كتبت صحيفة الشرق الاوسط تقول:
رفض رئيس الحكومة السابق، رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون معتبراً أن هذا الأمر يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية المقبلة، فيما ينتظر أن يتلقى عون جواباً مماثلاً من «القوات اللبنانية».
وأعلن مكتب الحريري الإعلامي في بيان له أن الحريري «أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية إثر تلقي بيت الوسط (مقر الحريري في بيروت) اتصالاً من القصر الجمهوري بشأن دعوة الرئيس عون إلى مؤتمر حوار وطني»، مشيراً إلى أن الحريري أبلغ رئيس الجمهورية اعتذاره عن عدم المشاركة، لأن «أي حوار على هذا المستوى يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية».
ي هذا الإطار قالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرئيس عون اتصل أمس بالشخصيات التي جرت العادة أن تشارك في الحوار (رؤساء الأحزاب والكتل النيابية) لدعوتهم إلى لقاءات ثنائية قبل الدعوة إلى الحوار للتشاور معهم وبحث الفكرة من حيث المبدأ قبل اتخاذ القرار النهائي، فكان قرار الحريري الاعتذار عن اللقاء الثنائي والحوار في الوقت عينه».
وكان عون قد دعا إلى حوار عاجل من أجل التفاهم على ثلاث مسائل والعمل على إقرارها لاحقاً وهي اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي.
ويأتي موقف الحريري من الحوار في وقت لم تعلن فيه معظم الأطراف السياسية موقفها الرسمي منه فيما سبق لرئيس البرلمان نبيه بري أن أعلن أنه لا يرفض أي حوار، وهو الأمر الذي ينطبق على «الحزب التقدمي الاشتراكي» مع تأكيده على أهمية النتائج.
لكن في المقابل، لن يكون موقف «حزب القوات اللبنانية» مختلفاً عن موقف الحريري بحسب ما قال مسؤول الإعلام والتواصل شارل جبور لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً «القوات لن تلبي الدعوة للحوار لأن الأولوية الآن هي الذهاب للانتخابات النيابية لإعادة إنتاج سلطة جديدة يكون لها الصدقية الشعبية والوطنية ومؤهلة لقيادة حوار وطني يؤدي إلى قيام دولة فعلية بينما ما طرحه عون من عناوين كان يفترض أن يطرحها في السنة الأولى من عهده وليس قبل نهاية ولايته بأشهر قليلة»، مؤكداً في الوقت عينه أن قضية الاستراتيجية الدفاعية التي أدرجها عون ضمن جدول أعمال الحوار لا تطرح عندما يكون هناك تباين بينه وبين حزب الله فيما يتجاهلها إذا كان متفقاً معه.