وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة تهنئة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بحلول عيد ميلاد رسول الله المسيح عيسى بن مريم (ع ) بشارة للمؤمنين والفقراء والمساكين ومحطة نبوية في مواجهة الباطل الشيطاني وبمقدم رسول الله محمد (ص)، لتؤكد ان دور المسيحية والإسلام كرسالات إلهية تصويب المسيرة البشرية مما أصابها من انحراف وتشويه تعيدها الى جادة الخير والحق والاستقامة، مما يحتم على المؤمنين ان يكونوا مع نبيي الله محمد والمسيح وسائر الأنبياء في سمو ايمانهم وعظمة تضحياتهم ونصرتهم للمظلومين وحبهم للفقراء والمساكين وتخليصهم من الجبابرة والمستكبرين وفضح تجار الدين ولصوص الهيكل الادعياء الدجالين.
وبارك سماحته للبشرية جمعاء ذكرى مولد الأمل الاتي باسم الرب حاملا دعوة الايمان و الحق ليحيى الامل في نفوس المؤمنين المنتظرين ظهور المخلص المهدي(عج) مع السيد المسيح(ع) ليقضيا على الظلم و الفساد العالمي الذي أسهمت منظومة الشر في صياغته حتى بتنا نرى الإجرام الدولي فعل ممارسة على مستوى دول وكيانات أدمنت قهر الإنسان وتجويعه لاخضاع ارادته لجبروت الطغيان. ونحن ننتظر انبلاج فجر العدالة والسلام الذي تشرق فيه شمس المهدي والمسيح عليهما السلام مبشرة بقيام دولة الإيمان العالمية التي ترفع راية الحق وتنشر السلام والعدل الالهي في ربوع الارض لكل المستضعفين لتضع عنهم إصرهم والاغلال التي وضعت عليهم.
واكد سماحته ان رسالتنا كمؤمنين (مسلمين ومسيحيين) تحملنا مسؤولية كبيرة في تعميم ونشر ثقافة المحبة والتعاون لاحقاق الحق وابطال الباطل ومواجهة الفساد الاخلاقي وترويج ثقافة الميوعة والتفلت من القيم الدينية والانسانية وتغليب المصلحة الفردية وحب الانا وخصوصاً في مجال ما يأخذ صورة الدفاع عن حرية المرأة وحقوقها، بينما تستخدم كوسيلة لنشر ثقافة الجنس والرذيلة وسلعة تجارية لزيادة الأرباح، وهي سمة تطبع صورة حضارة الغرب المادية المعادية لرسالة الاديان ولاسيما رسالة المسيح ومحمد (ع ) ، والتي تشوه صورتها في ادعاء كاذب انها لا تعطي المرأة حقها وانها ثقافتها ثقافةً ذكورية الى غيرها من تشويه وخلط للمفاهيم الدينية التي لا مجال للتعرض لها في هذه الرسالة، فيما هي تقذف باشد عبارات القدح والذم .
واردف سماحته.. لقد كانت اولى مهمات الانبياء ورسالاتهم تصحيح المفاهيم التي هي الاساس في محاربة الفساد والمفسدين، ولذلك كانت اولى اعمال السيد المسيح (ع) ان طرد تجار ودجالي الدين من الهيكل، والوقوف مع المظلوم بوجه الظالم. ان التمسك براية الانبياء يستدعي من المنتمين لها التصدي لمشروع الشر الصهيوني الذي دمر بلادنا واغتصب ارضنا ولا يزال يحاصر شعوبنا لإخضاعها ، مما يحتم ان نتعامل مع كيان الشر الصهيوني كعدو محتل لأرض عربية (إسلامية ومسيحية) ينبغي العمل لتحريرها ، ونرفض كل دعوة محلية او دولية للحياد في معركة الحق والباطل و نستنكر بشدة كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، من منطلق انه شر مطلق يحرم التطبيع معه شرعاً ، ونناشد اهلنا واخوتنا الفلسطينيين تحصين وحدتهم الوطنية والتمسك بانتفاضتهم ومقاومتهم المتوجة بدماء الشهداء وتضحيات المقاومين، ونحن لنا ملء الثقة ان النصر سيكون حليفاً لشعب فلسطين ولكل احرار امتنا.
ودعا سماحته اللبنانيين الى التمسك برسالة محمد والمسيح (ع)، فيتضامنوا لحفظ وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض ووقوفهم بوجه الظالم والفاسد ولصوص المال العام الذين حققوا اهداف المشروع الإسرائيلي في تخريب لبنان، فيما حفظت المقاومة شعبها وحررت ارضها لتشكل ضمانة لردع العدوان ، ونحن اذ نتطلع الى خلاص لبنان من تداعيات الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي من خلال قيام الحكومة بمسؤولياتها الانقاذية بعد حل عقدة البيطار المسؤولة عن تعثر العمل الحكومي وتحريف المسار القضائي، فإننا نعتبر ان القضاء النزيه هو المدخل الصحيح والوحيد لإنجاز الاصلاحات التي لا يمكن تحقيقها الا بالحوار بين القوى والاطراف السياسية اللبنانية و التي تمهد لقيام الدولة العادلة التي لا تعرف الفساد والظلم والإهمال، حتى يستعيد لبنان رسالته كوطن الشراكة والمساواة في الحقوق والواجبات ، التي نأمل ان تكون هدية الميلاد المجيد للشعب اللبناني ليستعيد معها الثقة المفقودة بالدولة التي نطالبها بالحزم والشفافية في محاسبة المتسببين في جريمتي المرفأ والطيونة والمسؤولين عن الانهيار الاقتصادي والتدهور النقدي.
وختم بالقول: ان اللبنانيين يفخرون بالإنجازات الكبيرة التي حققها لبنان في دحر الارهابين التكفيري والصهيوني بفعل المعادلة التي حفظت لبنان وشعبه، ومن غير الجائز والمقبول ان تخضع هذه المعادلة الى منطق الحياد باعتبارها قوة لبنان ومصدر عزته ومنعته، وحيادها عن الصراع مع العدو هو توهين لموقع لبنان وقوته فيما المطلوب ان يرتقي المسؤولون الى مستوى تضحيات جيشهم ومقاومتهم وشعبهم لتكون لنا دولة عادلة وحكومة منصفة تحسن رعاية أبنائها.