الجمعة, نوفمبر 1

جمود سياسي حتى مطلع السنة… برّي ‏لا يُعلّق ومستعد للحوار

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : قال كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ‏ميقاتي ما عنده على مسافة ايام من السنة الجديدة، ولكن المعاناة ‏التي يعيشها اللبنانيون ما تزال تتعاظم وتلقي المزيد منهم تحت خط ‏الفقر، فيما المعالجات ما تزال بعيدة وما يتوافر منها لا يسمن ولا ‏يغني من جوع، خصوصاً بعدما بدأت الاهتمامات الداخلية والخارجية ‏تنصبّ على الانتخابات المنتظرة في 15 ايار المقبل، ما يجعل الرهان ‏على اي انفراج قبل ذلك الموعد أشبه بسراب خصوصاً ان الجميع ‏يعتبرون الاستحقاق النيابي محطة مفصلية بالنسبة اليهم كما بالنسبة ‏الى مستقبل البلاد التي تبدو وكأنها تتحرك بقضاياها المتعددة على ‏ايقاع المفاوضات الجارية العلنية والمستترة في شأن الازمات ‏الاقليمية، والتي لم تثمر اي نتائح عملية بعد.‏

بعدما أدلى كل من عون وميقاتي بدلوه في الملفات الخلافية، من ‏المتوقع ان يسود الجمود السياسي حتى مطلع السنة الجديدة وأن ‏يتم ترحيل تلك الملفات الى بدايتها.‏

فقد غادر ميقاتي عقب مؤتمره الصحافي أمس الى لندن في زيارة ‏عائلية لتمضية عطلة عيد رأس السنة تاركا خلفه أخذاً ورداً حول اعتباره ‏انّ “حزب الله” هو حزب لبناني وان لا نفوذ إيرانيا في لبنان، وكذلك ‏حول رفضه إقصاء حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة على ‏قاعدة “ان الضبّاط لا يُستبدلون أثناء الحرب”.‏

اما عون فقال كلمته مترقّبا مفاعيلها السياسية وردود الفعل عليها. ‏وفيما فضّل رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم التعليق على ‏الإتهامات التي وجهها اليه رئيس الجمهورية بنحو غير مباشر، نقل زوار ‏عين التينة عنه تأكيده انه مستعد للمشاركة في طاولة الحوار الوطني ‏اذا التأمت.‏

إنتظار ردات الفعل

وغداة الرسالة الاستثنائية التي وجّهها عون الى اللبنانيين لم يظهر ان ‏هناك ردات فعل استثنائية عليها لو لم يرد رئيس الحكومة امس في ‏كلمة له جاءت لتوضيح بعض المواقف وتسجيل موقف متمايز من ‏رسالة رئيس الجمهورية. ولذلك اعترفت مراجع سياسية مطلعة عبر ‏‏”الجمهورية” بأنه لن تكون هناك طاولة حوار كتلك التي دعا إليها ‏رئيس الجمهورية، ولا دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في وقت قريب ‏ما لم تتبدل المواقف الجامدة ازاء كثير من القضايا المطروحة.‏

‏ ‏

عون يرصد

وعلى رغم من رفض أوساط قصر بعبدا الرد المباشر على ما جاء على ‏لسان ميقاتي امس وردات الفعل الاخرى على رسالة عون، علمت ‏‏”الجمهورية” من مصادر قريبة من القصر الجمهوري ان رئيس ‏الجمهورية يرصد بدقة ردات الفعل على مضمون رسالته ومجموعة ‏الملاحظات التي ركز عليها ولم يسجل اي موقف عليها حتى اللحظة.‏

‏ ‏

وقالت هذه المصادر لـ”الجمهورية” انّ بعض المواقف التي أطلقتها ‏جهات وشخصيات سياسية وحزبية “كانت مجهّزة سلفاً قبل ان يوجّه ‏رئيس الجمهورية رسالته، خصوصاً تلك التي اعتمدت “شعارات ‏جامدة” لا علاقة لها بما طرحه رئيس الجمهورية ولا بنيّاته”. وتريّثت ‏في إبداء الرأي بردات الفعل الأخرى من أهل الحكم والحكومة في ‏انتظار ان يقول مَن استهدفهم رئيس الجمهورية في كلمته ما يمكن ‏ان يعتبر ردا بمستوى ما جاءت به الرسالة الرئاسية. والمقصود هنا ‏‏”الثنائي الشيعي” تحديداً ولو لم يسمّه بالاسم، فإنه راهن على وعي ‏اللبنانيين بأنهم يعرفون مَن قصد لمجرد تناول العلاقة غير السليمة ‏بين المؤسسات الدستورية ولا سيما منها العلاقة بين المجلس ‏النيابي ورئاسة الجمهورية. كما بالنسبة الى الترددات السلبية لتمسّك ‏‏”حزب الله” ببعض المواقف وعدم تلبية رغبة رئيس الجمهورية ولو ‏بخطوات متواضعة تفكّ أسر من سلّفهم عشرات المواقف في كثير ‏من المحطات الاساسية والدقيقة”.‏

‏ ‏

اما بالنسبة الى مضمون المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة فلم تر ‏المصادر القريبة من بعبدا فيه أي جديد “فالمواقف التي اطلقها ‏الرئيس ميقاتي امس جاءت تكرارا لمواقف سابقة شهدها اجتماع ‏المجلس الأعلى للدفاع ومناسبات سبقت وأخرى لاحقة، ومنها تلك ‏التي رافقت زيارة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ‏لبيروت. فمن الواضح ان هناك مواقف متناقضة تجاه بعض الخطوات ‏التي يتمناها رئيس الجمهورية ويريدها ولا يجاريه فيها رئيس الحكومة ‏وليس في الامر سرا”.‏

‏ ‏

وعن صمت “حزب الله” عما قاله رئيس الجمهورية قالت المصادر ان ‏عون “لا ينتظر ردات الفعل المباشرة. فهو يعرفها ولربما ستعالج في ‏الكواليس لا حين الوصول الى مرحلة تفهم اعطاء الاولوية لوجع ‏الناس ولوقف الانعكاسات السلبية للتشدد غير المبرر في الملف ‏الحكومي، والتي انعكست على مصالح الناس من كل المناطق بلا ‏استثناء وعلى قطاعات حيوية تعاني مخاطر الشلل في حال تأخّر ‏مجلس الوزراء عن معالجتها”.‏

‏ ‏

حوار غير مقطوع

وكان ميقاتي قد عقد امس مؤتمرا صحافيا ردّ في بعض جوانبه على ‏ما ورد في رسالة عون مساء امس الاول فقال: “انّ الحوار ليس ‏مقطوعا مع جميع الأفرقاء وهناك تواصل دائم، وانه يتريث في ‏الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء لأنه يراهن على الحس الوطني ‏لدى جميع الفرقاء لمعاودة عقد الجلسات قريباً”. وشدد على أنه “من ‏الضروري ان يجتمع مجلس الوزراء، وأنا ضد التعطيل من ايّ طرف كان، ‏ولكن طالما أنّ مكوّناً اساسياً لا يشارك فأنا لن أدعو الى عقد جلسة”. ‏وأضاف: “لا يمكن أن أقبل بمقايضة موضوع عقد جلسات لمجلس ‏الوزراء بأي تسوية غير مقبولة مني شخصياً ومن عائلتي وعائلات ‏ضحايا المرفأ وغالبية اللبنانيين، ومن المجتمع الدولي”. وأكد “أنّ ‏التحقيق في موضوع انفجار مرفأ بيروت يجب أن يستكمل مساره ‏الدستوري والقانوني”، وقال: “إننا نقوم بكل ما يجب القيام به بكل ‏جدية لإجراء الانتخابات في موعدها بشفافية”. وأعلن أنّه وقّع مرسوم ‏دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب وأحاله ‏على ‏رئاسة الجمهورية لأخذ مجراه الدستوري‎.‎

‏ ‏

وطالب ميقاتي بالعودة إلى‎‏ “سياسة‎ ‎النأي بالنفس التي تحفظ وطننا ‏وتحمي علاقاته مع المجتمع ‏الدولي والعالم العربي”، وشدد على أن ‏‏”المهم هو تفاهم داخلي من خلال طاولة حوار لتمتين ‏علاقات لبنان ‏العربية ولا سيما مع دول الخليج وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو ‏الاساءة ‏اليها”‏‎.‎

‏ ‏

وعن موضوع استقالته قال ميقاتي: “عندما قدمتُ استقالتي من ‏الحكومة عام 2013 قلت في كتاب الاستقالة “إنني آمل أن تفتح ‏استقالتي ثغرة في الحائط المسدود”. واليوم عندما اشعر ان ‏استقالتي هي الحل فلن أتوانى ثانية عن تقديمها في سبيل ايجاد حل ‏للوضع في لبنان، لكن اذا تبين لي ان استقالتي ستؤدي الى مزيد من ‏الخراب والاضطراب فحتماً لن اقدم على هذه الخطوة، فالتوقيت هو ‏المهم لا النية”.‏

‏ ‏

ورداً على سؤال حول إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال ‏ميقاتي: “خلال الحرب لا يمكنك الاقدام على تغيير الضبّاط. نحن في ‏وضع صعب ولا يمكنني في الوقت الصعب أن اغيّر الضباط”.‏

‏ ‏

وردا على سؤال عن النفوذ الايراني في لبنان من خلال “حزب الله” ‏قال: “لبنان دولة مستقلة ونحن نبذل كل جهدنا لتكريس هذا الامر. ‏واذا كان المقصود “حزب الله” فهو حزب سياسي موجود على الساحة ‏اللبنانية كبقية الاحزب اللبنانية، ولا أسمح لنفسي بأن أقول أو أعترف ‏بأي نفوذ لأي دولة خارجية على الساحة اللبنانية”.‏

‏ ‏

‏”كَف يد سلامة”‏

في غضون ذلك ردّ تكتل “لبنان القوي” في اجتماعه الاسبوعي ‏برئاسة النائب جبران باسيل على موقف ميقاتي من سلامة، فكرر ‏دعوته الحكومة إلى “الاجتماع وكَف يد حاكم المصرف المركزي فورا ‏وتعيين بديل منه بعدما صار مُثقلا بملفات الدعاوى ضده في لبنان ‏والخارج، لأن لا أحد يذهب إلى المعركة بضابط ‏غير مؤهّل لقيادتها ‏ومتهم بالخيانة، ‏فلا يمكن الفوز بالحرب عندما يكون على رأس الجيش ‏من تَسبّب أصلاً بانهياره”. وقال: “مع استمرار المماطلة في تنفيذ ‏العقد الموقع بين وزارة المالية وشركة ألفاريز ومارسال يعلن التكتل أن ‏التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان لا يرتبط بمهلة ولا يسقط، ‏مهما سعى البعض الى ذلك، لأنه السبيل لمعرفة مصير أموال ‏اللبنانيين والعمل على استردادها وكشف الفجوة الكبيرة في حسابات ‏المصرف المركزي، وهذا الهدف‏ هو في صلب نضال التكتل والتزامه”.‏

‏ ‏

وأعلن التكتل “تأييده المطلق لكل ما ورد في كلمة رئيس الجمهورية، ‏واستجابته لدعوة الرئيس إلى طاولة حوار، تبحث الاتفاق بين ‏المكونات اللبنانية على إقرار قانون اللامركزية الإدارية والمالية ‏الموسعة، والاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان، وخطة التعافي ‏المالي والاقتصادي”، مشددا على أن لا “شيء يبرر تعطيل مجلس ‏الوزراء وأن رئيس الحكومة مُلزم بحكم مسؤولياته بالدعوة الى عقد ‏مجلس الوزراء وليتحمل كل طرف مسؤوليته، وإلّا يكون رئيس الحكومة ‏قد تخلى طوعاً عن صلاحية منحه إيّاها الدستور حصرا”.‏

‏ ‏

من جهته، غرّد رئيس حزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على ‏حسابه عبر تويتر، كاتباً: “وفوق كل الحسابات السياسية الخاصة ‏والعامة فإنني اعتقد أن دعوة الرئيس عون للحوار هي أساس لكن ‏الأهم أن يجتمع مجلس الوزراء للبدء في التفاوض مع المؤسسات ‏الدولية وذلك قبل الانتخابات النيابية”.‏

‏ ‏

إتفاق مع الصندوق

اقتصاديا وماليا، يواظب ميقاتي على اجتماعات مالية ـ اقتصادية ‏يومية تقريبا لحسم موضوع ارقام الخسائر والتوزيعة التي ستتم في ‏شأنها على الجهات المعنية تمهيداً للدخول في المفاوضات الحاسمة ‏مع صندوق النقد التي يتوقع ان تبدأ منتصف الشهر المقبل.‏

‏ ‏

وكان اللافت امس ما اعلنه وزير الاقتصاد أمين سلام من أن ‏المفاوضات مع صندوق النقد الدولي هي “في مرحلة متقدمة جداً”.‏

‏ ‏

وقال في مقابلة مع قناة “‏RT‏” الروسية ضمن برنامج “نيوزميكر” إن ‏لبنان سيوقع مطلع 2022 اتفاقا مبدئيا مع صندوق النقد الدولي على ‏خطة التعافي والنمو. وأضاف أن هذا الاتفاق هو جزء من الحل للأزمة ‏الاقتصادية في لبنان، وأشار إلى أنه بعد توقيع الاتفاق سيتم ضَخ ‏أموال كبيرة من العملة الصعبة في السوق وستتم هيكلة المصارف. ‏وشدّد على أنّ تأخر انعقاد مجلس الوزراء يؤخر في اتخاذات القرارات ‏المطلوبة للبنان.‏

‏ ‏

ورَدّ سلام أسباب تدهور الاقتصاد اللبناني إلى “تراكم الفشل في ‏الإدارة والسياسة المالية الاقتصادية التي استمرت لسنوات”. واكد أنه ‏‏”يتم العمل على تغيير الاقتصاد اللبناني من الريعي إلى الإنتاجي”.‏

‏ ‏

‏10 ساعات تغذية كهربائية

وعلى صعيد ازمة الكهرباء، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن ‏لبنان سيصل قريبا إلى تغذية كهربائية بمعدل 10 ساعات يومياً.‏

‏ ‏

وفي سياق متصل، كشف مدير عام مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء ‏السوري فواز الضاهر عن أن أعمال الصيانة والتأهيل لخط الربط ‏الكهربائي مع الأردن ولبنان ستنتهي غداً، حيث تكون ورشات شركات ‏الكهرباء العاملة في إصلاح هذا الخط قد أنهت أعمالها الفنية ونصبت ‏أبراج الشبكة، ليصبح الجزء السوري من خط الربط جاهزا للدخول في ‏الخدمة. وأضاف، في حديث صحافي، أن مسألة تغذية الخط بالطاقة ‏الكهربائية يعود لجهوزية الجهة المغذية (الأردن).‏

‏ ‏

وبَيّنَ الضاهر أنّ خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولا ‏إلى لبنان تعرض جزء منه لأعمال التدمير والتخريب خلال السنوات ‏الماضية على مسافة 87 كلم، بدءا من الحدود الأردنية السورية حتى ‏منطقة الدير علي، وأن هذه المسافة هي جزء من الخط الأساسي الذي ‏يربط شمال العاصمة الأردنية (عمان) بمنطقة (الدير علي) جنوب ‏دمشق على طول 144.5 كلم.‏

‏ ‏

وأوضح أن الأضرار التي لحقت بالخط شملت تدمير نحو 80 برجاً، ‏وتخريب وسرقة نحو 195 كلم من الأمراس، وهو ما يعادل 410 أطنان. ‏وأضاف: “كانت هناك حاجة لنحو 10 آلاف صحن لإصلاح التخريب الذي ‏لحق بالعوازل”.‏

‏ ‏

من جهة ثانية وقّع لبنان والعراق في بغداد امس مذكرة تفاهم خاصة ‏بتطوير العلاقات العسكرية بين البلدين. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية ‏عن استقبالها وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، حيث بحث مع ‏نظيره العراقي جمعة عناد سعدون سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ‏في مختلف المجالات. وأشارت الوزارة إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم ‏خاصة بتطوير العلاقات الثنائية العسكرية بين البلدين.‏

‏ ‏

وكان سليم قد التقى أمس في بغداد مستشار الأمن القومي العراقي ‏قاسم الأعرجي وبحث معه في العلاقات الثنائية، وضرورة الالتفات إلى ‏المصالح المشتركة بين البلدين والسعي لتعزيزها وتطويرها في ‏مختلف المجالات.‏

‏ ‏

كورونا

على الصعيد الصحي سجّل عداد الاصابات بفيروس كورونا ارتفاعا ‏اضافيا أمس حيث أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي ‏تسجيل 2280 إصابة جديدة (2188 محلية و92 وافدة) ليصبح العدد ‏الإجمالي للإصابات 715950. كذلك سجل التقرير 15 حالة وفاة جديدة، ‏وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 9072.‏

Leave A Reply