هيام عيد – الديار
تبدي أوساط نيابية مطلعة، خشية لافتة على الواقع الداخلي على خلفية التأخير في التوصّل إلى تفاهمات سياسية سريعة بين المكوّنات الحكومية، ذلك أن الوقت ضيق جداً أمام الحكومة، والتي قد لا تحصل على فرصة مماثلة للفرصة الراهنة، والمتمثلة بعودة الملف اللبناني إلى دائرة الإهتمام الدولي، كما العربي في الآونة الأخيرة، وخصوصاً على مستوى المبادرة الرئاسية الفرنسية المتجدّدة تجاه لبنان، تزامناً مع الإهتمام الروسي الذي طاول العنوانين السياسي كما القضائي، وذلك لجهة المساعدة المقدّمة من موسكو، في سياق تقديم صور الأقمار الإصطناعية التي التقطتها الأقمار الروسية لمرفأ بيروت قبل وبعد حصول الإنفجار فيه.
وتقرا الأوساط النيابية نفسها، في الدعم الروسي الأخير، مبادرة من موسكو تهدف إلى مواكبة مسار الديبلوماسية اللبنانية التي انطلقت باتجاه القيادة الروسية وكانت زيارة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الأخيرة إلى روسيا، محطة من أجل ترجمة هذا التوجّه، حيث أن عنوان العلاقات اللبنانية- الخليجية، لم يغب عن المحادثات التي جرت، والتي لا تزال نتائجها، رهن استكمال الحراك الديبلوماسي الروسي، والذي كان سُجّل حيال المملكة العربية السعودية في مرحلة أولية. وفي هذا السياق، تتحدث الأوساط عينها، عن دور قامت به وزارة الخارجية الروسية، من خلال اتصالات تمّت منذ بضعة أيام ما بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي، وبشكل خاص مع الرياض، وذلك، بغية السعي إلى التوسّط لرأب الصدع بينها وبين لبنان، وبالتزامن مع العمل في المرحلة المقبلة على تثبيت أطر التواصل بين موسكو والرياض، والتحرّك والتنسيق لدفع تسوية أزمة القطيعة الخليجية مع لبنان، والتي لا تزال مفاعيلها مستمرة على الرغم من استقالة وزير الإعلام السابق جورج قرداحي.
وعلى حدّ قول الأوساط النيابية نفسها، فإن استمرار المراوحة في الأزمة الديبلوماسية على خط بيروت-الرياض، سينعكس بشكل سلبي على مجمل المشهد الديبلوماسي، وسيؤدي إلى انزلاق لبنان إلى المزيد من الأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية، وبالتالي، إلى ارتفاع مستوى التخبّط والإرباك، نتيجة غياب التفاهمات على استراتيجية واحدة بين كل الأطراف السياسية من أجل مقاربة التحديات الماثلة أمام المؤسّسات الدستورية، وعلى رأسها مؤسّسة مجلس الوزراء التي لا تزال مشلولة، على الرغم من كل المحاولات التي حصلت أخيراً على خطي باريس وموسكو، باتجاه القوى الداخلية، من أجل تشجيعها على التسوية وتقديم التنازلات، لأن الوضع لم يعد يحتمل ترف إضاعة الوقت وتضييع فرصة المعالجات المالية والإقتصادية والخروج من نفق الإنهيار المالي الخطير.
وتكشف الأوساط النيابية، عن أن الملف اللبناني مُدرج على أجندة الديبلوماسية الروسية، التي لا تزال تعمل، ومن خلال جولات واتصالات الوزير لافروف في المنطقة، على إحداث خرق في جدار الأزمات المتعدّدة التي يواجهها لبنان وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي في الوقت الحالي. وعلى هذا الصعيد، لم تستبعد الأوساط نفسها أن يقوم الرئيس ميقاتي، في المرحلة المقبلة بزيارة موسكو، ولكن من دون أن يتحدّد الموعد بشكل حاسم اليوم.