فاطمة شعيتو
خطوة الى الوراء مجدداً، وعودة الى قاع العراقيل في القطاع التربوي وتحديداً مشاكل التعلّم عن بُعد، وإن كان النقد لم يفارقه بعد، إلا أن الحلول لا زالت بعيدة المنال والمفاجآت تهبط من كل الجهات..
فلنتخطى اليوم نقطة الصعوبات في كل المجالات ولننتقل الى مرحلة العودة الى إقفال البلد وتركيز الطلاب على الـ “أونلاين” وبين قوسين الأسلوب الذي لم يصل الى بر حتى الآن فلا المعلم اعتاد الوضع ولا الطالب استوعب الأمر، وبين التخبط هنا وهناك بدأ التدريس وبدأت الأخطاء تتراكم وغلبت السيئات نقيضها، ولكن أن تصل الأمور الى الاستهزاء بالطالب وتحميله ما لا طاقة له عليه لهو أمر مرفوض بتاتًا ولا نقاش فيه.
فمنذ البداية فُردت الأوراق على الطاولة وتمت مناقشة كافة المشاكل التي تحيط بعملية التدريس وكان أهمها مشكلة حصول الطالب على وسيلة الكترونية تسهّل عليه تلقي العلم بالطريقة المقترحة فما بالكم اذا تألفت العائلة من ثلاثة أفراد أو أكثر، ورغم التغاضي عن هذه المسألة تبقى العرقلة الأساس في تأمين الانترنت لكل منزل “وإن وُجد لا زال دون السرعة المطلوبة للمتابعة بدون تقطّع”، ولكن ما لم تلتفت له وزارة التربية أن الطلاب ليسوا جميعهم ميسورين بأوضاعهم المادية وبالتالي أغلب عائلاتهم قد تقع في خنقة أخرى لتخرج من هذه المشكلة.. “والأرجح أنهم التفتوا ولم يبالوا أيضاً”.
أمّا أمر الإستهزاء فلا مهرب منه في ظل عقلية جاهلة و متعالية، فأي استاذ حاله ميسور الى هذه الدرجة ليواجه طالباً بكل راحة ويحثّه على تشريج الـ “3G” لمتابعة درسه اذا ما فصل عن منزله الانترنت الثابت، وأي طالب يسمح له وضعه بالتنفيذ أقلها لمدة أسبوعين والحال أن المبلغ المستهدف ليس بقليل وهنا نتحدث عن فرد واحد داخل عائلة تعاني الأمرين في بلد لم تستطع حكومته “المتخبطة ببعضها” حتى الآن من تغطية الفراغات البارزة في كل قطاعات الحياة، فإن سار المواطن بضعة أمتار سليماً في مساره تنتهي وجهته عند هاوية متجددة.