السبت, نوفمبر 23
Banner

السيد نصر الله: السعودية دعمت الارهاب وهي شريكة أمريكا في الحرب الكونيّة على المنطقة

أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية صنعت تنظيم “داعش” الإرهابي وتتحمّل مسؤولية جرائمه، مبينًا أنَّ السعودية وقفت خلف دعم “داعش” والتكفيريين في الوقت الذي قاوم الشهيد القائد قاسم سليماني إلى جانب الشعب العراقي الاحتلال الأمريكي والارهاب.

وفي كلمةٍ له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائدين سليماني والمهندس، قال السيد نصر الله: “الشهيد سليماني هو الذي وقف إلى جانب الشعب العراقي وساهم في تأسيس المقاومة، وأنَّ إيران كانت أوّل من وقف إلى جانب الشعب العراقي في مواجهة “داعش” الذي جاءت به واشنطن”، محمّلًا إياها كلّ الجرائم التي ارتكبتها في العراق وتحت هذه الحجّة هي عادت إلى العراق.

وأوضح أنَّ أميركا هي التي احتلّت واستبدّت بالعراق وارتكبت المجازر قبل اغتيال الشهيد سليماني، واصفًا إيّاها بالقاتل المنافق الذي لا مثيل له في التاريخ، لافتًا إلى أنَّ القاتل الأميركي احتلّ العراق وقتل عشرات آلاف العراقيين ودمَّر المواقع في البلد ونهب ثروات البلد ومارس أبشع أنواع التعذيب بحقّ العراقيين.
كما أكَّد السيد نصر الله أنَّ على شعوبنا وبلادنا أن تحدِّد موقفًا ثابتًا بين القاتل والشهيد كما على العراق أن يقدّم موقفًا من القاتل ومن الشهيد، مضيفًا: “شعوبنا وأوطاننا يجب أن تحدّد موقفًا واضحا ليس من أجل الشهيد بل من أجلها هي من أجل مستقبلها وحقيقة المواقع التي يجب أن تقف وتثبت فيها”.
وبيَّن أنَّ الشهيد سليماني قاوم الاحتلال وساهم في تأسيس فصائل المقاومة العراقية وأمدّها بالسلاح والقوى والاندفاع، وتابع: “عندما جيء بداعش كان الشهيد أوّل الذين وقفوا إلى جانب الشعب العراقي للدّفاع عن المدن والقرى والمقدّسات كان في مقدّمتهم الحاج قاسم ممثّلاً نظام الجمهورية الاسلامية”.
الأمين العام لحزب الله قال إنّ “الأمن الذي ينعم به العراق اليوم هو ببركة الشهداء”، سائلاً “هل من الانصاف المقارنة بين أميركا القاتلة وإيران التي ساندت العراق؟”، واعتبر أنَّ من الكارثة المقارنة بين الشهيدين اللّذين وقفا إلى جانب العراق وبين أميركا التي نفّذت المجازر.

السيد نصر الله: السعودية دعمت “داعش” والتكفيريين
هذا، وأكَّد السيد نصر الله أنَّ “فكر داعش أتى من السعودية التي وقفت خلف دعم التكفيريين، ومحمد بن سلمان يقول أنَّ أميركا هي التي طلبت من السعودية خلال عشرات السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهابي في العالم”، مؤكدًا أنَّ السعودية كانت ترسل الانتحاريين وسيارات الانتحارين إلى العراق.
وأوضح أنَّ السعودية أرسلت شبابها لقتل الشباب والرجال والأطفال العراقيين في العمليات الانتحارية، أمَّا إيران أرسلت شبابها ليُقتلوا دفاعًا عن الشباب والرّجال والأطفال العراقيين في كلّ المحافظات العراقية.
وردّ على مقولة حزب الله يخرّب علاقات لبنان، قائلًا: “العلاقات مع من؟ مع أميركا؟ هذا هو العدو الذي تتّهموننا أنّنا نخرّب العلاقات معه؟”، مشيرًا إلى أنَّه “لم نعتَد ولم نهاجم السعودية بل هي كانت شريكة في الحرب الكونية على المنطقة”.

وأضاف: “من كان يقف خلف “داعش” في سوريا التي لو انتصرت لكانت الكارثة التاريخية في لبنان؟ فقط أميركا؟ وماذا عن السعودية؟”، مشدَّدًا على أنَّ الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين التكفيريين إلى سوريا والعراق، ويحتجز آلاف اللبنانيين في الخليج رهينة يهدّد بهم لبنان كلّ يوم.
وأكَّد أنَّه “كان لنا الشّرف أن نقف بوجه هؤلاء القتلة المتآمرين على بلادنا وشعوبنا وعلى دماء وأعراض الرّجال والنساء في لبنان”، لافتًا إلى أنَّ استقالة أي وزير لبناني لن يغيّر من موقف السعودية لأنّ مشكلتها هي مع الذين هزموا مشروعها.
السيد نصر الله: أمريكا رأس العدوان في منطقتنا
ورأى سماحته أنَّ الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم “إسرائيل” في فلسطين ولبنان والمنطقة، مشيرًا إلى أنَّ “كل ما فعلته “اسرائيل” في لبنان من حروب وغارات ومجازر آثاره ما زالت واضحة، وتتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الأميركية فكيف ننظر اليها انها صديق؟”.
ولفت إلى أنَّ من قتل السوريين وأدخل بلادهم في أتون الحرب المدمرة هي الإدارة الأميركية، فواشنطن تجعل من قاعدة التنف في سوريا محمية لـ”داعش” لتهديد دمشق، مؤكدًا أنَّ أمريكا هُزِمت في سوريا كما في العراق.
كما بيَّن أنَّ الحرب على اليمن هي حرب أميركية تنفذها السعودية، وتلاعبوا بالدول الخليجية أثناء حصار قطر لسحب الأموال منها، معتبرًا أنَّ العدوان الأمريكي على سوريا ما زال مستمرا بأشكال مختلفة وأسوأ ما تواجهه سوريا اليوم هو الحصار الاقتصادي وقانون “قيصر”.

وقال السيد نصر الله: “في كلّ مكان كان هذا القاتل الأميركي كان الشهيد قبل أن يستشهد حاضرًا لقد كان قاسم سليماني حاضراً بما يمثّل ليصنع الانتصارات ويبني عناصر القوة ويغيّر المعادلات وفي نهاية المطاف قدّم دمه وروحه”، مشددًا على أنَّ الذين نفّذوا جريمة الاغتيال سينالون جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة وهذا وعد الثوار والأحرار.
ولفت سماحته إلى أنَّ التّسامح أو التعمية عن بقاء القوات الأميركية في العراق هو قتل جديد للشهيدين سليماني والمهندس، مضيفًا: “من المفترض بحسب الادّعاء الأميركي أنّ القوات الأميركية خرجت من العراق وأن من سيبقى مجموعة من المدرّبين والمستشارين والاداريين وهو اليوم مسؤولية الشعب والقادة العراقيين”.
وأكَّد سماحته أنَّ مصير القوات الأميركية هو الخروج من هذه المنطقة، مشيدًا بالمقاومة الشعبيّة في شرق الفرات، مشيرًا إلى أنَّها الخيار الصحيح الذي سيؤدي إلى خروج الجيش الأمريكي من سوريا.
ولفت إلى أنَّ “دماء الشهيدين سليماني والمهندس تستصرخ العقول والضمائر في العالمين العربي والإسلامي وتقول إنّ رأس العدوان أساس الإحتلال والظّلم في منطقتنا هي أميركا العدو فاتّخذوها عدوا”.
السيد نصر الله: لا تستهينوا بمعركة الإعلام ووسائل التواصل
ورأى الأمين العام لحزب الله أنَّه اشتباه خطير واستراتيجي عندما تعتبر العدو صديقًا فتلجأ إليه وتلوذ به، وأنَّ رسالة دماء الشهيدين سليماني والمهندس أن نقف بوجهه ونقاتله، مضيفًا: “ما دامت أمريكا هي المهيمنة على منطقتنا ونعتبرها صديقًا سيستمر الاحتلال والظّلم والاستبداد وكلّ ما سيمنع تحرير بلادنا وثرواتنا”.
وأشار إلى أنَّ جزءًا من هذه المعركة هي معركة الإعلام ووسائل التواصل، موصيًا بعدم الإسهانة بهذه المعركة التي تحوّل المقاوم إلى إرهابي وفاسد، ففي الإعلام ومواقع التّواصل يصبح السفير الأمريكي حمامة سلام ويصبح قاسم سليماني مجرم وقاتل،
ولفت سماحته إلى أنَّ الكثير ممّا يقدّم في عالم الاحصائيات والأرقام هي أكاذيب وجزء من الحرب النفسية والتضليل وتوهين العزائم على شعوب المنطقة.

السيد نصر الله: مناسبة استشهاد “قادة النصر” تعبير عن مواصلة الجهاد والمقاومة
وبيَّن السيد نصر الله أنَّه عندما يتمّ إحياء مناسبة استشهاد “قادة النصر” اليوم في العراق وايران ومناطق أخرى فإنّ ذلك يؤكّد على حفظ جميل هؤلاء الشهداء، مشيرًا إلى أنَّ تداعيات اغتيال الأميركيين للشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس مازالت مستمرة حتى اليوم.
واعتبر أنَّ “إحياء مناسبة استشهاد قادة النصر هو تعبير عن احترامنا وتقديرنا لهم وللتأكيد على ثبات إخوانهم وأخواتهم طوال الطريق وعلى صمودهم ومواصلتهم الجهاد والمقاومة والحضور ومواجهة المشاريع الاستكبارية الأميركية والصهيونية”.
السيد نصر الله: متمسكون بالتفاهم مع التيار الوطني
وفي الشأن اللّبناني، شدَّد سماحته على أهمية الحوار بين اللبنانيين، وقال نحن حريصون جداً على الحلفاء والأصدقاء، مبينًا تمسُّك الحزب بالتفاهم مع التيار الوطني الحر واستعداده لتطويره بما يحقّق المصلحة الوطنية.
وأضاف: “سوف نتحدث مطولًا عن الشأن الداخلي في الأيام المقبلة لكن طبيعة المناسبة والوقت المتاح لا يسمحان لي أن أتطرّق للوضع المحلي الداخلي الآن”.
وعزّى السيد نصر الله باستشهاد السفير الايراني في اليمن حسن ايرلو، مشيرًا إلى أنَّه كان من الذين حضروا مع الحرس الثوري إلى لبنان لمواكبة المقاومين مع بدايات المقاومة.

Leave A Reply