رمال جوني – نداء الوطن
«عطونا أموالنا بالمصارف مننتخبكم»، هي معادلة جديدة بدأت تنتشر هذه الأيام، إذ يبدو أن المودعين قرروا ان يرفعوا الصوت الانتخابي، إيذانا ببدء مرحلة الحساب، إذ يدرك الجميع أن الصوت الإنتخابي غالي الثمن، وعليه فإن المعركة الإنتخابية أقله في منطقة النبطية، ستكون بين المودع والمرشح، والبرنامج الشعبي واضح ذو نقاط محددة «الإفراج عن اموال المودعين في المصارف، تحرير العملة الوطنية، تحسين الظروف المعيشية، وإنعاش القطاعين الصناعي والزراعي»، عناوين عريضة بدأ المواطن يجيّش لها، وإن بدأت من المودعين أنفسهم، الذين شدوا الظهر بما حصل مع المودع عبد الله الساعي، الذي ربما سيكون الشرارة الاولى لإنفجار ثورة الغضب، خاصة وأن مصادرة الأموال جرت تحت جنح الظلام، وتحريرها مرهون بغضب المودعين، وبالتالي فإن سيناريو الإنتخابات المقبلة، سيتخذه المودع ورقة ضغط في وجه الاحزاب كافة، على قاعدة «رجعلي اموالي بعطيك صوتي» في تأكيد واضح أن الطابة اليوم في ملعب الموظف والمواطن في ما لو استغلها بشكل صحيح.
فتحت حادثة جب جنين شهية المودعين وغيرهم من الشعب لاستعمال وسيلة الضغط لتحصيل الحقوق المسحوقة تحت جزمة الازمة الراهنة والتي لم تترك لا اخضر الاحلام ولا يابس البقاء، إنما حولت الناس كلهم رهينة للازمات المفتعلة لتمرير رسائل سياسية أدّت الى تدهور الأوضاع. سارة كواحدة من المودعات خسرت أموالها في المصرف، تملك وفق قولها ما يقارب الـ10 آلاف دولار هي حصيلة تعبها في عملها، غير أن هذا التعب سرقه المصرف، ومنعها من السحب، تؤكد سارة أنها في صدد رفع دعوى على المصرف، « فأنا أملك مالاً وأعيش حالة فقر».
تجزم سارة كما كثر من المودعين أن الإنتخابات ستكون فرصتهم للضغط باتجاه تحريرها، وأن المعركة ستكون محتدمة معهم، فهم يشكلون نسبة وازنة في المعركة القادمة، وصوتهم له ثقله». يحاول المودع رسم خريطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة، المسألة برأيهم لا تتعلق فقط بالأموال، بل تتعداها الى التعليم والطبابة والانترنت والاتصالات والطعام وغيرها، وكل ذلك مرهون بالمصارف التي تتحكم برقاب العباد على حد وصف سارة التي تأمل ان تصل الى خواتيم سعيدة. في الوقت الذي ما زالت منطقة النبطية تعيش حالة من الضبابية تجاه التحالفات الانتخابية المقبلة، أقله من جهة المعارضة التي تحاول لملمة صفوفها، لتخرج بنواة لائحة تواجه لائحة الثنائي، يبدو أن المودعين بمعظمهم بدأوا رص الصفوف أكثر، ويستعدون للمعركة المقبلة، متكئين على مطلب واحد «أموالنا حقنا»، إذ لم يعد امامهم خيار آخر، بعدما سقطت كل الدعاوى السابقة في الجارور، ولم يسلك اي من القرارات القضائية التي حصّلها عدد من المودعين تجاه المصارف، طريقه للتطبيق وبقيت حبراً على ورق، وقد وجد محمد وإبراهيم ويوسف وغيرهم فرصة ذهبية تتمثل بالانتخابات، وبرأيهم فهم يمثلون شريحة واسعة ووازنة من المجتمع، وصوتهم مؤثر في المعركة المقبلة، سواء للائحة الثنائي او للمعارضة ما يعني أن ورقتهم الضاغطة وفق ما يشير إبراهيم ستكون فاعلة والمرشح يريد رضاهم بالنظر الى المتغيرات المرافقة للعملية الانتخابية المقبلة، والتي كما يصفها ابراهيم «معركة إثبات وجود وقوة» وعليه فإن «خوضنا لهذا الاستحقاق من بوابة مطالبنا، هو مشروع، ولن يستطع احد الضحك علينا بوعود زائفة، اذ نصر على ان تتحرر اموالنا كافة من المصارف قبل الاستحقاق وليس بعد، ولن تنطلي علينا وعودهم الانتخابية الزائفة، فنحن لا نريد لا بطاقة تشريج ولا كرتونة اعاشة ولا حتى غالون مازوت، نريد اموالنا لنعيش بكرامتنا».
تغيرت قوانين اللعبة الانتخابية إذا، ولم تعد المسألة ترتبط بزيارات المرشحين، وتقديم الناس الطاعة والولاء، بل حولت الازمة التي عصفت بالوطن الناس الى كتلة ضغط وازنة لها ثقلها الانتخابي، والكل يدرك ان الصوت الانتخابي في هذه المعركة يربّح ويخسّر فهل تنجح معركة المودعين أم تفشل!!!