخارجية؟

أقل حنكة، وأكثر فظاظة، من دنيس روس الذي كان اللوبي اياه ينتقل به من ادارة الى أخرى ليبقى ملف الشرق الأوسط بين يديه، وليضبط الايقاع داخل وزارة الخارجية!

سعد الحريري في مأزق. المعلومات التي ترد الى بيت الوسط تثير لديه الكثير من الهلع. لا غطاء عربياً له، لا بل أن المعلومات تشير الى أن جهة عربية فاعلة طلبت من البيت الأبيض توقيع العقوبات عليه اذا ما بدا أنه يتجه الى تشكيل حكومة يشارك فيها «حزب الله» بشكل أو بآخر.

ماذا على الشيخ سعد أن يفعل في هذه الحال؟ يدفن رأسه في الرمال الى ما بعد 20 كانون الثاني حين يخرج دونالد ترامب من البيت الأبيض؟ لا حدود لحيرته. التغطية الفرنسية لا تكفي. لا أحد هناك سوى الشبح الأميركي. رهانه على خطوة تكتيكية يقدم عليها «حزب الله» بالابتعاد عن التسميات. كيف؟ هل يترك المسألة للسفيرة دوروثي شيا؟

كلام خطير يتردد وراء الضوء. البنتاغون ليس مستعداً للمجازفة، في هذه الأيام الانتقالية، وبوجود تصدعات مريعة داخل المجتمع الأميركي، في توجيه ضربة قاتلة الى ايران التي اتخذت كل الاجراءات العملانية للرد الصاعق. دول أطلسية حذرت من أي سوء تقدير أميركي.

التقارير الاستخباراتية تجمع على أن آيات الله ليسوا مستعدين للتعامل «المخملي» مع أي عملية عسكرية. الرد سيكون شاملاً، وهائلاً، ويفتح الباب أمام حرب كبرى على امتداد الشرق الأوسط.

المثير هنا أن بعض غلاة الحزب الجمهوري يعتقدون أن من شأن الخيار العسكري أن يقلب الصورة رأساً على عقب في الداخل الأميركي بعدما بدا أن جون بايدن يستعد للقيام بانقلاب كاسح ضد دونالد ترامب.

موقف البنتاغون حمل الرئيس الأميركي على البحث مع بنيامين نتنياهو في شن عملية زلزالية على لبنان، وعلى طريقة الجنرال أفرام سنيه الذي كان يقول أنه لن يترك كلباً يعوي على الأرض اللبنانية.

في هذه الحال، الطريق تصبح مفتوحة أمام الولايات المتحدة للتدخل اذا ما بادرت ايران الى اطلاق صواريخها على اسرائيل، أو اذا ما انهالت عشرات آلاف الصواريخ من صوامع «حزب الله» على المدن الاسرائيلية، وسقوط عشرات الآلاف. مدن بكاملها ستحترق.

بنيامين نتنياهو الذي طالما ضغط على واشنطن من أجل تنفيذ عملية عسكرية ضد ايران، والذي يحلم بازالة «حزب الله» من الوجود، يدرك أن دونالد ترامب يحزم حقائبه الى منتجعه في فلوريدا. اضف الى ذلك أن ثمة قيادات يهودية في الولايات المتحدة اتصلت بتل أبيب. اذ حذرت من الانزلاق الى أي مغامرة عسكرية، دعت الى تركيز الجهود على كيفية توثيق العلاقات مع الادارة الجديدة.

يحق لسعد الحريري أن يخاف. لم يكن يتصور أن البيت الأبيض سيتتبع الوضع اللبناني خطوة خطوة، وان كان يعلم، أنه بات هناك ما يمكن أن تسمى «عصابة شينكر»، بالتقارير اليومية التي تصل الى واشنطن.

لماذا كل ذلك الاهتمام ولأجل من؟ صناديق الاقتراع دفعت ترامب الى خارج المسرح، حتى لو أدت التعبئة العنصرية، والشوفينية، الى منحه ذلك العدد الهائل من الأصوات التي يمكن أن تستخدم في الضغط على ادارة جو بايدن، الا اذا تمكن، هذا الأخير، من استقطاب الأميركيين باجراءات عملانية، وحثيثة، لاحتواء الكورونا ولاعادة تفعيل الدورة الاقتصادية.

المسألتان تشكلان الهاجس لدى قيادة الحزب الديمقراطي التي تشي المعلومات الصحافية بأنها قامت بخطوة ذكية حين أنشأت ما يشبه غرفة العمليات، من أدمغة مميزة، وبرئاسة باراك أوباما.

غريب أن يحتل لبنان الأولوية في رأس دونالد ترامب، كما لو أن السيد حسن نصرالله هو من أسقطه عن عرشه، مع معرفتنا بأي دور يضطلع به ديفيد شينكر خدمة للعزيزة اسرائيل.

الرد بحكومة الآن، الآن. أيها الرئيس سعد الحريري انزل دونـالد ترامب عن كتفيك وليفعل ما يفعله. هل يتجرأ؟

Leave A Reply