السبت, نوفمبر 23
Banner

مواكبة فرنسية “ضاغطة” وعقوبات أميركية إضافية

جاء في صحيفة ” النهار ” : ‎وسط عاصفة قطبية جليدية بدأت تلفح #لبنان وستبلغ ذروتها في اليومين المقبلين مع ما ‏تعنيه من متاعب ومصاعب شائكة في التدفئة والتزود بالمواد الحيوية ، وفيما شكلت دفعة ‏عقوبات أميركية جديدة على “#حزب الله ” مؤشرا الى عدم تبدل المعطيات الخارجية ‏المتصلة بالواقع اللبناني حتى الان على غرار ما ذهبت اليه أوساط محلية في الآونة الأخيرة ‏، سيكون المشهد الداخلي ابتداء من الأسبوع المقبل على موعد مع الاختبار الجديد لحكومة ‏أراد لها “الثنائي” عودة مشروطة بملفي الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي فيما يصعب ‏هضم هذا الشرط وتجاوزه اقله من رئيسي الجمهورية والحكومة‎.‎

وإذا كانت معظم المعطيات تشير الى ان تداعيات الانهيار الداخلي لعبت فعلا الدور ‏الأساسي والحاسم في تراجع الثنائي “امل” و”حزب الله” عن مقاطعة جلسات مجلس الوزراء ‏ولو مع اشتراطات جديدة لحفظ ماء الوجه في مسألة التراجع عن المقاطعة فان مزيدا من ‏المعطيات تشير أيضا الى ان هذا التطور لم يحصل في معزل عن تعاظم الضغوط ‏الخارجية لاعادة احياء مجلس الوزراء ولا سيما منها من فرنسا تحديدا التي يبدو انها وقفت ‏وراء حيز مهم من الجهود التي بذلت من اجل إزالة الانسداد امام حكومة الرئيس نجيب ‏ميقاتي‎.‎

وفي هذا السياق كشف مسؤول رفيع لمراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان ‏اتصالات فرنسية كثيفة مقترنة بتحذير شديد اللهجة من الجانب الفرنسي أجريت طوال الايام ‏السابقة مع الاطراف اللبنانيين الذين كانوا يعرقلون اجتماع الحكومة وان الضغط الفرنسي ‏بقي قويا مع جميع الافرقاء الذين تم الاتصال بهم من الرئاسة الفرنسية لمعاودة اجتماع ‏الحكومة. واكد المسؤول نفسه ان الاتصالات لا تنقطع مع الافرقاء اللبنانيين لان الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون يتابع عن كثب ما يجري في لبنان‎.‎

‎ ‎الى ذلك وبالنسبة الى المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الايراني كشف المسوؤل ‏الفرنسي نفسه ل”النهار” ان هذه المفاوضات تتعرض للعرقلة بسبب الضمانات التي ‏تطلبها ايران من الادارة الاميركية وبسبب الاجراءات الاميركية التي تضعها ادارة الرئيس جو ‏بايدن على ايران من دون ان يحدد نوعية الإجراءات‎.‎

‎ ‎وليس بعيدا من هذه الأجواء زارت أمس السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو الرئيس ‏ميقاتي على رأس وفد ضم الخبير في صندوق النقد الدولي كليمان ستيز ونائب رئيس ‏الخزينة الفرنسية وليام روز. وأفادت المعلومات الرسمية عن اللقاء ان السفيرة غريو عبرت ‏‏”عن سرورها لعودة التئام مجلس الوزراء للبحث في مشروع الموازنة الذي هو حجر الأساس ‏لمشروع التعافي الاقتصادي”. وأعربت “عن دعم فرنسا للحكومة اللبنانية في مشروع ‏التعافي الذي هو أساس النقاشات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي”. وتناول اللقاء ‏أيضا الخبرة التقنية والمساعدة الفنية التي ستقدمها فرنسا من خلال خبراء من وزارة المال ‏ومديرية الخزينة فيها للفريق اللبناني في المحادثات مع صندوق النقد الدولي‎.‎

‎ ‎وبدأ امس الاعداد للجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء التي ستناقش مشروع الموازنة بعد ‏انتهاء وزارة المال من وضعه. وفي هذا الإطار، اجتمع الرئيس ميقاتي بعد الظهر مع رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون وأعلن على الأثر ” توافقنا مع الرئيس عون على مختلف ‏الأمور ونلتقي الأسبوع المقبل في جلسة لمجلس الوزراء تتضمّن الموازنة والمواضيع ‏الحياتيّة المُلحّة‎”.‎

 ‎‎ ‎سلامة و#غادة عون

‎ يشار في هذا السياق الى ان الصراع السياسي الدائر مباشرة او بالواسطة حول حاكم ‏مصرف لبنان سجل فصلا جديدا من خلال اصدار النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ‏القاضية غادة عون قرارا قضى بوضع إشارة منع تصرف على كل العقارات والسيارات ‏العائدة لحاكم مصرف لبنان #رياض سلامة، وإبلاغ أمانة السجل العقاري في المتن ‏ومصلحة تسجيل الآليات والمركبات لتنفيذ القرار فورا، وذلك بناء على شكوى تقدمت بها ‏مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام‎”.‎

‎ ‎وفي المواقف السياسية من عودة الحكومة اعتبر رئيس “تكتل لبنان القوي” النائب جبران ‏باسيل، أن “عودة الحكومة خطوة إيجابية نأمل أن تكون فاتحة لخطوات أخرى، لكنها ليست ‏كافية، فالمطلوب فعالية وإنتاجية”، وقال: “نحن متمسكون بصلاحيات رئيس الحكومة في ‏الدستور ونرفض المساس بها”. وأكد بعد اجتماع التكتل، “التمسك بصلاحية رئيس ‏الجمهورية ورئيس الحكومة بالنسبة إلى الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، ومن ضمنها ‏موضوع البرنامج، ودائما وفق الدستور”، وعن مصادفة اجتماع التكتل امس مع الذكرى ‏السادسة لاعلان “تفاهم معراب” قال باسيل : “يصادف اجتماع التكتل اليوم مع تاريخ ‏المصالحة مع حزب القوات اللبنانية، ونؤكد أن إقفال الجرح قرار استراتيجي وخيار لا يتغير ‏مهما اختلفنا في السياسة . ندعو دائما إلى الاتفاق مع القوات حول المواضيع المتعلقة ‏بالثوابت والأمور الاستراتيجية مثل اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، لكن للأسف منذ ‏فترة طويلة يأتي الرفض من قبلهم لأي حوار في مجالات عدة، فالاختلاف السياسي مشروع، ‏أما الاطاحة بالامور الاستراتيجية لدواع انتخابية عابرة فليست امرا مشروعا، فمن يخسر ‏الاستراتيجية يخسر كل شيء، وهذا ما يجب تعلمه من تجربة 1990”. وعن تعاميم مصرف ‏لبنان قال: “تخيلوا حجم الاموال التي يجنيها البعض من “السعدنات” في التعاميم ‏العشوائية، فمن يصدر التعميم او يعرف به يستفيد، فيما الموظفون والعسكريون يعانون. ‏لقد قيل سابقا إن الدولارات غير موجودة وإن الاحتياطي الالزامي انتهى في مسألة الدعم، ‏فكيف ظهرت الدولارات فجأة، وصار المصرف المركزي قادرا على التدخل لخفض سعر ‏الدولار بهذا الشكل؟ الخفض مطلوب، ولكن لماذا لم يحصل قبل؟ ولماذا حصل في لحظة ‏معينة وعند حاجة سياسية أو للدفاع عن الذات أو غير ذلك؟ فما يجري يؤكد أن سعر الدولار ‏سياسي ومصطنع، ويجب أن يعود إلى مستوياته الحقيقية التي تؤكد كل التقديرات أن ‏مستواه أقل مما هو عليه اليوم، وواجب المركزي وقف التلاعب وتوحيد الأسعار التي ‏تتلاعب بأموال المودعين‎”.‎

عقوبات جديدة

في غضون ذلك فرضت وزارة الخزانة الأميركية دفعة عقوبات جديدة على “حزب الله ” اذ ‏حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة (اوفاك) ثلاثة اشخاص “مسهلين ماليين” ‏مرتبطين بحزب الله وشركة للسفر تتخذ من لبنان مقراً لها وهم عادل دياب، وعلي محمد ‏ضعون، وجهاد سالم العلم، وشركتهم دار السلام للسفر والسياحة. وبحسب البيان الذي ‏وزعته وزارة الخزانة الأميركية فان “هذا الإجراء يأتي في وقت يواجه فيه الاقتصاد اللبناني ‏أزمة غير مسبوقة ويقوم حزب الله، كجزء من الحكومة اللبنانية، بعرقلة الإصلاحات ‏الاقتصادية ومنع التغيير الذي يحتاجه الشعب اللبناني بشدة”. وبحسب البيان “ساعدت ‏شبكة حزب الله الواسعة من الميسرين الماليين المجموعة على استغلال الموارد المالية ‏للبنان والنجاة من الأزمة الاقتصادية الحالية. ومن خلال رجال أعمال مثل أولئك المدرجين ‏اليوم، يحصل حزب الله على دعم مادي ومالي من خلال القطاع التجاري المشروع لتمويل ‏أعماله الإرهابية ومحاولاته لزعزعة استقرار المؤسسات السياسية اللبنانية. توضح تسميات ‏الأفراد والكيانات الموضحة أدناه جهود وزارة الخزانة المستمرة لاستهداف محاولات حزب ‏الله المستمرة لاستغلال القطاع المالي العالمي والتهرب من العقوبات”. وقال وكيل وزارة ‏الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسن “يدعي حزب الله أنه يدعم ‏الشعب اللبناني، ولكن تمامًا مثل الفاعلين الفاسدين الآخرين في لبنان الذين حددتهم وزارة ‏الخزانة، يواصل حزب الله جني الأرباح من المشاريع التجارية المعزولة والصفقات السياسية ‏الخلفية، وتكديس الثروة التي لا يراها الشعب اللبناني أبدًا‎”.‎

ووفق البيان فان “عادل دياب عضو في حزب الله ورجل أعمال لبناني استخدم عمله لجمع ‏الأموال لحزب الله وتسهيل أنشطة الحزب. وهو يمتلك أصولاً مشتركة مع علي الشاعر، ‏مساعد جمع التبرعات لحزب الله حسيب محمد هدوان، عضو الأمانة العامة لحزب الله، الذي ‏يعمل مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. تم تصنيف كل من الشاعر وهدوان من ‏قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في عام 2021. وعلي محمد ضعون هو مسؤول في حزب ‏الله ومسؤول عن الدائرة الثانية لحزب الله. وقد شمله التصنيف لقيامه بمساعدة حزب الله ‏ماديًا أو رعايته أو تقديمه دعمًا ماليًا أو ماديًا أو تقنيًا أو سلعًا أو خدمات له ودعمه. وكذلك ‏الامر بالنسبة الى عضو حزب الله جهاد سالم العلم لمساعدته المادية أو رعايته أو تقديمه ‏الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو دعمه. ودياب ‏وضعون والعلم هم مؤسسو وشركاء دار السلام للسفر والسياحة، وهي وكالة سفر مقرها ‏لبنان يمتلكونها ويديرونها‎.‎

وعلق وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن على هذه العقوبات معتبرا ان تصنيف ‏الولايات المتحدة لثلاثة ميسرين ماليين مرتبطين بحزب الله وشركة سفريات مقرها لبنان ‏يأتي تضامنا مع الشعب اللبناني، وأشار الى انه بينما يعاني الشعب اللبناني من ازمة ‏اقتصادية ذات ابعاد تاريخية يواصل حزب الله الانخراط في نشاط غير مشروع وجمع ‏الثروات على حسابه ومن الواضح ان حزب الله وشركاءه مهتمون أكثر بتعزيز مصالحهم ‏الخاصة ومصالح راعيتهم ايران اكثر من اهتمامهم بمصالح الشعب اللبناني‎.‎

 جنبلاط في موسكو

وفي سياق التحركات السياسية الخارجية المتصلة بلبنان يقوم رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط بزيارة لموسكو وبدأ لقاءاته أمس مع نائب وزير الخارجية سيرغي ‏ريابكوف قبل ان يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف‎.‎

 

Leave A Reply