علي ضاحي-
رغم كل السجالات الحاصلة بين «التيار الوطني الحر» و»الثنائي الشيعي»، وبمعزل عن الحملات الهجومية اليومية لقيادات «التيار» ونوابه على حزب الله و»حركة امل» والاداء السياسي والحكومة والمجلسي، ودخول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على خط الانتقادات من الباب الحكومي لحزب الله ومن الباب المجلسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري لاسباب انتخابية، لا يزال حزب الله يعتبر ان الرئيس عون حليفه ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل حليفه وتربطه علاقة سياسية وانتخابية تحالفية ومعززة بتفاهم مار مخايل.
وفي الآونة الاخيرة، وبعد فشل الحملات المتكررة لإستهداف حزب الله وزجه في مشكلات داخلية من خلدة الى الطيونة، وشن حملة شعواء ضده في ما خص العلاقة المتوترة مع السعودية، بدأت اصوات عدة، ومن خصوم عون وحزب الله، السعي الى استهداف الشراكة بين حزب الله وباسيل وعزل الرئيس عون في الاشهر العشرة الاخيرة، وإستضعاف العهد ونهجه في آخر ولايته.
هذه الاجواء والتي تنقلها اوساط قيادية في تحالف حزب الله و»حركة امل» وتصفها انها حصيلة لقاءات ونقاشات بين حزب الله وحلفائه، تؤكد انها من ضمن حملة ستكبر وستزيد حتى الانتخابات النيابية، وهي تشمل بالطبع محاولات تجويف الحوار من مضمونه وتسخيف عقده وتوقيته.
وتقول الاوساط،ان الكل يعلم في لبنان ان التوافق هو الاساس، خصوصاً في الامور السيادية والمصيرية، لذلك قد يكون الحوار فرصة لتبادل الافكار والهواجس والتطلعات ومن دون الغاء دور المؤسسات كالحكومة ومجلس النواب، وتشير الاوساط الى انه فور اعلان الرئيس عون عن نيته الدعوة الى طاولة الحوار كان «الثنائي الشيعي» اول المرحبين بالحوار، وكان الاقل «ضجيجاً» عن باقي القوى السياسية الاخرى، ولم يصدر اية انتقادات علنية في ما خلا مواقف مقربين من «الثنائي» والجمهور الشيعي والذي استفزه عودة الكلام عن السلاح والاستراتيجية الدفاعية، والمطلوب في كل الكون اليوم هو رأس المقاومة وحزب الله، فهل يعقل ان يصوب على هذا السلاح ايضاً داخلياً وفي هذا التوقيت؟
وتؤكد الاوساط ان محاولة افشال الحوار قبل انطلاقته، تمثلت بمسارعة كل من الرئيس سعد الحريري المقاطعة، واعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مشاركته بصفته كرئيس للحكومة وليس رئيس كتلة سنية، واعلان رئيس حزب «القوات» سمير جعجع مقاطعته الحوار، ويتردد ان النائب السابق وليد جنبلاط يتجه الى المقاطعة بدوره ولن يمثله احد على الطاولة.
وتقول الاوساط ان كل القوى السياسية مدركة، ان هذا الحوار من حيث الشكل والمضمون، لن يجترح المعجزات، والمشكلات العالقة اكبر منه ومن البلد والحكومة وكل السلطة السياسية، ولو حضر كل الاقطاب ورؤساء الكتل النيابية فإن النتائج غير مضمونة، وانه مهما اتخذ من قرارات قد يكون هناك صعوبة في تنفيذها،وهذا الامر نظرياً صحيح، ولكن لا يمكن لحزب الله ان يترك حليفه العهد وحيداً، ولن يسمح باستفراده ومحاصرته وكذلك محاصرة النهج الذي يكمله باسيل، لذلك دعم الحوار والحضور وبأي شكل وصيغة ممكنة هو اقل الايمان لدعم العهد والحليف.
في المقابل، تكشف اوساط مقربة من بعبدا، ان الرئيس عون سيبدأ اليوم وغداً، مروحة اتصالات وستشمل رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائب اسعد حردان والنائب طلال ارسلان والطاشناق و»اللقاء التشاوري»، والنائب السابق وليد جنبلاط او من يمثله (ولم يتأكد عدم حضور جنبلاط، او من يمثله حتى الساعة وفق اوساط بعبدا نفسها).
وتقول الاوساط انه بناء على هذه المشاورات سيعلن الرئيس عون حصيلتها وقراره النهائي. فهل سيكتفي يهذه المشاورات ومن دون الدعوة الى طاولة الحوار؟ ام انه سيدعو الى حوار بمن حضر ولو قاطعه الحريري وجعجع وجنبلاط؟
وترجح الاوساط ان يكون هناك حوار بمن حضر ولو كانوا من «اهل البيت الواحد»، فأي لقاء وطني هام مهما كان حجم الحاضرين وعددهم والميثاقية المسيحية والدرزية والسنية مؤمنة.