الجمعة, نوفمبر 22
Banner

ترقّب لمواقف عون أمام السلك الدبلوماسي غداً

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : ما حصل في “جب جنين” أمس لم يكن فعلاً إرادياً نابعاً عن وعي وتفكير وتدبير، أكثر مما ‏هو نتاج سلطة مجرمة حوّلت بكامل وعيها وإرادتها اللبنانيين إلى مشاريع انتحارية تتملكهم ‏نوازع “بو عزيزية” تستلهم من مشهدية إضرام النار بالنفس لإخماد نيران اليأس التي تلتهم ‏حياتهم وتدمّر حاضرهم ومستقبلهم، ولم يكن بهذا المعنى عبد الله سباعي الذي هدد بحرق نفسه ‏في المصرف بغية تحصيل أمواله سوى واحد من ضحايا عملية السطو الفعلية التي قامت بها ‏مافيا الحكم على أموال الناس، ودفعتهم إلى حافة التوسّل والتسوّل والانتحار على أعتاب ‏المصارف‎.

وفي خضم الأزمات الملتهبة، تتعامل الطبقة الحاكمة ببرودة قاتلة مع معاناة المواطنين حتى ‏أضحى واجب اجتماع مجلس الوزراء منّةً تستوجب الشكر والامتنان تثميناً لقبول الثنائي ‏الشيعي بدعوة الحكومة للانعقاد والبحث في الملفات الحياتية الملحة، فجاء اجتماع قصر بعبدا ‏أمس بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي بمثابة الخطوة ‏التمهيدية لاستئناف مجلس الوزراء أعماله الأسبوع المقبل، تحت سقف الشروط التي وضعها ‏‏”الثنائي” لجدول الأعمال، فاتفق عون وميقاتي على “إدراج موضوعين أساسيين على الجدول ‏وهما مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022 وخطة التعافي المالي والاقتصادي‎”.

وأوضحت مصادر مطلعة على أجواء لقاء بعبدا لـ”نداء الوطن” أنّ الاجتماع بين رئيسي ‏الجمهورية والحكومة الذي دام لنحو نصف ساعة “خلص إلى حصول تفاهم مشترك على ‏جدول أعمال مجلس الوزراء بحيث سيصار إلى السير في البحث بالتوازي بين مشروع ‏الموازنة وخطة التعافي ليتم الانتهاء منهما سوياً”، مشيرةً إلى أنّ الجلسة الأولى لمجلس ‏الوزراء التي ستعقد في قصر بعبدا ستقتصر على عرض وزير المالية يوسف خليل “فذلكة ‏الموازنة” بالإضافة إلى الخطوط العريضة لخطة التعافي، على أن يبدأ البحث التفصيلي في ‏جلسات متلاحقة للحكومة تُعقد في السراي الكبير، على أن تكون الجلسة الأخيرة في بعبدا ‏لإقرار الموازنة‎”.

ونقلت المصادر أنّ “جدول الأعمال المتفق عليه بين عون وميقاتي يتضمن أموراً حياتية ملحة ‏سيتم بحثها في مستهل جلسة مجلس الوزراء، وأبرزها: المساعدة الاجتماعية، ومضاعفة ‏تعويض النقل والانتقال للمدنيين وتعويض النقل المقطوع للعسكريين وتمديد الملاكات اضافة ‏الى امور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها”، لافتةً إلى أنّ “الجلسة ستعقد مبدئياً يوم ‏الاثنين، لكنّ التوقيت الدقيق سيبقى مرتبطاً بموعد تسليم وزير المالية مشروع قانون الموازنة ‏إلى الأمانة العامة لرئاسة الحكومة تمهيداً لتوزيعه على الوزراء قبل موعد الجلسة بثمان ‏وأربعين ساعة، أي أنّ الجلسة ستعقد الاثنين إذا وصل مشروع الموازنة بين يومي الخميس ‏والجمعة إلى السراي‎”.

وتزامناً، علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس الجمهورية سيلتقي غداً الخميس أعضاء السلك ‏الدبلوماسي المعتمدين في لبنان، على ان يلتقي عون السلك القنصلي يوم الجمعة كما درجت ‏العادة الرئاسية في بداية كل سنة جديدة، حيث ستكون لعون في الغد كلمة يستعرض فيها كل ‏التطورات التي يشهدها لبنان، فضلاً عن تطرقه إلى الموقف الرسمي اللبناني من مسألة ‏التضامن العربي وإدانة كل اعتداء يطال أي دولة عربية، مع التأكيد في هذا المجال على ‏الحرص على إقامة أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية، ولا سيما منها دول الخليج ‏وتحديداً المملكة العربية السعودية، بينما ستتوجه الأنظار من ناحية أخرى إلى كلمة عميد ‏السلك الدبلوماسي السفير البابوي لدى لبنان المطران جوزيف سبيتيري، وسط توقعات بأن ‏تتضمن رسائل سياسية لا تخلو من انتقادات للطبقة السياسية‎.‎

Leave A Reply