الجمعة, نوفمبر 22
Banner

نار الدولار أمامكم والسرقات من خلفكم..

نون – اللواء

أيها اللبنانيون، نار الدولار والغلاء من أمامكم، وبحر الإنهيارات والسرقات من ورائكم، فأين لكم المفر مع هذا الحكم العاجز، ومع هذه الدولة المتلاشية، ومع هذا التفلت الذي يضرب أطنابه في كل مناحي البلد؟

بلاء المنظومة الحاكمة الفاسدة والفاشلة أخطر عليكم من وباء الكورونا، وأشد فتكاً من كل أوبئة العالم ومتحوراتها القاتلة. لأن المجتمعات المتقدمة تعمل بجدية لإيجاد المعالجات المناسبة لتلك الأوبئة ومكافحة مضاعفاتها حفاظاً على حياة مواطنيهم، ودرءًا للأخطار التي تهدد الحياة البشرية.

أما في لبنان فأهل الحكم يعيثون فساداً، ويُضحون بحياة أجيال بكاملها، سعياً وراء تكديس الثروات الحرام، ونهب أموال الناس، وتهديم مقومات الدولة، وتعطيل المؤسسات الدستورية، ولو أدى كل ذلك إلى إفقار الشعب المغلوب على أمره، وتشريد نخبه وأهل الكفاءات والخبرات في بقاع الأرض شرقاً وغرباً، بحثاً عن إستقرار مفقود في وطنهم، وتعويضاً عن ضياع مدخراتهم في المصارف، وانهيار مداخيلهم مع انهيار قيمة الليرة.

سقوط الحكم والحكومة وبقية المؤسسات الدستورية في غيبوبة التعطيل المتعمد والمعاند، ترك الساحة لمافيات الدولار الأسود للتلاعب بمقدرات شعب بكامله، وشجّع عصابات السرقات المنظمة على ضرب الأمن الإجتماعي من خلال الغارات على البنوك والمؤسسات التجارية في وضح النهار، بدون خشية من أمن متهاوٍ، ودون خوف من جهوزية مفقودة عند الأجهزة الأمنية.

لعبة الدولار تُلهب جنون الأسعار إرتفاعاً بمنهجية خبيثة لم تعد خافية على أحد، ليس في إطار الضغط بين الأطراف السياسية والحزبية المتصارعة وحسب، بل طمعاً بجني الأرباح الطائلة وتأمين ما تحتاجه تلك من تمويل مالي من عائدات الدولار الأسود.

والتوسع الحاصل في عمليات السرقة المنظمة في عزّ النهار، ومن قبل عناصر محترفة وخبيرة في تكتيكات الإقتحامات للمؤسسات المستهدفة والإنسحابات منها، يؤشر بأن الجياع المساكين، والمحرومين مع عائلاتهم من لقمة العيش، ليسوا هم من يقوم بهذه العمليات الخطيرة بأبعادها وإنعكاساتها السلبية، بل ثمة من يستغل حالة التسيب والفلتان الأمني، لإشاعة أجواء من الرعب في البلد، وإيصال الرسائل الملغومة لأطراف في الداخل والخارج، لغايات في نفس يعقوب.

كلام رئيس الجمهورية مع نقابة المحررين أمس يوحي وكأن غيبوبة الدولة وتعطيل المؤسسات الدستورية مستمرة حتى نهاية العهد.

فماذا أنتم فاعلون أيها اللبنانيون؟

Leave A Reply