السبت, نوفمبر 23
Banner

هل انكسرت الجرّة بين المستقبل والقوّات؟…

عبد الكافي الصمد – سفير الشمال

في توقيت دقيق وحسّاس يأتي قبل نحو 4 أشهر من موعد الإنتخابات النّيابية المرتقبة، تفجّر الخلاف بين تيّار المستقبل والقوّات اللبنانية على نحو لافت، وأظهر أنّ الخلافات بين الطرفين ليس أمرا عابراً، ولا إبن ساعته، وأنّه يُعبّر عن القلوب الملآنة بينهما، وأنّ الأمر ليس مجرد رمّانة.

الحلقة الجديدة من التباعد بين الجانبين ظهرت يوم الأربعاء الماضي خلال الحديث الذي أجرته محطة “سكاي نيوز عربية” مع رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع عندما قال: “إنتظروا الإنتخابات وسيعرف الجميع من هم حلفاؤنا، لأنّ السّاحة الإنتخابية السّياسية في لبنان لا يمكن التفكير بها كما في السّابق، فهناك مشهد جديد اليوم على السّاحة اللبنانية جرّاء أحداث 17 تشرين وما واكبها من تطوّرات في لبنان، وما آلت إليه الأوضاع”.

بالطبع لم يكن هذا الكلام هو الذي أثار غضب التيّار الأزرق من القوّات، باعتباره عمومي، بل إنّ القشّة التي قصمت ظهر العلاقة بينهما كانت في كلام جعجع عن أنّ “هناك مشهد إنتخابي سياسي آخر مختلف تماماً، فلا يصحّ السؤال عمّن هم حلفاؤنا، لأنّ الأكثرية السنّية هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي، وكلّ من لديه نفس طروحاتنا سيكون هناك إنسجاماً معه، والأمور لم تعد تحتمل هدنات”.

وبالرغم من أنّ جعجع لم يسمِّ تيّار المستقبل بالإسم، إلا أنّ كلامه كان يشير إلى التيّار الأزرق دون سواه، عندما حاول أن يفصل بين الأكثرية السنّية وقيادتها، وأنّ الأولى حليفة له، عكس الثانية، وهو كلام يشير بوضوح إلى حجم الهوّة التي باتت تفرّق بين بيت الوسط ومعراب، وأنّ ردمها ليس سهلاً، وأنّ إنعكاساتها ستكون كبيرة، خصوصاً خلال الإنتخابات النّيابية المقبلة، التي ستكون تعبيراً واضحاً عن صورة العلاقة بين الطرفين.

ردّ تيّار المستقبل على جعجع لم يتأخّر، ففي سلسلة تغريدات له على “تويتر” رأى الأمين العام للتيّار الأزرق أحمد الحريري أنّ جعجع “يعتبر أنّ الأكثرية السنّية حلفاء له على المستوى الشّعبي، وليس على المستوى القيادي. والمقصود بهذا الفصل حتماً “تيار المستقبل” وقيادته، إلا إذا كان د. سمير جعجع يعتبر أنّ بعض الفتات السّياسي الذي يغازل معراب بات يشكل أكثرية يعتد بها وفي الإمكان تجييرها بالجملة أو المفرّق كي تصبح تحت خيمة القوات”، قبل أن يتوجه الحريري إلى جعجع بـ”نصيحة من حليف سابق” دعاه فيها إلى أن “إلعب في ملعبك كما تشاء وعش الأحلام التي تتمناها، لكن إترك الأكثرية السنّية بحالها، وتوقّف عن سياسة شقّ الصفوف بينها وبين قيادتها السّياسية”، وخاتماً النصيحة بما يزيد على العتاب ويقترب من التهديد، عندما قال: “النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!”.

هل هذا الردح يعني أنّ تحالف التيّار والقوّات في الإنتخابات المقبلة أصبح مستبعداً، وأنّ القوّات خسرت حليفها السنّي الوحيد، مقابل خسارة التيّار حليفاً مسيحياً جديداً بعد خسارة التيّار الوطني الحرّ وقبله حزب الكتائب، ولم يبق من حليف له على السّاحة المسيحية سوى تيّار المرده؟

في الظاهر يبدو أنّ الإجابة هي نعم، وأنّ القوّات ستخسر جرّاء ذلك حليفاً سنياً أمّن لها الفوز بمقاعد نيابية في عدد من الدوائر مثل عكّار، البترون، وبعلبك ـ الهرمل وبيروت وسواها، ما يعني أنّ كتلة القوّات سيتراجع عددها في الدوائر المختلطة، وأنّ الشّرخ بين الطرفين، على مستوى القيادة والقاعدة، لا يكون إصلاحه ممكناً وبسهولة خلال الفترة الزمنية القصيرة التي تفصل عن موعد الإنتخابات.

Leave A Reply