بعد سنتين تقريبا من الاغلاق بسبب جائحة كورونا، شهدت روما انتعاشا ملحوظا تمثل بالحضور الكثيف هذا العام لسياح أجانب أتوا للمشاركة في احتفالات الميلاد، وتحديدا لسماع رسالة قداسة البابا فرنسيس التي وجهها للعالم من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
فقد امتلأت الساحات الإيطالية صباح عيد الميلاد، بالسياح بخاصة الساحة الفنية الرائعة “نافونا”، ساحة “الباروك” الشهيرة في روما التي عرفت بالسوق الميلادية الضخمة، حيث بيعت فيها حلوى الميلاد، لعب الأطفال، شخصيات المهد، الزينة، والهدايا. أما في ساحة القديس بطرس فقد التف آلاف الزوار حول أطول شجرة ميلاد في العالم بلغ ارتفاعها 28 مترا وزينت بمصابيح وزخارف.
على الصعيد الاغتراب اللبناني، احتفل خادم الرعية المارونية في كنيسة مار مارون الاب جوزيف صفير بقداس الميلاد بمشاركة لفيف من كهنة المعهد الماروني الانطوني، وتم تبادل التهاني ونخب العيد.
وتطرق الاب صفير في عظته إلى الوضع في لبنان، وتمنى أن “يحل السلام في قلوب اللبنانيين وتزال عنه الغيمة السوداء”.
أما الصحف الإيطالية، فقد نشرت على صفحاتها صباح اليوم مقتطفات من رسالة البابا فرنسيس، تطرق فيها بحسب ما نشرته جريدة ” Avvenire ” الناطقة باسم مطارنة إيطاليا، الى الاحداث في العالم، وقال: “في وقت تتردد من حولنا وفي العالم كله أصداء إعلان ولادة المخلص، ينبوعِ السلام الحقيقي، ما نزال نرى العديد من الصراعات والأزمات والتناقضات. يبدو أنها لن تنتهي أبدا، وكأننا لم نعد نتنبه لها. لقد اعتدنا عليها حتى أن مآس كبيرة تحصل إزاء الصمت؛ وقد لا نسمع صرخة الألم واليأس للعديد من أخوتنا وأخواتنا. لنفكر بالشعب السوري الذي يعيش منذ أكثر من عقد حربا خلفت ضحايا كثيرين وأعدادا لا تحصى من النازحين. لننظر إلى العراق، الذي يجد صعوبة في النهوض بعد صراع طويل. لنصغِ إلى صرخة الأطفال في اليمن، الذي يشهد مأساة رهيبة، منسية من قبل الجميع، وتستمر منذ سنوات وسط الصمت، مخلفة القتلى كل يوم”.
وتابع الاب القدس: “لنتذكر التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، المستمرة بلا حلول، مع التبعات الاجتماعية والسياسية المترتبة عليها. ولا ننسى بيت لحم، المكان حيث أبصر يسوع النور، والذي يعيش اليوم أوضاعا صعبة، أيضا نتيجة الصعوبات الاقتصادية وليدة الجائحة، التي تحول دون وصول الحجاج إلى الأرض المقدسة، وهي تنعكس سلبا على حياة السكان. لنفكر بلبنان، الذي يعاني من أزمة لا سابق لها، وحيث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تبعث على القلق الشديد”.
ووجه الحبر الأعظم دعاء الى الرب يسوع: “يا ملك الشعوب، ساعد السلطات السياسية على إحلال السلام في المجتمعات التي تعاني من التوترات والصدامات. أعضد شعب ميانمار، حيث يستهدف المسيحيون ودور العبادة الخاصة بهم دائما بسبب عدم التسامح والعنف، ما يشوه الوجه المسالم للسكان”.
كما، تحدث قداسة البابا عن الاوضاع المقلقة في العالم وعن وضع الفقراء الاطفال، الى جريدتي “ريبوبليكا” و”لاستمبا” الايطاليتين.