علي ضاحي- الديار-
لا تزال حركة حماس في لبنان تتمسك بروايتها حول تفجير مخيم برج الشمالي، والذي تؤكد انه انفجار لاوكسيجين ومعقمات متعلقة بالوقاية من «كورونا»، وبسبب حريق اندلعت الشرارة الاولى فيه بعد إنفجار مولد كهرباء وبجانبه خزان للمازوت.
اما الشهيد الذي سقط ويدعى حمزة شاهين، فيقول مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس رأفت مرّة لـ»الديار» انه سقط خلال تأدية واجبه، بينما يقول امين سر فصائل منظمة التحرير في منطقة صور العميد توفيق عبدالله (ابو عبدالله) لـ «الديار» انه سقط بالتفجير، واصلاً لا نعرف بوجوده في المخيم، وهو ليس من مخيم برج الشمالي، ونحن تبنينا رواية “حماس” بعدما منعوا احداً من الاقتراب من مكان التفجير، اما عن دفنه في المخيم، فيقول عبدالله ان المخيمات تضم كل ابناء الشعب الفلسطيني ولا نفرق بين احد منهم.
واذا كان الحريق اسفل مسجد «حماس» قيد التحقيق لدى الاجهزة اللبنانية، وفي انتظار الرواية الرسمية للقضاء اللبناني، اتت حادثة إطلاق النار خلال تشييع شاهين لتعيد الى الاذهان الخلاف الدموي بين «فتح» «و»حماس» في الداخل الفلسطيني
وهو ما عزز المخاوف اللبنانية من وجود مخطط لتفجير المخيمات واعادتها الى مربع الاقتتال الداخلي، والذي يشهده مخيم عين الحلوة كل فترة من الزمن بين «فتح» وفصائل منظمة التحرير وبعض القوى السلفية والتكفيرية والتي تدّعي قربها من الجو الاسلامي الذي تمثله حركتا «حماس» و»الجهاد الاسلامي».
وتؤكد اوساط في محور المقاومة ان ما جرى امس الاول في مخيم برج الشمالي، هو قيد التدقيق والمتابعة مع عدم إستبعاد اي فرضية، خصوصاً ان هناك من يريد الدفع نحو اقتتال فلسطيني داخلي وتوريط سلاح المخيمات، خصوصاً سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية في قتال داخلي، والذي من شأنه حرف بوصلة الصراع مع العدو الاسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية، بعد اثارته اخيراً بالبيان الفرنسي – السعودية المشترك بعد لقاء جدة بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتكشف الاوساط عن اجتماعات رفيعة المستوى بين حزب الله والقوى الفلسطينية والاجهزة اللبنانية المعنية لتسليم المتورطين، وكشف كل الملابسات وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث والخروقات.
«حماس» من جانبها، تحمّل مسؤولية المجزرة لحركة «فتح»، ويشير مُرّة باصابع الاتهام الى عناصر الامن الفلسطيني، والتي تأتمر مباشرة من ضباط في رام الله وتتبع بالولاء للسلطة الفلسطينية.
وقد اطلق هؤلاء النار بشكل مركز وعن سبق اصرار وترصد على مقدمة المشيعين وهدفهم اسقاط اكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى لاحداث فتنة وجر «حماس» الى قتال داخلي، فكان القرار الفوري بحقن الدماء وسحب الشهداء والجرحى، وعدم اطلاق اي رصاصة تجاه مطلقي النار المعروفين بالاسماء، والذين سلمت كامل هوياتهم الى مخابرات الجيش وهم جميعاً من عناصر الامن الوطني الفلسطيني التابعين لـ»فتح»، وقد سلموا واحدا منهم وبقي المطلوبين الآخرين ومن دون الكشف عن عددهم.
ويقول مُرّة ان «حماس» لن تنجر الى اي اشكال او اقتتال داخلي في المخيمات مع «فتح»، وتترك للدولة اللبنانية مسؤولية التحقيق وتحديد المسؤوليات والمعالجة وتوقيف الفاعلين. و»حماس» حريصة على السلم الاهلي اللبناني وامن المخيمات والجوار.
بدوره، يؤكد عبدالله ان لا علاقة لـ «فتح» بما جرى لا من قريب او من بعيد، وان مطلقي النار ليسوا من عناصر الامن الوطني الفلسطيني، واتهامات «حماس» سياسية وغير صحيحة، ونترك للقضاء اللبناني التحقيق في الامر.
وشدد على ان «فتح» لا تريد اي مشكلة في المخيمات، وتحتكم الى القضاء اللبناني، فليحقق كما يريد ويكشف كل الملابسات.
ويكشف عبدالله ان اثنين من ضباط فتح كانا في مقدمة المشيعين وتعرضا للرصاص اسوة بغيرهما، ولا نعرف من اطلق النار.
ويشير الى ان ان الامن الوطني الفلسطيني سلم الى مخابرات الجيش احد مطلقي النار بعدما ُطلب بالاسم وظهر في احد الفيديوهات، ومهمة القضاء ان يعلن لمن يتبع، لانه ليس من عديد قوى الامن الوطني الفلسطيني كما تتهم «حماس».