علي ضاحي-الديار-
لم يكن إعلان رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية عن عدم تعيينه بديلاً للوزير المستقيل جورج قرداحي مفاجئاً لتحالف 8 آذار و»الثنائي الشيعي» ، خصوصاً بعد إعلانه الامر نفسه منذ اقل من شهر في بكركي، بل هو متوقع رغم ان الامر فيه ثغرة سياسية وتتمثل بخسارة فرنجية من تمثيله، ليتدنى من وزيرين الى وزير، خصوصاً ان فرنجية مقبل ككل الموارنة على انتخابات رئاسية بعد 11 شهراً، وعلى انتخابات نيابية بعد 5 اشهر تقريباً وبالتالي، التفريط في اي مكسب سياسي وبشكل مجاني مستغرب وغير «ربيح» شعبياً!
وتؤكد اوساط هذا التحالف ان من الطبيعي تعيين بديل ماروني للوزير المستقيل، ولكن القرار بيد فرنجية، رغم ان التوجه هو لتمرير الامور على «خير» ومن دون مشاكل، لا سيما انه بقي على الانتخابات 5 اشهر. والحكومة ستعتبر مستقيلة بعد 5 اشهر فليست «محرزة»، ان اصر فرنجية على عدم تعيين بديل، لأن مرسوم الوزير بالوكالة يحل الامر، طالما انه يُسيّر المرفق العام او الوزارة بالتكليف وكوزير بديل عن الوزير المستقيل ولو كان درزياً او غير ماروني، «بتقلع الامور» لان المرسوم يكون عند تشكيل الحكومة وليس وليد ساعته.
وفي حين ترى اوساط «المردة» ان اعلان فرنجية عدم تعيين بديل لقرداحي، هو مبدئي وموقف اعتراضي بسبب تحميل قرداحي، والذي لم يخطىء في موقفه من السعودية وحُمّل وحده وزر العلاقة المتوترة مع السعودية.
وترفض الاوساط التعليق على ما يتردد ان فرنجية «يناور» بموقفه، بعدم تعيين بديل لقرداحي ويسعى الى رفع «المهر» وتعيين شخصية بعينها، ومن دون ان يكون اي اعتراض عليها، ولأن الرئيس ميشال عون والرئيس نجيب ميقاتي، او اي مرجعية سياسية حكومية وغير حكومية، لا يمكنه ان يقوم بطرح او تعيين بديل ماروني لقرداحي، ومن دون العودة الى فرنجية، لان ذلك سيفجر الحكومة وازمة سياسية وحزبية وحتى طائفية!
بدورها تقول اوساط قيادية في «التيار الوطني الحر» ان موقف فرنجية فيه «دلال سياسي» وهو الخاسر من عدم تعيين بديل لوزير من حصته، وهو من سمّى قرداحي، رغم ان الاخير ليس على خصومة مع الرئيس عون او النائب جبران باسيل، وبالتالي لم يكن لهما اي موقف او دعوة قرداحي للاستقالة، ولكن الدعوة كانت الى تغليب مصلحة لبنان وعدم تعريض مصالحه ومصالح شعبه للخطر.
وتقول الاوساط ان الاسم المطروح، والذي يتردد في الكواليس الضيقة منذ اكثر من اسبوع وقبل الحديث عن استقالة قرداحي واعلانها، هو المحامي وضاح الشاعر، وهو عضو في المكتب السياسي لـ «المردة»، وهي شخصية ودودة ومحبوبة في البترون والشمال ولا خصومة له مع «التيار»، بل لديه صداقات واسعة مع العونيين وهو مقبول منهم، وبالتالي لا حساسية منه لا من الرئيس عون ولا من الوزير باسيل، ولا يتدخل الرجلان في الاختيار او فرض رغبات على الآخرين.
وتكشف الاوساط ان هناك «فاول» مبدئي بتوزير حامل بطاقة حزبية وقيادي بارز في «المردة» وهو يخالف التوجه العام ان لا يكون لاي فريق او حزب او طائفة تمثيل حزبي واضح في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
وتؤكد اوساط «التيار» ايضاً، ان لا توجه لدى اي فريق مشارك في الحكومة لافتعال مشكل مع احد، وقد يكون فرنجية يسعى الى بديل من دون اعتراضات عليه، واذا اصر على مطلبه، فهناك الوزير عباس الحلبي والذي اصبح وزيراً للاعلام بالوكالة، وبذلك تحل الامور موقتاً في ظل مرسوم موقع ومنتهي منذ تأليف الحكومة.
وتختم الاوساط ان من حيث المبدأ ايضاً، التيار يرفض اي خلل ميثاقي ويرفض الانتقاص من المسيحيين وتمثيلهم في الحكومة، وبالتالي الامور مرهونة ايضاً بالاتصالات التي ستجري في الساعات المقبلة لحل قصة البديل عن قرداحي بالاصالة وليس بالوكالة.