علي ضاحي-
التصريحات التي يطلقها يومياً نواب ومسؤولو «تيار المستقبل» عن موعد عودة الرئيس سعد الحريري ومصير ترشيحه شخصياً وخوض تيار المستقبل الانتخابات النيابية ويغمرها الاحباط والارباك والغموض والتخبط، باتت الخبز اليومي للقوى السياسية الاخرى وخصوصاً السنية منها والتي تنتظر حسم قراره النهائي لتبيان «الخيط الانتخابي الاسود من الابيض».
وتؤكد اوساط سنية رفيعة المستوى وعلى تواصل مع الرئيس الحريري ان هناك ضبابية حول عودته الى بيروت، فبعد ان كان مقرراً ان يعود اليوم (الاحد) ويقضي بعض الوقت، ويعلن كل مواقفه الانتخابية والسياسية ويجري ما يلزم من اتصالات ويعقد اللقاءات الداخلية ومع القوى السياسية الاخرى، يبدو ان هناك معلومات اخرى عن تعثر او تأجيل هذه العودة مع بقاء احتمال العودة (اليوم) قائماً!
وتكشف الاوساط ان المهم ليس موعد عودته، وهي ممكن ان تحصل في اي وقت من اليوم وصاعداً، ولكن الاهم ان الاتصالات التي جرت مع الحريري في الايام الماضية، خلصت الى ان الحريري لن يترشح شخصياً للانتخابات النيابية ، الحالية ولاسباب عديدة: شخصية وسياسية ومالية.
وتؤكد ان اكثر من طرف بات على علم بهذا القرار، وحتى ما اعلنه امس النائب هادي حبيش عبر قناة «الجديد» (عاد وتراجع عنه لاحقاً بشكل ملطف)، هو القرار النهائي للحريري وهو عدم الترشح شخصياً، والقرار حسم ولكن نواب «المستقبل» وقواعده الحزبية وبعد تبلغهم منذ ايام بالقرار بالنهائي يحرصون على عدم اعلان الخبر لعدم مس معنويات القاعدة السنية لـ «المستقبل».
وتكشف ان اللقاء الشهير والذي جمع الحريري منذ 3 اسابيع بنواب كتلته عبر الـ»زوم» وتسربت نقاشاته الى الاعلام، كان هو الادق ووقتذاك ابلغ الحريري لنوابه وكوادره قراره بعدم الترشح وانه ميال لهذا القرار.
وتضيف الاوساط ان بعيداً من «القفازات» وتجميل الصورة، يبدو ان الحريري مقتنع حسب الاحصاءات التي جرت ان حظوظه ليست عالية في بيروت، حيث كان سيترشح، وان هناك تكتلاً سياسياً من جهة ولوائح المجتمع المدني والمستقلين من جهة ثانية لن يسمح له بالفوز وقد يكون لاخيه بهاء دور في محاولة اسقاطه!
لذلك الخسارة بالعزوف اقل بكثير من الترشح والخسارة في الصندوق معنوياً وسياسياً وحزبياً.
وتشير الى ان السؤال الكبيرالذي ينتظر الحسم هو معرفة مصير تيار «المستقبل»، فهل يترشح «التيار» من دون رئيسه؟ واذا كانت الاسباب التي منعت الحريري من الترشح المالية والسياسية و»الفيتو» السعودي والتراجع الشعبي قائمة، فهل من الممكن ان يتجاوزها تيار المستقبل ويخوض الانتخابات في مختلف المناطق اللبنانية؟
وتؤكد ان الارباك هو الحاكم في الساحة السنية اولاً، وثانياً عند باقي كل القوى السياسية التي باتت تنتظر قرار الحريري حول مستقبل تياره السياسي والانتخابي.
في حين تؤكد اوساط «المستقبل»، ان الكتلة النيابية والنواب والمسؤولون في التيار الازرق، ينتظرون عودة الحريري واعلانه هو قراراته بنفسه، ولا يمكنهم القفز فوق هذا القرار.
اما في مقلب 8 آذار وتحالفه مع «الثنائي الشيعي»، فتقول اوساط هذا التحالف انه حسم امره بالتحالف مع كل القوى في 8 آذار والعمل منصب على لوائح مشتركة بين «أمل» و «التيار الوطني الحر» و «حزب الله» وكذلك توحيد الجهود في المناطق السنية والدرزية.
وتقول ان لدينا قناعة وبعد تبلغنا قرار الحريري من اوساطه، انه لن يترشح، ان تياره ايضاً لن يترشح بصفة رسمية، وقد يخوض حلفاء «المستقبل» ومحازبوه الانتخابات كل على نفقته وباسمه الشخصي ويعقد تحالفات مع الاشتراكي والقوات والمردة مثلاً بحكم المصلحة الانتخابية وبشكل شخصي ايضاً.