الجمعة, نوفمبر 1

عون يحضّر “دعوات الحوار”… ونصرالله يجيب “بهدوء على الأسئلة‎”‎

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : بفارق أكثر من عامين عن تهديده بقلب الطاولة على الجميع في لبنان والمجاهرة بنيته زيارة ‏دمشق قبل أن تباغته ثورة 17 تشرين وتقلب الطاولة على مخططاته، بدأ رئيس “التيار ‏الوطني الحر” جبران باسيل خطابه أمس، من حيث انتهى في خطاب 13 تشرين 2019 من ‏الحدت… فلفّ ودار وعاد إلى مربع “الممانعة” الأول، ليجدّد العزم والنية على القيام “بزيارة ‏علنية” إلى سوريا “ولو قبل الانتخابات لأنه ما عاد إلنا مبرّر لعدم الزيارة‎”.

ومن العنوان السوري العريض الذي توّج به كلمته، بدا واضحاً أنّ باسيل حسم خياراته ورسم ‏‏”استراتيجيته” للمرحلة المفصلية المقبلة، فأعد العدّة لأن يلعب “صولد” ويرمي جميع أوراقه ‏على المكشوف، ضمن إطار استراتيجية ثلاثية الأبعاد، سياسياً وانتخابياً ورئاسياً، تقوم على ‏‏”استعداء” رئيس مجلس النواب نبيه بري وشيطنته لشدّ العصب المسيحي، مقابل “استجداء” ‏العطف والاحتضان من قيادة “حزب الله” وتحميلها واجباً أخلاقياً بانتشال “التيار الوطني الحر” ‏من أزمته المسيحية والسياسية والشعبية، بالتوازي مع “استرضاء” الرئيس السوري بشار ‏الأسد لإعادة تعويم حظوظه الرئاسية في دمشق وفرضها فرضاً على حلفائها في بيروت‎.

فبغض النظر عن كل “حشو ولغو” سيادي وإصلاحي في خطابه لزوم المشهد الدرامي ودور ‏المظلومية الذي يلعبه أمام الرأي العام لغسل يديه من ارتكابات المنظومة الحاكمة التي شكل ‏على مدى أكثر من 15 عاماً أحد أبرز أركان تسوياتها وصفقاتها ومحاصصاتها داخل مجلس ‏الوزراء وخارجه، يمكن اختصار رسائل باسيل بجملة من الإشارات المشفرة وغير المشفرة، ‏بعضها متجانس وبعضها متضارب في سياق يعكس حالة التخبط والتضعضع التي يعيشها ‏داخل تياره، إلى درجة لم يتردد معها حتى في اقتباس شعار “المقاومة في كنف الدولة” الذي ‏طرحه النائب الراحل نسيب لحود واقترح إدراجه في البيان الوزاري عام 2008، وحينها كان ‏باسيل نفسه من أشد الرافضين لهذا المبدأ ومن أكثر المتمسكين بثلاثية “حزب الله”: جيش، ‏شعب، مقاومة‎.

وفي صلب الرسائل والإشارات التي أطلقها، وضع رئيس “التيار الوطني” نفسه عملياً في ‏تصرّف “السيد حسن (نصرالله)، يلّي إلو عندي مكانة خاصة بالقلب وبالعقل الله وحده ‏بيعرفها”، رافعاً إليه كتاب تظلّم صريح بضرورة إعادة النظر في مسألة تغليب كفة “الثنائية ‏الشيعية” على كفة “تفاهم مار مخايل” في ميزان الحسابات والخيارات السياسية، على أساس ‏أنّ مشاكل باسيل المتراكمة سببها انحياز “حزب الله” الدائم إلى قرارات رئيس مجلس النواب ‏على حساب “أصدقائهم الصادقين… ولمّا منسألهم، الجواب الوحيد من 3 أحرف: برّي‎”.

وكمن يقدم جردة حساب بالخدمات السياسية التي قدّمها لـ”حزب الله”، ذكّر باسيل بأن توقيع ‏‏”تفاهم مار مخايل” أتى منعاً لعزل “الحزب” وأنه دعمه في حرب تموز وفي حق سلاح ‏المقاومة بحماية لبنان، مروراً بالوقوف معه “في الشارع” على مدى سنتين ضد حكومة ‏الرئيس فؤاد السنيورة، وعمل على إحباط كل محاولات عزل الحزب “وآخر موجاتها كانت ‏في 17 تشرين عام 2019 بهدف رفع الغطاء المسيحي عنه” على حد تعبيره في معرض ‏تخوين ثورة 17 تشرين بوصفها “ثورة سفارات”، فضلاً عن تعرضه لعقوبات أميركية بسبب ‏رفضه فك الارتباط مع “حزب الله”… وصولاً إلى الاصطفاف العلني مع “حزب الله” في ‏معركة الطيونة في مواجهة عين الرمانة والانحياز إلى “مشهد مار مخايل”، ليخلص في ضوء ‏ذلك إلى التلميح مواربةً بأنّ وقت تحصيل “الغلّة” قد حان سياسياً وانتخابياً، لأنّ “المشكلة ‏صارت عميقة عند قواعد التيار (…) وما بقى فينا نكمل هيك‎”.

وفي المقابل، شنّ باسيل هجوماً شرساً بالمباشر على بري من بوابة وصفه بممارسة “السلبطة‎” ‎في مجلس النواب، حيث يحبس القوانين الإصلاحية في “الجارور”، ويحرّف تصويت النواب، ‏ويخالف الدستور في مقاربة موضوع كتاب رئيس الجمهورية لتفسير المادة 95 من الدستور ‏حول المناصفة بالإدارة، من دون أن يتوانى عن محاولة تأليب “حزب الله” على رئيس ‏المجلس واتهامه بشكل غير مباشر بالعمل على تنفيذ أجندة جيفري فيلتمان ضد الحزب في ‏لبنان، بالغمز من قناة أنّ على “حزب الله” أن يبحث بين “شركائه” عمن يقوم بتنفيذ هذه ‏الأجندة‎.

ولأنّ كيل الاتهامات التي ساقها ضد بري قد طفح في أروقة عين التينة، سيكون باسيل على ‏موعد مع ردّ عنيف اليوم من المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، ‏مهدت له قناة “أن بي أن” أمس برشق ناري في مقدمة نشرتها الإخبارية، استهدفت فيه ‏‏”الفهلوي جبران” الذي لا يرقى في تحليلاته “لقناعات الناس الطبيعيين”، وردّت على محاولته ‏‏”دق إسفين” بين الثنائي الشيعي “بثلاثة أحرف: خسئ”، معتبرةً أنه تحول إلى رئيس “تيار ‏السقوط الحر” وأنه في كل ما قاله لم يصدق إلا “بكلمة واحدة: أنا ما بفهم‎”.

في الغضون، وبينما تتحضر دوائر الرئاسة الأولى لتوجيه الدعوات إلى طاولة الحوار وفق ‏جدول الأعمال الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية ميشال عون، كشف مصدر متابع لهذا الملف ‏لـ”نداء الوطن” أن “قرار الثنائي الشيعي محسوم لجهة تلبية الدعوة إلى الحوار”، مشيراً إلى أنّ ‏الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته اليوم “سيجيب على الهواجس – ‏الاسئلة التي طرحها كل من عون وباسيل بهدوء وإيجابية، خصوصاً وأنّ كليهما رفعا سقف ‏المواقف السياسية ضمن صيغة الأسئلة والهواجس، ولم يذهبا إلى خيار المواجهة المباشرة ‏والشخصية‎”.‎

Leave A Reply